-->

دموع تماسيح مغربية على أعتاب هيكل بني صهيون

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بين الفينة والأخرى يطالعنا
البعض ممن يؤدون سنويا طقوس البيعة بالركوع والسجود وتقبيل الأيدي وربما الأرجل في مملكة أمير المؤمنين ومن المرهفين الذين لم ترق قلوبهم لملايين المشردين المغاربة في مملكة الغاب، رقت قلوبهم الرحيمة المفعمة بالأسى على واقع الصحراويين وحز في نفوسهم ما يقاسونه من تشريد والآم فيتباكون وتذرف عيونهم دموع الاسى على إخوانهم الذين شردوهم بالأمس القريب من وطنهم.
ولأن أقنعة الدجل سريعا ما تزول وتتعرى من خلفها الأوجه الكاذبة التي تكن الحقد وتختزن المكر وتكشف الأكمة ما وراءها فتتضح الاشياء، ويظهر هؤلاء الدجالون على حقيقتهم وتسقط ورقة التوت عن الخبير المغربي المزيف في "شؤون الصحراء" عبـد الفتـاح الفاتحي الذي تعتمده صحيفة "هسبريس" دائما كلما استشعر المخزن خطرا داهما في قضية الصحراء الغربية، تناول "الخبير" احتضان البوليساريو لملتقى حوار الأديان على انه توبة من الشيوعية على محراب المسيحية وأوغل في الحديث عن الموضوع حسب مشاهدات هذا الجسد الروحي الذي جال في فضاء الملتقى ليطلع على التفاصيل التي غابت عن الحضور انفسهم، ويكتشف زيف الإسرائيليات، على شاكلة أعلام الطرق الصوفية التي يروج لها ملك المغرب وينفق على مريديها أموال الشعب المغربي الشقيق.
لم يتحدث الخبير عن الغرض الذي أسس من اجله الملتقى وطبيعة الحضور ومضمونه الديني والسياسي وأهدافه ودوره في تقريب الرؤى بين المسيحيين والمسلمين من خلال مناقشة قضايا الاتفاق في الديانتين وما يرافقه من نقاش مثمر وبناء في تطويع الدين لخدمة قضايا السياسة والسلم ومنبر لإدانة الظلم الذي يتعرض له الصحراويون على يد نظام يدعى وصلا بإمارة المؤمنين فيما ترتكب قواته أبشع المجازر الجماعية في حق المسلمين المسالمين.
لم يرى خلال تحليق روحه في سماء الملتقى الائمة الصحراويين والمهتمين من مختلف المؤسسات الصحراوية، بالاضافة الى ائمة جزائريين وباحثين من دول عدة ليحكم ان غالبية المدعوين قساوسة مسيحيين من الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا وهم اخر وتدليس.
صحيح أننا نعيش ظروف اللجوء والمنفى وحاجتنا الى الشراب والطعام والدواء اكثر من الترف الفكري في تنظيم ملتقى لحوار الأديان لا تفرضه حاجة داخلية لمجتمع مسلم مائة بالمائة وعلى مذهب إسلامي واحد (السني المالكي). لكن حاجتنا ايضا الى الدعم والمؤازرة وتعريف العالم بعدالة قضيتنا يفرض علينا المشاركة في كافة الفعاليات السياسية والإعلامية والدينية واستغلالها لتمرير رسالة شعبنا المكافح، مع الحفاظ على خصوصيتنا الأخلاقية والدينية.
الحديث المغربي عن الملتقى والاهتمام الزائد به، من قبل بعض الجهات المحسوبة على المخزن يبين انزعاج كبير من أحتضان البوليساريو لملتقى من هذا الحجم بمخيمات اللاجئين الصحراويين التي يحاول النظام المغربي التباكي على أهلها وتقديمهم على انهم محتجزين لان المشاركين في الملتقى سيكتشفون زيف الدعاية المغربية وينقلون الواقع الى جمهور اكبر ربما لم يسمع بالنزاع الذي يعاني التعتيم والتجاهل .
من ناحية أخرى يعي النظام المغربي جيدا الدور الذي لعبته الملتقيات السابقة في افساد رهانه على توريط الصحراويين وربط كفاحهم العادل بالإرهاب وبذل الأموال الطائلة لذلك الغرض، فكشفت وثائق وكيليكس المسربة ان الملتقى عكس الصورة الحقيقية للشعب الصحراوي المسلم وخصال التسامح ونبذ التطرف والعنف والتعصب واحترام الآخر، الإسلام الفطري الخالي من الأيديولوجيات المعاصرة وهو ما يزيد من وحدة الصحراويين.
ما يشكله الملتقى أيضا من واجهة سياسية للمرافعة عن القضية الصحراوية من خلال سفيرة السلام جانيت لأنز التي تقدم مرافعة سنوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن القضية الصحراوية، ولما تلعبه واشنطن من دور محوري في العالم وقوة التأثير الأمريكي التي دفعت بأمير المؤمنين بالحج إلى واشنطن والتيمن بالبيت الأبيض الذي طاف به وبمن حوله أكثر من مرة قبل ان يتوسل الشفاعة من العم سام في قضية يذرف الكاتب دموع التماسيح على ضحاياها الذين ذهبوا ضحية أكبر الجرائم في حق الإنسانية و الأطماع التوسعية التي أتت على الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل وشردت عائلات بكاملها من وطن استباحته قوات أمير المؤمنين ورمت بأهله إلى مكان سحيق بعد أن شردت أبناؤه ويتمت أطفاله ورملت نساؤه وقتلت رجاله.
وعلى العاهرة التي تحاضر في الشرف في زمن العهر السياسي الذي باتت الضمائر تباع وتشترى في مزاد الحسابات السياسية والظفر بصكوك البيعة والانخراط في مشاريع استرزاق على جماجم البشر ان تدرك جيدا ان للكعبة رب يحميها لذا على الكاتب ان يسخر قلمه لمناصرة قضايا شعبه الذي يعاني الأمرين تحت وطأة نظام العبيد في زمن الحرية.
وبعد هذا وذاك نسأل الكاتب وكل من يسير في فلكه متى سيتوب النظام المغربي من كفره بجاره المسلم ويتطهر من دماء الصحراويين التي سفكها بغير حق، وينسحب من ارض لا ناقة له فيها ولا جمل، وهل سيتوب نظامكم على معبد بني صهيون؟ ام سيظل يذرف الدموع الكاذبة على حائط بني صهيون بعدما اعتبر المستشار اليهودي للملك ازولاي المكون العبري جزء من الهوية المغربية، للتمهيد لمحاكاة الملتقى وإظهار أقليات دينية في المغرب بالرغم من انتشار الجماعات الارهابية والتفجيرات واكتظاظ السجون بالموقوفين في قضايا الإرهاب.
بقلم : حمة المهدي ـ مشارك في الملتقى

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *