-->

مستقبل موريتانيا السياسي في ظل حلف مراكش .... الشافعي - الطايع - بوعماتو

نواقشوط (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) إذا صحت التسريبات التي تتحدث عن
نية الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع الانتقال من العاصمة القطرية الدوحة إلى الإقامة الدائمة في مدينة مراكش المغربية، فلا شك أن محور مراكش، بقيادة رجل الأعمال الشهير محمد ولد بوعماتو، وواغادوغو؛ بزعامة السياسي المعروف المصطفى ولد الإمام الشافعي، المعارضيْن لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، سيشهد نقلة نوعية سيكون لها ما بعدها.
ورغم أن ولد الإمام الشافعي كان من أبرز داعمي فرسان التغيير الذين اقتلعوا نظام ولد الطائع، وولد بوعماتو؛ الداعم الأبرز لاجتثاثه من قبل ضباط من أبرزهم محمد ولد عبد العزيز، إلا أن العداء المشترك بين الأطراف الثلاثة من جهة، ونظام ولد عبد العزيز من جهة ثانية، يقتضي التنسيق المشترك بين تلك الأطراف لإفساح المجال أمام إسقاط مذكرة التوقيف الدولية بحق رجل السياسة، واستئناف النشاط التجاري الداخلي بالنسبة لرجل الأعمال، وعودة رجل السلطة إلى البلاد، وربما إلى السلطة من جديد.
ولعل فتور العلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط والرباط لصالح المحور الجزائري وجبهة البوليساريو التي تخوض حرب التحرير في الصحراء الغربية، منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسلطة، واهتزاز موقف الحياد في الصراع حول الصحراء الغربية الذي انتهجه العسكريون غداة إطاحتهم بنظام الرئيس المؤسِّس المختار ولد داداه، بات السبب الأبرز في إحكام الطوق المضروب حول عنق النظام الموريتاني القائم إقليميا وخليجيا.
فالاستثمارات والمساعدات الخليجية في موريتانيا ظلت حبرا على ورق، بعد أن أدار ولد عبد العزيز ظهره لحليفها المغرب الذي يريد من موريتانيا قاعدة خلفية لاذرع المخابرات المغربية في منطقة الساحل والصحراء، وبقيت المجاملات الدبلوماسية مظهر التعاون الوحيد بين الدول الست وموريتانيا.
أما إقليميا، فإن نظام باماكو الجديد كان واضحا في وضع علاقاته بنواكشوط في سلة المهملات، وربما وضع الجزائر وجبهة البوليساريو في ذات السلة، حينما تجاهل توجيه الدعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس أبو بكر كيتا إلى الرئيسين المورتاني والصحراوي.
وفضلا عن ذلك ألقت المغرب بثقلها في حفل التنصيب، حيث وصل الملك محمد السادس مصحوبا بوفد كبير، ولمدة أيام تخللتها أنشطة رسمية، ووصفتها الصحافة المغربية بأنها غير مسبوقة من جهة الحضور الملكي لحفلات تنصيب الرؤساء.
ويأتي انتقال ولد الطائع من منفاه في قطر؛ رغم ما يتمتع به من رعاية رسمية واستشارة أميرية، ليكون في مكان أكثر قربا من المشهد السياسي في بلاده، وفي وضع يسمح له بالتنسيق مع غرماء نظام ولد عبد العزيز، وخاصة مع حليفه السابق محمد ولد بوعماتو.
ويرى محللون موريتانيون أن شعبية ولد الطائع لدى الطبقة المتوسطة من الشعب الموريتاني تعتبر الآن في أعلى مستوياتها، بعد أن كادت هذه الطبقة تتلاشى بفعل السياسات التي انتهجتها الدولة خلال السنوات الخمس الأخيرة.
ومما يعزز ارتفاع شعبية الرجل ما يصفه البعض بإخفاق المعارضة في ممارسة الضغوط الكافية والفعالة على النظام من أجل تغيير واقع المجتمع الاقتصادي، بعد ارتفاع تكاليف الحياة، وتفشي البطالة؛ بحسب تعبيرهم.
ويجزم هؤلاء المحللون على أن عودة ولد الطائع للعمل السياسي بشكل مباشر، أو من خلال رعاية ودعم بعض الأطراف المحسوبة عليه، من شأنها أن تكون مخرجا للكثيرين من ثنائية نظام رفع منسوب الفقر، ومعارضة فشلت في كبح جماح طموحه في تكديس الأموال والانفراد بالسلطة؛ على حد وصفهم.
فهل سينجح محور مراكش - واغادوغو في استغلال ما يتمتع به الرئيس الأسبق من خبرة وعلاقات إقليمية ودولية من وضع النظام الموريتاني أمام واقع جديد يتطلب تغييرا في التعاطي مع الأزمة السياسية الداخلية لموريتانيا؟
أم أن محاولات انفتاح النظام على أحزاب المنسقية، من خلال لقاءات وضمانات الوزير الأول، تعتبر مؤشرا على أخذ ولد عبد العزيز تحديات إقامة ولد الطائع في مراكش؛ بالقرب من ولد بوعماتو، على محمل الجد؟
بتصرف عن اقلام حرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *