التعليم ما به و من به ؟ (02)
ثانيا : التلميذ
التلميذ إصطلاحا تعني من لزم شخصا ليتعلم منه علما أو حرفة و في أدبيات المجتمع التلميذ تعني الأطفال الدارسين في الطورين الإبتدائي و المتوسط ، كما أنه هو البذرة التي نزرعها في حقل التعليم فإن تمت رعايتها جنينا ثمارا و بنينا مجتمعا سليما و إن أهملناها حصدنا أشواكا.
إن بداية المرحلة العمرية للتلميذ مهمة جدا في تكوين شخصيته و إدراكه و حتى سلوكه و المبادئ و المفاهيم التي نزرعها فيه تبقى راسخة فيه و معه و التي قد تكون مفاتيح مهمة في مستقبل حياته.
إن التلميذ هو المحور الأساسي في عملية التعليم فالمدرسة و المعلم و المنهج مسخرين بالكامل لأجله ، كما أنه في وقتنا الحاضر و في مجتمعنا الصحراوي هو تلك الذبابة التي تنتظر من يخرجها ويحميها من خيوط العولمة السلبية و يوجهها التوجيه الصحيح
ثالثا : المنهج الدراسي
المنهج إصطلاحا هو جميع الخبرات التربوية المخططة التي تقدمها المرسة للتلميذ للخروج بأقصى إستفادة ممكنة .
و تنقسم المناهج إلى عدة أقسام منها :
*منهج الموادالدراسية و هو المنهج السائد في حالتنا الصحراوية و الذي يقوم على المواد الدراسية العادية كالرياضيات و الفيزياء و التاريخ و الأدب العربي
*منهج النشاط الذي يقوم على ميول التلاميذ و حاجاتهم أي مايرغب التلاميذ في دراسته
*منهج المحاور و هو يعني تقسيم المواد إلى محاور و تدريس المادة محور بمحور
*المنهج المرجعي و هو يعتمد على الكفاءات التي ينبغي على المتعلم إمتلاكها في نهاية كل مرحلة دراسية .
وتعد المناهج الدراسية وفقا لتخطيط مدروس على أسس علمية تراعي قدرات التلاميذ الذهنية و العقلية ، و المنهج يجب أن يبنى على أسس تربوية و إجتماعية و إقتصادية و حتى سياسية
رابعا : العائلة
إن للعائلة النصيب الوافر في الدفع بالعملية التعليمية للأمام و هي السبب الرئيسي في ثقة التلميذ في المدرسة و الدراسة و المعلم و التعليم بصفة عامة ، فالعائلة هي التي تزرع في إبنها ذلك الحافز المعنوي للمثابرة و الإجتهاد .
و في مجتمعنا أصبحت بعض العائلات تتاجر بمصير أبنائها فهي تتهتم به و ترعاه في المراحل التي يسمح له بقضاء الصيف بإسبانيا وعند ما يكبر قليلا يدفع به إلى زوايا اللامبالات و ما أخطرها من زوايا على نفسيته و تحصيله و حتى مستقبله
من به التعليم ؟
إن الذي يريد للتعليم الصحراوي أن ترفع درجته و يكبر مقامه يجب أن يضع في الحسبان أمورا عدة منها أن لا أحد يستطيع أن يحمل هم التعليم لوحده ، بمعنى أن التعليم يجب أن كما كان محور إهتمام الجميع من الأم في منزلها إلى الرئيس في إهتماماته مرورا بالمعلم و المربي و المدير و الوزير ، و منها أيضا أن التعليم فيما مضى كان مقدسا و يجب أن يبقى كذلك في قلوب و عقول العامة و الخاصة و أن من لديه أخ أو إبن أو حفيد غير متعلم هو وصمة عار في هذا الظرف ، و الذين يرمون أبنائهم في الأشغال الشاقة ليصنعوا منهم رجالا هم واهمون و لا يدركون فداحة ذلك القرار إلا بعد فوات الأوان ، و الذين لا يدركون حجم المسوؤلية الملقاة على عاتقهم من المعلمين معتبرين مهمتهم هي مجرد تضييع للوقت و فترة راحة في إنتظار التأشيرة ، و المدراء الذين بات همهم الوحيد بدل البحث عن الحلول للمشاكل التي تواجه مدارسهم البحث عن تبرير لغياباتهم المتوالية و المتتالية ، و المناهج الجافة التي تدفع بالتلميذ الى التسرب و السيبة و التسيب و الإهمال و اللا مبالات .
في الأخير تؤخذ الأمور بخواتمها و التعليم يجب أن يؤخذ بمخرجاته و إذا كانت التقارير تتحدث عن 900 تلميذ ستحال إلى اللامبالات فهذه كارثة و الكارثة إذا وقعت لا ينفع فيها الندم بل إجتماع أزمة يبحث في سبل الحل أو ندوة وطنية تبحث في قضايا التعليم ما به و من به ، أو تشكيل خلية تفكير تخلص بمقترحات و رؤية إستراتيجية تنظر في المستقبل و ربما تحول هذا الفشل إلى نجاح و لما لا إذا تمت إعادة هذه الأجيال إلى صفوف الدراسة من جديد و إنشاء مدارس تأهيل الراسبين و مدارس المستقبل مهمتها تدريس المناهج الحديثة بالطرق الحديثة و بعدة لغات .
إن التعليم هو أعظم إستثمار في أعظم عنصر من عناصر الأنتاج العنصر البشري خاصة إذا كان هذا البشر واعد و نرى من خلاله الحاضر و المستقبل.
بقلم : الاستاذ : بشاري احمد عبد الرحمن