-->

رئيس الاستخبارات السعودية يعتزم إسناد القوات الفرنسية في مالي

مالي (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) كتب ناصر شرارة في صحيفة
"الأخبار"أن "رئيس الإستخبارات الليبية السابق موسى كوسى لم يعد ذلك الرجل الخطير المتهم بالتخطيط لغير عملية إرهابية ضد السعودية، كما كان في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، ففي زمن عودة تولي بندر بن سلطان لقيادة الاستخبارات السعودية، تم تبييض صفحة كوسى الأمنية داخل أدراج أجهزة الأمن في المملكة".
وبحسب الكاتب فإن كوسى أصبح "صديقاً" تحتم الظروف الراهنة الاستعانة بخدماته المهمة التي تساعد بندر في معاركه الأمنية المفتوحة في غير منطقة من العالم، وبخاصة في سورية.
وفي المعلومات المتوافرة لصحيفة "الأخبار" أنه "وجّهت لكوسى دعوة من الاستخبارات السعودية لأداء شعائر العمرة في مكة، ثم تلى ذلك دعوته لأداء فريضة الحج هذا العام كضيف على الديوان الملكي" مضيفة أنه "خلال هاتين الزيارتين عقد كوسى مع بندر لقاءات طويلة تركزت على طيّ صفحة الماضي وبناء ثقة جديدة بينهما ليتساعدا في تحقيق أهداف على صلة بالصراع في سورية وأيضاً بنواح أخرى من المنطقة".
وينقل الكاتب عن مصادر مواكبة لحركة كوسى خلال الفترة التي تلت انسحابه من جانب القذافي بسبب اندلاع الثورة الليبية، أنه كان يتنقل بين الدوحة ولندن. وأن الأخيرة يعود لها الفضل في تحييد اسمه من قائمة المطاردة الدولية لطاقم نظام القذافي.
ماذا عن طبيعة المهمات التي تريدها السعودية من كوسى والتي جعلتها تتجاوز كل تحفظاتها الخطرة السابقة عليه؟
يجيب الكاتب نقلاً عن مصادر متابعة أنه "ثمة تكهنات بطرائق التفكير السياسي السائدة حالياً في السعودية، أبرزها وجود تفكير لدى بندر في أن السعودية التي تمر في هذه المرحلة بحقبة أزمات غير مسبوقة في علاقاتها الدولية، بالأخص مع أميركا من ناحية وروسيا من ناحية ثانية، قد تكون بحاجة إلى إعادة "إنتاج دور موسى كوسى كرجل صفقات أمنية دولية"، ولكن على أن يعمل هذه المرة لمصلحة السياسات السعودية. ويدرك بندر نتيجة اختلاطه العميق بكواليس البيئة الاستخبارية الدولية، أن كوسى جدير بهذا النوع من المهمات التي كان له فيها نجاحات باهرة؛ فهو غير مرة حل مشاكل القذافي مع الغرب عبر إبرام تسويات سياسية لمصلحة الأخير من خلال إنتاج مشتركات مصلحية أمنية واستخبارية.
ويضيف ناصر شرارة "يبدو أن رئيس الاستخبارات السعودية يعتزم تكليف رجل القذافي الأمني الأبرز باستغلال علاقاته الاستخبارية الدولية لإبرام صفقات مقايضة سياسية ــ استخبارية لحساب السعودية في مواضيع يوجد بشأنها تباين، مثل القضية السورية، خصوصاً أن الأخير له صلات بالحركات المتطرفة في أفريقيا قد تفيده في إسناد القوات الفرنسية في مالي".
المصدر: صحيفة "الأخبار" اللبنانية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *