شكرا لك معلمي
الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بمناسبة الدخول المدرسي
الجديد و أنا أستحضر ما تبقى لدي من ذكريات و أرى أمام عيني منظومة تربوية بكاملها تتهاوى في منحنى تنازلي خطير على الجتمع الصحراوي في المدى المتوسط و البعيد , أحمد الله و أشكره مليون مرة في اليوم بأنني نجوت مع جيل كامل من هذه المرحلة الصعبة , لكن يحز في نفسي كثيرا أن أجيال بكاملها ذهب مصيرها أدراج الرياح , تتقاذفها خيوط العولمة السلبية و سوء التدبير في الَشأن التعليمي و غياب إسترتيجية مدروسة تنقذ ما أمكن إنقاذه و تصعد من جديد بالعملية التعليمية , و هذا موضوع سأخوض فيه في كتابات لاحقة إن شاء الله .
غير أنني اليوم أريد أن أشكر و أثمن و أقبل رأس و يد كل من ساهم في تربيتي و تعليمي منذ بدايتي الأولى إلى ما أصبحت عليه اليوم , فبعد الحمد و الشكر لله أولا و قبل كل شئ ثم والديا راجيا من المولى العلي القدير أن يتغمدهم برحمته و يرزقهم الفردوس الأعلى , ثم أشكر كل من الشيخين سلمى سيدي عباس و محمد الحافظ في دائرة أجديرية رحمة الله عليهم و أن يرزقهم عن كل ضربة بالسوط درجة من درجات الجنة , ثم أشكر و أترحم على كل مربية رافقتني في تلك الفترة , و الشكر موصول لأول معلمة في الإبتدائية في دائرة بئرلحلو إسمها العصرية ثم يليها في الشكر و العرفان المعلم مولاي في دائرة أجديرية الذي لم تمنعه إعاقته من أداء أنبل المهام التعليم , ثم الكثير من الشكر و التقدير و الإمتنان للمعلمة توفة بيدة مربية الأجيال , تلك المرأءة العظيمة الشامخة التي صمدت في وجه كل الظروف , أشكرها على كل ضربة ضربتنياها و أذكر كيف كانت حريصة على نظافة تلامذتها و أذكر جيدا يوم هربت أنا من القسم في مرة من المرات لأنظف بقعة صغيرة من الزيت سقطت من الممحات على المئزر يومها كان التلاميذ كما المعلمين نظيفين من الخارج كما الداخل .
أريد أن اشكر أيضا صرحا من صروح العملية التعليمية الذي درسني في السنتين الرابعة و السادسة إبتدائي المعلم المتميز جدا المثقف جدا الواعي جدا عبد السلام أعمارة , و كم أنا ممنون جدا و معجب جدا بهذه الشخصية الفريدة في تصرفاتها مع التلاميذ و طريقة تعاملها أثناء الحصص الدراسية , بحيث أنه كان صارما جدا أثناء الدراسة و كم كان يحب أن يرى قسمه يفوز بالمرتبة الأولى و لقد كان له ذلك في كل فترة دراسية , كما كان يلعب معنا بين الحصص حتى نحسبه واحدا منا ثم أنه عندما يرى مظاهر الملل علينا في الحصة نأخذ وقت مستقطع ليحكي قصة من البطولات و الأمجاد يشحذ بها هممنا ثم يعود للحصة , كان يعلمنا أيضا كيف نكتب في وضعية مستقيمة صحيحة و كيف نأكل بطريقة صحية سليمة , كان يحب الإلتزام بالوقت و الحضور في الوقت و مراقبة الهندام رغم أن المدرسة كلها بنفس اللباس إلا أنه يمكن أن تتعرف على قسم عبد السلام أعمارة من طريقة لباسهم و تنظيم و إنتظام صفوفهم , و من الذكريات التي لا تفارقني عن هذا الأستاذ الكبير أنه في السنة السادسة إبتدائي صادف أن تم توزيع القسم الذي كنت فيه على الأقسام الأخرى فحصلت على قسم عبد السلام فعرفني و رحب بي أيما ترحيب , لكني نظرت عن يميني و عن شمالي فلم أحدا في القسم فأنفجرت من البكاء فقال يا فلان ما بك؟ قلت لا أعرف أحدا في هذا القسم و أريد أن أكون مع أصدقائي فب قسم واحد و أتذكر جيدا أنه إبتسم إبسامة أب وجد إبنا كان ضائعا فقال إلا هذه يا فلان , جابك مولانا إلى عندي و نبدلك ؟ فزاد بكائي حتى أصبح عويلا فقال تبدل مستحيل لكن يمكنك أن تبكي خارج القسم و تخرج وقت تشعر أنك تريد أن تبكي , إستمر الحال ثلاثة أيام فاستسلمت لحكمه , كنت أخاف منه ذلك الخوف الإيجابي , بمعنى أنني كنت حريصا جدا على إرضائه و أن أبقى دائما في الصورة التي قدمني بها أول مرة لزملائي في القسم , كنت أشعر أنه فخورا جدا بي , يضرب بي الأمثال و ذلك في حد ذاته درس للتلاميذ و المعلمين , لأن نجاح التلميذ يعطي دفع معنوي كبير جدا للمعلم , و إفتخار المعلم بتلميذه يدفعه للإجتهاد و التحصيل , لقد كان عبد السلام أعمارة بالنسبة لي حالة فريدة في التعليم و التعامل مع التلميذ و هنا أفتح قوس لأقول بأن تقدير المعلم و شعوره بعظيم قيمته في المجتمع في ذلك الوقت الذي لا أجور فيه و لا زيادة و لا علاوة ساهم في النهوض بالمنظومة التعليمية ككل .
إنتقلت من تعليم إبتدائي إلى تعليم متوسط و من مدرسة صحراوية إلى مدرسة جزائرية , و أول ما أذكره الأستاذة يطو أو بن يطو لا أذكر الإسم جيدا لكني أشكرها جزيل الشكر و أنا أيضا ممتن جدا لتلك السيدة الفاضلة التي كانت تعطف علينا كثيرا و هي أيضا من أطلق عليا إسم بشاري أحمد عبد الرحمان بدل بشر أحمد عبد الرحمان و بقي معي ذلك الإسم إلى اليوم أريد أيضا أن أشكر المدام غزة إستاذة الفرنسية و التي بفضلها تلك النكت التي كنت أطلقها باللغة الفرنسية أو الإدعاء بأنها فرنسية ساعدتني كثيرا على تجاوز عقدة اللغة , الشكر أيضا موصول إلى الأخوين بدروني و إلى الأستاذ فلوح أحمد و فلوح حسين و إلى المدام بارودي , كما لا يفوتني أن أشكر الشيخ مربي الأجيال المشرف باب عمار في دائرة حوزة و أدعو الله أن يجازيه عنا جميعا و أن يجعل كل سهر سهره من أجلنا و كل حركة و سكون في ميزان حسناته .
إنتقلت من التعليم المتوسط إلى التعليم الثانوي و أريد أن أشكر كل أساتذة تلك المرحلة و على رأسهم أستاذة العلوم بن جاب الله كما أشكر المشرفين عبدو أمحمد و حمودي محمد بشري و المرحوم عمار جولي .
تسارع الزمن و مر الوقت مسرعا فوجدت نفسي في الجامعة و هنا بالذات أريد أن أشكر كل أساتذة و عمال و إداريي جامعة محمد خيضر ببسكرة و أخص بالشكر الأستاذ الدكتور موسي عبد الناصر و الأستاذ الدكتور مفتاح صالح المشرفين على أطروحتي الليسانس و الماجستر و أرجو أن يمد الله في أعمارهم ليشرفوا على أطروحتي للدكتوراه .
في الأخير عظماء المجتمع لابد لهم من شكر و عرفان و تقدير و أوسمة لأنهم هم من يرفعون درجات المجتمع و يحصنونه و يمنحونه مناعة ووعي يستطيع أن يجابه به المتغيرات و عوامل الهدم و التعرية
فشكرا جزيلا لك معلمي
غير أنني اليوم أريد أن أشكر و أثمن و أقبل رأس و يد كل من ساهم في تربيتي و تعليمي منذ بدايتي الأولى إلى ما أصبحت عليه اليوم , فبعد الحمد و الشكر لله أولا و قبل كل شئ ثم والديا راجيا من المولى العلي القدير أن يتغمدهم برحمته و يرزقهم الفردوس الأعلى , ثم أشكر كل من الشيخين سلمى سيدي عباس و محمد الحافظ في دائرة أجديرية رحمة الله عليهم و أن يرزقهم عن كل ضربة بالسوط درجة من درجات الجنة , ثم أشكر و أترحم على كل مربية رافقتني في تلك الفترة , و الشكر موصول لأول معلمة في الإبتدائية في دائرة بئرلحلو إسمها العصرية ثم يليها في الشكر و العرفان المعلم مولاي في دائرة أجديرية الذي لم تمنعه إعاقته من أداء أنبل المهام التعليم , ثم الكثير من الشكر و التقدير و الإمتنان للمعلمة توفة بيدة مربية الأجيال , تلك المرأءة العظيمة الشامخة التي صمدت في وجه كل الظروف , أشكرها على كل ضربة ضربتنياها و أذكر كيف كانت حريصة على نظافة تلامذتها و أذكر جيدا يوم هربت أنا من القسم في مرة من المرات لأنظف بقعة صغيرة من الزيت سقطت من الممحات على المئزر يومها كان التلاميذ كما المعلمين نظيفين من الخارج كما الداخل .
أريد أن اشكر أيضا صرحا من صروح العملية التعليمية الذي درسني في السنتين الرابعة و السادسة إبتدائي المعلم المتميز جدا المثقف جدا الواعي جدا عبد السلام أعمارة , و كم أنا ممنون جدا و معجب جدا بهذه الشخصية الفريدة في تصرفاتها مع التلاميذ و طريقة تعاملها أثناء الحصص الدراسية , بحيث أنه كان صارما جدا أثناء الدراسة و كم كان يحب أن يرى قسمه يفوز بالمرتبة الأولى و لقد كان له ذلك في كل فترة دراسية , كما كان يلعب معنا بين الحصص حتى نحسبه واحدا منا ثم أنه عندما يرى مظاهر الملل علينا في الحصة نأخذ وقت مستقطع ليحكي قصة من البطولات و الأمجاد يشحذ بها هممنا ثم يعود للحصة , كان يعلمنا أيضا كيف نكتب في وضعية مستقيمة صحيحة و كيف نأكل بطريقة صحية سليمة , كان يحب الإلتزام بالوقت و الحضور في الوقت و مراقبة الهندام رغم أن المدرسة كلها بنفس اللباس إلا أنه يمكن أن تتعرف على قسم عبد السلام أعمارة من طريقة لباسهم و تنظيم و إنتظام صفوفهم , و من الذكريات التي لا تفارقني عن هذا الأستاذ الكبير أنه في السنة السادسة إبتدائي صادف أن تم توزيع القسم الذي كنت فيه على الأقسام الأخرى فحصلت على قسم عبد السلام فعرفني و رحب بي أيما ترحيب , لكني نظرت عن يميني و عن شمالي فلم أحدا في القسم فأنفجرت من البكاء فقال يا فلان ما بك؟ قلت لا أعرف أحدا في هذا القسم و أريد أن أكون مع أصدقائي فب قسم واحد و أتذكر جيدا أنه إبتسم إبسامة أب وجد إبنا كان ضائعا فقال إلا هذه يا فلان , جابك مولانا إلى عندي و نبدلك ؟ فزاد بكائي حتى أصبح عويلا فقال تبدل مستحيل لكن يمكنك أن تبكي خارج القسم و تخرج وقت تشعر أنك تريد أن تبكي , إستمر الحال ثلاثة أيام فاستسلمت لحكمه , كنت أخاف منه ذلك الخوف الإيجابي , بمعنى أنني كنت حريصا جدا على إرضائه و أن أبقى دائما في الصورة التي قدمني بها أول مرة لزملائي في القسم , كنت أشعر أنه فخورا جدا بي , يضرب بي الأمثال و ذلك في حد ذاته درس للتلاميذ و المعلمين , لأن نجاح التلميذ يعطي دفع معنوي كبير جدا للمعلم , و إفتخار المعلم بتلميذه يدفعه للإجتهاد و التحصيل , لقد كان عبد السلام أعمارة بالنسبة لي حالة فريدة في التعليم و التعامل مع التلميذ و هنا أفتح قوس لأقول بأن تقدير المعلم و شعوره بعظيم قيمته في المجتمع في ذلك الوقت الذي لا أجور فيه و لا زيادة و لا علاوة ساهم في النهوض بالمنظومة التعليمية ككل .
إنتقلت من تعليم إبتدائي إلى تعليم متوسط و من مدرسة صحراوية إلى مدرسة جزائرية , و أول ما أذكره الأستاذة يطو أو بن يطو لا أذكر الإسم جيدا لكني أشكرها جزيل الشكر و أنا أيضا ممتن جدا لتلك السيدة الفاضلة التي كانت تعطف علينا كثيرا و هي أيضا من أطلق عليا إسم بشاري أحمد عبد الرحمان بدل بشر أحمد عبد الرحمان و بقي معي ذلك الإسم إلى اليوم أريد أيضا أن أشكر المدام غزة إستاذة الفرنسية و التي بفضلها تلك النكت التي كنت أطلقها باللغة الفرنسية أو الإدعاء بأنها فرنسية ساعدتني كثيرا على تجاوز عقدة اللغة , الشكر أيضا موصول إلى الأخوين بدروني و إلى الأستاذ فلوح أحمد و فلوح حسين و إلى المدام بارودي , كما لا يفوتني أن أشكر الشيخ مربي الأجيال المشرف باب عمار في دائرة حوزة و أدعو الله أن يجازيه عنا جميعا و أن يجعل كل سهر سهره من أجلنا و كل حركة و سكون في ميزان حسناته .
إنتقلت من التعليم المتوسط إلى التعليم الثانوي و أريد أن أشكر كل أساتذة تلك المرحلة و على رأسهم أستاذة العلوم بن جاب الله كما أشكر المشرفين عبدو أمحمد و حمودي محمد بشري و المرحوم عمار جولي .
تسارع الزمن و مر الوقت مسرعا فوجدت نفسي في الجامعة و هنا بالذات أريد أن أشكر كل أساتذة و عمال و إداريي جامعة محمد خيضر ببسكرة و أخص بالشكر الأستاذ الدكتور موسي عبد الناصر و الأستاذ الدكتور مفتاح صالح المشرفين على أطروحتي الليسانس و الماجستر و أرجو أن يمد الله في أعمارهم ليشرفوا على أطروحتي للدكتوراه .
في الأخير عظماء المجتمع لابد لهم من شكر و عرفان و تقدير و أوسمة لأنهم هم من يرفعون درجات المجتمع و يحصنونه و يمنحونه مناعة ووعي يستطيع أن يجابه به المتغيرات و عوامل الهدم و التعرية
فشكرا جزيلا لك معلمي
بقلم الاستاذ : بشاري احمد عبد الرحمن