-->

الإعــلام الوطني وتحديات المرحلة (محاضرة)

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يجري الحديث منذ مدة عن
دور اعلامنا الوطني ومدى فعالية وسائطه في مواجهة اعلام الاحتلال المغربي وتحالفاته, ويصل في بعض الأحيان حدود الجدل في توصيفه لتحديات المرحلة الراهنة, او تحديده لمسؤوليات المؤسسة الإعلامية. وفيما يلاحظ طغيان النزعة الذاتية على مجمل المقاربات, بتحميل تجربتنا الوطنية في ميدان الاعلام ما لا تحتمل من عيوب تارة, او تخليصها بقدرة قادر من كل العيوب تارة اخرى, تتجاهل باقي المقاربات التي لم تستطع التخلص من الاحكام المسبقة, مستجدات الواقع الميداني وتحدياته.
والواقع اننا لازلنا في أمس الحاجة الى بحوث ودراسات جادة, تتناول اعلامنا الوطني كتجربة تتطور وتتبلور في سياق مراحل حرب التحرير بنجاحاتها و إخفاقاتها, ولكن أيضا في سياق اعم ضمن ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي سريع, لم يعمل على تعزيز مكانة الإعلام كسلطة رابعة , ولكن أيضا كفاعل وكشريك أساسي في كل الميادين . 

وانطلاقا من إحساسي بأهمية الموضوع, سأحاول إن أقدم مساهمة لا تدعي التميز, لأنها ليست بحثا او دراسة, ولا تدعي الموضوعية, لانها مجرد قراءة كباقي القراءات تروم من خلال محاور محددة, إبراز الأهداف الكبرى للإعلام الوطني, واستعراض أهم تحدياته الذاتية والموضوعية.
}وفي هذا الصدد, سأحاول من خلال محور الإعلام كواجهة, ان استعرض مختلف جبهات التماس مع الاحتلال المغربي, وإفشالها لرهاناته, وإبراز دورها الريادي في معركة التحرير, ودور الإعلام الوطني كواجهة إعلامية ودعائية لها. 

 كما سأحاول من خلال محور الإعلام كوسيط, أن أتحدث عن دوره في إبلاغ رسائل المؤسسات الوطنية, ونقل انشغالات المواطنين وتطلعاتهم, ومساهمته في ترقية الاداء والرفع من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين, وصولا الى ابراز دوره في ترسيخ البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية الفتية كهدف استراتيجي للجبهة.
}وفي محور الاعلام كمؤسسة, ساحاول ان أتناول عوائق إيصال الرسالة الاعلامية والدور الفعال للاداة وحاجتها للتاهيل المستمر, وأهمية تجديد وتطوير وسائل العمل واساليبه, آملا ان يسعفني الحيز الزمني المتاح لهذه المحاضرة لأتمكن من تشخيص واقعنا الاعلامي واستشراف افاقه الواعدة.



الاعلام كواجهة


}الواقع ان غزو المغرب للصحراء الغربية بتاريخ 31 اكتوبر 1975, وما اسفر عنه من تشريد وتمزيق ومن تضييق وحصار للصحراويين, ادى الى استحداث واقع جديد استثنائي مفروض عليهم, اصبحوا يعيشونه على مضض بين الارض المحتلة, واللجوء, والشتات.
} هذا الواقع الجديد المرفوض تم تكريسه واحكامه, من خلال حاجز الفصل بالأحزمة والأسلاك والخنادق والالغام والاسلحة والجيش, بين الصحراويين بالمخيمات, والصحراويين تحت الاحتلال المغربي, ومن خلال نقاط المراقبة والتفتيش بين الارض المحتلة وجنوب المغرب, وفيما بين المدن الصحراوية, او اشكال ونماذج اخرى من قبيل منع اتصال بعضهم ببعض باستعمال العزل والحصار الذي يطال منازل بعض العائلات, عقابا لهم على ما اقترفه ابنائهم او ابائهم بالتحاقهم بجبهات القتال او اعلانهم الصريح عن رفضهم للوجود الاستعماري المغربي او درءا لما يسميه الاحتلال بانتشار عدوى الانفصال.
}لقد استغل الاعلام المغربي الموجه من طرف اجهزة المخابرات المغربية الحصار العسكري والمخابراتي و الاعلامي المضروب على المناطق المحتلة , ليروج الدعايات والاكاذيب عن الصحراويين باللجوء بانهم محاصرين, وبانهم يعيشون اوضاعا مزرية ولا ينتظرون سوى فرصة الخلاص من الاسر وينقل للصحراويين في اللجوء انطباعا بان الصحراويين بالارض المحتلة يعيشون في نعيم وانهم مغاربة لا يعتقدون في الاستقلال عن المغرب وان من يحمل فكر الانفصال منهم مجرد فئة قليلة معزولة وممولة من الخارج لخدمة اجندة معادية.
}كما يستغل النزاعات والخلافات الهامشية لتوظيفها في اثارة النعرات القبلية وتعكير الاجواء بين العائلات الصحراوية سعيا وراء تكريس الانطباع باستحالة تعايش الصحراويين في غياب سلطة من خارجهم .
}مثلما يعمل على نقل اخبار شبكات الارهاب والتهريب التي تصنعها المخابرات المغربية ومحاولة ربطها تعسفيا بالصحراويين لإلصاق تهم الارهاب والاتجار بالمخدرات بهم من جهة ومحاولة اثبات عدم قدرة الدولة الصحراوية على حماية الاراضي الموجودة تحت سلطتها والشعب الذي تديره وبالتالي الايهام بفشل المشروع الوطني .
} وقد اكدت ملحمة اكديم ازيك على التوالي زيف الصورة الوردية للصحراويين تحت الاحتلال, ودعاية انشغال الصحراويين بالداخل عن قضيتهم الوطنية, كما اسقطت زيارات الوفود الصحراوية القادمة من الارض المحتلة ومن مختلف بقاع العالم الى مخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي المحررة, اطروحة المحتجزين بما رافقها من ادعاءات الحصار والتجويع وغيرها.
}ورغم ذلك ظل الاعلام المغربي حبيس تلك الدعايات ومروج لها بنفس المفردات التي عفى عليها الزمن, مما يؤكد نية التواطؤ ضد الشعب المغربي الذي من حقه ان يعرف الحقيقة, ويسقط كل الذرائع والمبررات من اعلام يدعي الاستقلالية ويتغاضى عن الحقيقة التي اعلنها العديد من الصحفيين المغاربة من امثال علي لمرابط, والجامعي وغيرهم واثبتها بالدليل بن شمسي الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين ونشر ريبورتاجاته التي كانت بمثابة رصاصة الرحمة على اخر ما تبقى من الامل في اعادة الحياة لتلك الدعايات والاكاذيب.
}ان صمود الصحراويين واستعداهم للتضحية افشل رهانات الاحتلال المغربي, وجعل من مناطق العزل والقطيعة, التي ارادها الاحتلال المغربي ان تكون مقابر لوأد المشروع الوطني, او مناطق محاصرة ومعزولة يسوق عنها ما يروق له "لي ما يبغيك يحلم عنك حلم شين" جبهات لمقاومة سياساته وفرض الوجود الصحراوي المستقل على كامل ترابه الوطني.
}لقد اصبحت تلك المناطق المعزولة ميادين لمعارك مفتوحة مع الاحتلال المغربي, وشكل الإعلام الوطني كواجهة لها ناقلا امينا لوقائعها احيانا, ووسيطا لرسائلها, ومستخلصا ومستثمرا لنتائجها احيانا اخرى.
}فاذا كانت جبهة الارض المحتلة, تشهد انتفاضة سلمية منددة بالوجود الاستعماري المغربي بالصحراء الغربية, وتصنع في كل يوم ملاحم بطولية تشكل مادة ثرية للاعلام الوطني, وتستاثر باهتمام الراي العام الوطني والجهوي والدولي, فان الجبهة العسكرية التي دخلت في هدنة مؤقتة بعد التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار حاضرة من خلال برامج التاهيل والتدريب والاستعداد لكل الاحتمالات.
}وتعتبر مخيمات اللاجئين الصحراويين جبهة للصمود والتحدي, وواجهة تعكس معاناة شعب مظلوم, ارغم على النزوح من اراضيه, وظل يتحمل شظف العيش ويتشرب مرارة الغربة والبعد عن الوطن, من اجل العودة الى وطنه حرا مستقلا, فهي الفضاء الذي نشات فيه وترعرعت مؤسسات الدولة الصحراوية الفتية, ورسخت تجربتها, واكتسبت مكانتها بالاتحاد الافريقي وبغيره من المنظمات القارية والدولية, وهي مصدر التضامن الوطني والدولي ببعديه السياسي والانساني, ومعينه الذي لا ينضب, وقس على ذلك الجبهة الدبلوماسية والسياسية, التي تتصدى يوميا لمؤامرات ومناورات الاحتلال المغربي, وتستثمر نتائج الفعل المقاوم في كل الجبهات, لتوسيع الاعترافات بدولتنا وكسب الدعم السياسي والانساني لقضيتنا العادلة.
}ان تلك الجبهات المفتوحة على الاحتلال المغربي هي التي افشلت رهاناته وقلبت حساباته و شكلت بفضل ارادة الانسان الصحراوي المبدع في اشكال نضاله والتواق الى الحرية والانعتاق حشوة للمقاومة وحافز لها لقطع المسافات والسمو فوق كل الاعتبارات الظرفية التي تحاول تكبيلها.
}لقد جعلت اولوية التحرير تلك الجبهات في صدارة اهتمامات اعلامنا الوطني, سواء تعلق الامر بفعل المقاومة السلمية بالارض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية, او بجاهزية جيش التحرير الشعبي الصحراوي, ومراقبته لتحركات العدو ومناوراته, واستعداده للتصدي لكل الاحتمالات. او تطورات قضيتنا الوطنية على المستوى الدبلوماسي والسياسي, او مستوى التضامن الدولي مع كفاح شعبنا ببعديه السياسي والانساني, او صمود جماهير شعبنا بمخيمات اللاجئين الصحراويين والاراضي المحررة, ومستوى نشوء وتطور مؤسساتنا الوطنية.
}وعلى هذا الاساس ورغم التحديات التي تواجهه, فان الاعلام الوطني مطالب بنقل الفعل المقاوم بكل اشكاله المشروعة ومن مختلف ساحاته, تماما مثلما هو مطالب ميدانيا بمتابعة تطور البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية, وابراز التحديات التي تواجهه, لقطع دابر الاشاعات والدعايات التي يتغذى عليها اعلام العدو, والمساهمة في ارساء اسس دولة الحق والقانون التي ينشدها كل الصحراويون الذين قدموا من اجلها قوافل الشهداء.



الاعلام كوسيط وشريك


}يقوم الاعلام الوطني من خلال برامجه السياسية والثقافية والتربوية والدينية والرياضية والتحسيسية والترفيهية وغيرها بابراز الجهود المبذولة في تلك المجالات و قياس قربها او بعدها من تحقيق الاهداف المسطرة في برنامج العمل الوطني الذي يقره المؤتمر الشعبي العام.
} ويلعب دوره كوسيط بين الفاعلين في تلك الميادين التخصصية الذين يقدمون الشروح الوافية والمبسطة للاهداف المحددة لمؤسساتهم, والجهود المبذولة لتحقيقها, بغرض احاطة الراي العام الوطني بالانجازات والمكاسب المحققة وتحسيسه وتجنيده, وبين المهتمين والمعنيين والمستفيدين, الذين يعكسون انشغالات وانتقادات وردود افعال المواطنين. 

وتعتبر مختلف البرامج الاعلامية من هذا المنطلق, تشاركية بين الفاعلين في مختلف تلك المجالات, والفاعلين بالميدان الاعلامي, ليتم تطويرها واغنائها شكلا ومحتوى, وضمان استمراريتها لتحقيق الاهداف والمقاصد الكبرى المتمثلة في تعزيز الوحدة الوطنية, وتاجيج المعركة مع الاحتلال, وتوفير عوامل الصمود, وتعزيز البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية, وابراز انعكاسات ذلك على بنى المجتمع وعلى الفرد, باعتباره عماد وقوام مشروعنا الوطني تحريرا كان او بناء. 
ان البرامج التفاعلية, التي تشكل محطات هامة لتشكيل راي عام وطني متماسك, ومنسجم حول بعض الملفات الحيوية والحساسة, تعتبر مادة اعلامية ثرية, ولكنها تفتقر في غالب الاحيان الى الفاعلين الملمين بمجالات تخصصاتهم, ومعرضة للتشويش احيانا اخري في كم ونوع المعلومات التي يتداولونها, بشان بعض المواضيع التي تستاثر بالاهتمام الوطني من قبيل: 
ملف المفاوضات او تعاطي الامم المتحدة بشكل عام مع قضيتنا العادلة. 
ملف المقاومة السلمية بالارض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية. 
ملف حقوق الانسان. 
ملف التضامن الدولي السياسي والانساني مع شعبنا وقضيته العادلة. 
ملف الثروات الطبيعية. 
لقد شكل انتاج البرامج الاعلامية تحديا كبيرا امام اعلامنا الوطني, خصوصا مع اطلاق البث التلفزيوني, مما يستدعي اعادة النظر ليس فقط في طريقة انتاجها كما ونوعا, ولكن ايضا في تحديد المسؤوليات بين الشركاء بشانها بشكل خاص.

الاعلام كمؤسسة

تعتمد مؤسسة الاعلام على مجموعة من الوسائط الكبرى, كالاعلام السمعي و المرئي والمكتوب و الجواري و الالكتروني, التي تشكل في مجملها واجهة لجبهات الفعل, ووسيط وشريك لبلورة رأي عام وطني منشغل بقضاياه المصرية, واداة لتحقيق الاهداف والمقاصد الكبرى في ميدان الاعلام. 
وبغض النظر عن الجهود المبذولة والنتائج المحصل عليها, فان الضرورة تقتضي ان نتناول بشيء من التفصيل مجمل العوائق التي تحول دون ترقية ادائنا الاعلامي, ليكون في مستوى مواجهة تحديات المرحلة, وتحقيق تطلعات شعبنا. 
ان تعدد الوسائط الاعلامية الذي يعتبر مكسبا كبيرا لاعلامنا الوطني, سيصبح لا معنى له في غياب الاحتفاظ لكل وسيط اعلامي بخصوصيته التي تميزه, في اساليب معالجاته وقراءاته واستنتاجاته, وطرق تسويقه الاعلامي والدعائي, وصولا الى انتاج خطاب اعلامي متعدد ومتنوع في أدائه ومتكامل ومتضافر في اهدافه ومقاصده, فاذا كان الوضع مثلما هو عليه الان في التناول الاخباري, يعتمد في الغالب على اسلوب القص واللصق, وفي المواقع الالكترونية بشكل خاص, فاننا في واقع الامر لا نقوم سوى بتكريس ممارسات تخل بأخلاقيات مهنة الصحافة, وتهدد مصداقية اعلامنا الوطني, ناهيك عن تاثيرها المباشر على الاداء, ولن تنتج في الاخير سوى تجار لسلع منتهية الصلاحية, يعملون في احسن الاحوال على الاجهاز على مبررات تعدد الوسائط, وبالتالي تشجيع هيمنة اللاحق منها على السابق. 
وتبرز الاخطاء النحوية واللغوية والفنية لتتصدر عوائق ايصال الرسالة الاعلامية لدقتها وعمق تاثيرها, متبوعة بالعوائق المترتبة عن الجهل بتقنيات التحرير واساليبه من قبيل التصرف في الوقائع بالتقديم والتاخير, او بالاضافة و الحذف, او تجاهل المرجعية, او اهمال سياق الحدث, او ضعف الاستعداد لتحمل مشاق البحث عن الاخبار من مصادرها الموثوقة, والاجتهاد في الاحاطة بكل تفاصيلها الدقيقة, كشهادات الفاعلين وشهود العيان, و الصور الحية المعبرة. 
ويؤثر غياب وسائط الاعلام عن التغطيات المباشرة للاحداث والتطورات الهامة, على مرجعيتها ومصداقيتها, فالاحداث والتطورات التي تستاثر بالاهتمام الوطني تتطلب تغطية محترفة لها لايصال رسالتها بالشكل المطلوب وقطع الطريق على محاولات تحريف وقائعها بما يخدم ترويج الاشاعات والدعايات. 
ان القصة الخبرية هي مربط الفرس في العمل الصحفي كما يقال, لانها معرضة اكثر من غيرها للتحريف والابتذال, فقد تقوم على اشاعة, او قد يتم غض الطرف عن بعض المعطيات فتخرج غير مكتملة, او يتم الاستغراق في التفاصيل الهامشية مما يؤدي الى ضياع المعنى في الحشو والاطالة, او قد تحمل اخبارا مدسوسة, وعلى هذا الاساس تكتسي التغطية الميدانية اهمية خاصة, باعتبارها دليل اثبات ودليل مهنية واحترافية ومسؤولية, مما يستدعي ضرورة وجود مراسلين محترفين في اماكن الفعل, واذا تعذر ذلك فلا بد على الاقل من مخبرين يتحلون بالمصداقية يقومون بجمع الاخبار من مصادرها, باستثناء الاحداث الكبرى الهامة التي تتطلب تغطيات ميدانية وبعثات في مستواها كحدث يحمل رسائل محددة. 
كما يبرز ايضا ضمن العوائق والتحديات غياب دور الفاعلين في الحدث لتفسيره والفاعلين السياسيين لوضعه في سياقه العام, فالاعلام من الناحية الاخبارية ينقل الوقائع بما امكن من موضوعية ولكن تفسيرها يرتبط بالفاعلين, فالحدث اي حدث لابد ان تكون له اسباب, او تكون وراءه دوافع او هما معا, وبالتالي فالبرامج الاخبارية تروم التفسير والتحليل للبحث عن اسبابه ودوافعه واهدافه ومقاصده لاشباع نهم المستطلع, او لوضع الحدث في سياقه العام واستغلاله كمادة اعلامية لتثمين المكاسب وقطع الطريق على اي تاويل, او تحريف لا يخدم اهداف الرسالة الاعلامية. 
ويبدو مما سبق ان الاداة تلعب دورا فعالا في العمل الاعلامي, و تحتاج الى التواجد في قلب الاحداث كما تحتاج الى تقنيات واساليب ووسائل تتجدد باستمرار, وفاعلين ميدانيين وسياسيين ومختصين. 
من هنا تبرز اهمية اختيار الاداة, ليس من ناحية ما تستدعي تكنولوجيا الاعلام من كفاءات ومؤهلات, ولكن ايضا ما تقتضيه الخصوصية من نضج سياسي وتاهيل ميداني, كما تتجلى اهمية بل خطورة وسائل العمل بالنسبة للإعلاميين, باعتبارها بمثابة اهمية وخطورة الوسائل القتالية بالنسبة لتشكيلة عسكرية تخوض غمار معركة مع عدو, يستعمل كل الوسائل لحسمها لصالحه. 
ويكفي ذلك لتاكيد الدور الفعال للوسائل التكنولوجية من انترنيت, وهاتف, ووسائل نقل, وكامرات, والات تسجيل وتركيب, وغيرها لخوض معركة اعلامية مع عدو متمرس يمتلك ترسانة اعلامية ضخمة, وتحالفات مع وكالات دولية وازنة, تنشر دعاياته وتساهم في التعتيم على ممارساته. 
وقبل ان اخلص الى الاستنتاجات , لا بد من الاشارة الى ان اعلامنا الوطني, الذي يواجه الترسانة الاعلامية الضخمة للاحتلال المغربي, المدعومة بالخبرة الميدانية, و التحالفات الاقليمية و الدولية الواسعة مع وكالات الانباء , يعتبر مؤسسة كباقي مؤسسات الدولة الصحراوية, تضع برامجها وخططها, وتتاثر بما تتاثر به باقي مِؤسسات الدولة الصحراوية الفتية في ظل واقع اللجوء وحالة الاستثناء, وتسعى باستمرار الى تكييف هياكلها وقوانينها ونظمها الداخلية مع متطلبات المرحلة الراهنة ومستجداتها.

استنتاج

يستغل اعلام الاحتلال المغربي ويستثمر نتائج السياسة التي انتهجها وينتهجها الاحتلال المغربي ضد الصحر اويين منذ احتلاله للصحراء الغربية تلك السياسات التي استهدفته بالتقسيم والتشريد والترهيب والتجويع والتفقير ومسخ الهوية . 

من هنا على الاعلام الوطني ان يكون في مستوى مواجهة تلك الدعايات بالادلة والحجج الدامغة عبر قنوات التواصل الاجتماعي والمواقع الصحراوية لتعريته امام الراي العام المغربي حين يتعلق الامر بحقائق دامغة. 
وعلينا ان نكون حذرين من نقل الاخبار, وتحريها من مصادرها الموثوقة حتى لا نكون اداة لخدمة اجندة نجهلها ويكون ثمن ذلك إيذاء شعبنا والنيل من مصداقية اعلامنا الوطني التي تعتبر قوامه وروحه التي يحيا بها . 
ان ما نبث او ننشر من اخبار وتطورات يجب ان يكون بمثابة دليل اثبات لا يدحض في كل الحالات, وخصوصا عندما يتعلق الامر بالمواقف الرسمية المعلنة, وبتطورات قضيتنا الوطنية , او بالانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الدولة المغربية, ضد الصحراويين المطالبين بجلاء الاحتلال المغربي من الصحراء الغربية. 
ويبقى نجاح اعلامنا الوطني, في تاجيج المعركة مع الاحتلال وافشال سياساته مرهون بقدرته على السمو بالاهتمام بمتابعة وابراز الفعل الوطني في مختلف ساحاته الى اعلى درجاته, واستثماره في تاجيج المعركة وتعزيز التضامن والتازر لتخفيف الانشغال بخصوصيات الوضعيات الاستثنائية التي فرضها الاحتلال المغربي منذ غزوه للصحراء الغربية 31 اكتوبر 1975 وارادها ان تشكل انشغالا لنا وسببا لتاخير هدف التحرير, وواد مشروع البناء والتغيير. 
كما يرتبط نجاح الاعلام الجواري بنجاح متابعتنا للبناء المؤسساتي للدولة, من خلال الهجوم غير المتسامح على نقاط الضعف واسبابها, وابراز نقاط القوة وتحفيز عواملها.
ـ محاضرة قدمها وزير الاعلام الصحراوي محمد المامي التامك بمؤسسة الارشيف يوم 31 اغسطس 2013 امام مجموعة من الاعلاميين الصحراويين والنشطاء الحقوقيين الصحراويين القادمين من الارض المحتلة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *