-->

هنيئا للشعب الصحراوي بذكرى الجمهورية

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أعلنت يوم 27 فبراير1976 استجابة لحاجة الشعب الصحراوي في حاضنة وطنية تحفظ له وحدته البشرية وحدوده الجغرافية، ونتاج لعطاءات وكفاح الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، التي ناضلت ضد الاستعمار الاسباني وواجهت مؤامرات القوى الاستعمارية، واتفاقية مدريد الثلاثية لتقسيم الصحراء الغربية شعبا ووطنا ليتفرق دم الصحراويين بين الدول واستغلال خيراتهم.
لكن وحدة الشعب الصحراوي والتفافه حول الطليعة القيادية افشل تلك المخططات وأعطى للدولة مصداقية ومكن لها في الساحة الدبلوماسية الدولية وفي المنظمات الافريقية كشريك في البناء والتحرير، وتوجت باكثر من 84 اعترافا من مختلف دول العالم.
هذه الدولة الفتية وهي تشق طريقها نحو استكمال السيادة على كامل ربوع الوطن، في ذكراها الـ 38 تقدم للعالم نموذج الدولة التي تأسست في ظل الحرب المدمرة ومخططات القوى الاستعمارية، ومع ذلك استطاعت ان تفلح في اجتياز العقبات الصعبة لتجسد نموذجها الاستثنائي في واقع اللجوء والمناطق المحررة، بشقيها المدني والعسكري، وبإمكانيات ذاتية تطبعها الشحة في الموارد والدعم المحدود لتنهض بالشعب الصحراوي محققة له الحد الادني من الخدمات الصحية والتطبيب والنقلة النوعية في التعليم والارتقاء بالانسان الصحراوي تكوينا وتأهيلا، كان هذا في سنوات الحرب المريرة مع الاحتلال المغربي.
إن عودة الى الوراء وتتبع لمسيرة الدولة الصحراوية خلال سنوات الحرب تجد مشاهد عالقة في اذهان اجيال الثورة، وهم يتربون في حضن الدولة الام التي تتكفل برعايتهم منذ الولادة، وتحقق لهم مقومات الحياة من الطور الاول في الحضانة وروض الاطفال لتتدرج معهم في التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي على قدم المساواة، وتغرس فيهم قيم الثورة وحب الوطن والتضحية من اجله.
بل إنها حققت للمجتمع ما عجزت بعض الدول المستقلة عن تحقيقه، وعلى كافة الأصعدة في مجال الشباب والتكوين المهني والتثقيف وحملات محو الامية، وفي مجال المرأة والرعاية الاجتماعية، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة. 
وتقسيم الادوار بين المرأة التي انيط بها العمل داخل المخيمات والاشراف على تطوير العمل داخل المؤسسات، والرجال في ساحة الحرب ومقاومة الغزاة.
لكن في السنوات الاخيرة ومع عامل الاستقرار الذي بدأ يطبع الحياة بمخيمات اللاجئين الصحراويين وبالخصوص بعد وقف اطلاق النار، شهدت مؤسسات الدولة بعض الفتور والتراجع في الاداء بالرغم من تطور الإمكانيات والمشاريع الممولة وزيادة عدد الكفاءات واصحاب الشهادات في مختلف التخصصات، ما يسترعي دراسة جدية وواقعية لواقع الحال ومعالجة المتغيرات التي اثرت على حركة الدولة والمجتمع.
ووقوف النظام لمعالجة الاخطاء التي طبعت الحياة السياسية ما اثر على معنويات الشعب ، والعمل على صقل التجربة من الشوائب والمؤثرات السلبية التي شوهت المشروع الوطني ووقفت حجر عثرة في طريق البناء المؤسساتي للدولة الصحراوية ونفرت بعض الاطر من الانتماء اليها بسبب بعض الممارسات المشينة، التي ساهمت في استمرارها سياسة التقاضي عن الفساد والمفسدين دون رقيب او حسيب.
لكن الشعب الذي ابدع في بناء دولة في اوج الحرب المستعرة لوأده وجسدها في المنفى الاضطراري، لقادر على رفع التحدي ومواصلة الطريق حتى يحقق استقلاله الوطني على كامل ربوع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *