-->

نهاية الرصيد

رن هاتف خدمة الزبائن في شركة الشباب المخلص وكان على الخط أحد الشيوخ
المتذمرين أخذه الغضب لحدود التطرف يسأل لماذا لم يعد بإستطاعته إجراء المكالمات الهاتفية فأجابه الشاب أنه لم و لن يعد بإمكانه التحدث عبر هاتف الخدمة العمومية لأنه إستهلك رصيده في ما مضى من زمن الشباب و العنفوان ، كما أن خدمة إحتقار الناس و تزنقيهم حذفت من قاموس هواتف الجيل الجديد ، لم يجد الشيخ من وسيلة سوى الإستعانة بالوسائط التقليدية القديمة التي هجرها العالم و تركها وراء ظهره وهي إرباك الخطوط و محاولة الدخول إلى نظام الشركة بطرق غير شرعية و إبتزازية و تعسفية ظانا ذلك الظن الذي لا تجوز صلاة صاحبه بأنه ما زال بإمكانه تعبيئة رصيده و بأكبر النقاط ، لكنه لم يكن يدري بأن تلك النقاط تحولت إلى الأبد إلى نقطة نهاية لكل تلك التصرفات و بأن حتى رفع الصوت في السماعة قد يعرض صاحبه إلى نهاية مشينة و مذلة مع سحب ما تبقى من الرصيد إن كان هناك رصيد .

ترى كم من شيخ كانت تراوده فكرة محاولة تعبيئة رصيده من جديد و كم من شيخ لا زال يعتمد على رصيده السابق وكم من شيخ لا يريد أن يصدق أن رصيده إنتهى أو على وشك الإنتهاء و كم من شيخ لا يريد أن يصدق أنه أصبح شيخا و أنه أصبح يلعب في ملعب ليس ملعبه و على أرضية خصمه و أنه يلعب في الوقت الضائع و كم من شيخ أصبح يسجل الأهداف في مرماه 
ثم ترى لماذا هذا الإزدحام و التزاحم على خطوط لا تعطى إلا مرة واحدة في العمر و لا يرثها أحدا عن أحد و لمن لا ضمير له ولا كرامة يمكن أن يبيعها لكن لا يمكنه إستردادها
إن الطريق أصبح مقطوعا اليوم أمام الذين يريدون المساس بالشركة و بخطوطها و محاولة إبتزازها و الزج بها في متاهات الماضي المظلم الإستبدادي المخجل و لي ذراع موظفيها و التشدق و التبجح برصيد قد مضى و إنقضى ، ثم إن من تراودهم فكرة العودة للماضي و التغني بأمجاد لم يصنعوها بل صنعناها معا دون إستثناء و لا أفضلية نقول أن ذلك الماضي ذهب دون رجعة و من يريد العودة عليه أن يعود بالإنتصارات من ميدان الحرب عندها فقط يمكن للرصيد أن يعود و يعود مضاعفا أيضا .
بقلم الاستاذ : بشاري احمد عبد الرحمن

Contact Form

Name

Email *

Message *