-->

إنها أمنتو حيدار .. إمرأة إخترقت كل العصور .. أيقونة للتحرير ...

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بورتريه موجز .. لمناضلة
عملاقة
إنها أمنتو حيدار .. إمرأة إخترقت كل العصور .. أيقونة للتحرير ...
إنه الرابع و العشرين من أذار الهدار .. شهر العواصف و السيول و الهدير
إنها معركة جديدة .. تقودها الثائرة المجيدة الملهمة امنتو .. غاندي الصحراء .. ضد الاحتلال المغربي البغيض .. وهذه المرة ميدان المعركة بلاد العم سام .. وبالضبط داخل مركز القوة الأقوى في العالم
فمن تكون هذه البدوية النحيفة الماحقة .. السامقة كالرمح التي ملأت الدنيا و شغلت الناس ..؟؟
إنها أيها التاريخ ماجدة أبية .. أنبتتها أرض بلادي ذات 24 يوليو 1966 ..يوم زغردت جبال الواركزيز منحنية لتلثم جبين الرضيعة .. تلك التي و بعد 44 سنة من تاريخ انحناء جبال الواركزيز لها فخرا .. سينحني لها أيضا نظام الاحتلال المغربي صاغرا ذليلا بعد أن أفرغت في كبرياءه العنجهي إثنان و ثلاثون طلقة من مسدس الامعاء الفارغة ..
إنها الصلبة الراسخة العميقة الثابتة المنقذفة التي تحدت لعلعة الرصاص ذات زمن أسود .. ورفضت الخنوع و أبت الإنصياع .. فخرجت وهي الوردة ذات الواحد و العشرين ربيعا مسلحة بشرعية حقها و عدالة قضيتها .. لترافع عن وطنها الجريح أمام البعثة الأممية قبل أن تطالها خفافيش الظلام و زوار الفجر الذين اقتادوها إلى براثن القهر و العتمة .. حيث اقتطعت هناك أزاهير العمر الجميل .. و حيث مارس الجلاد عليها ابشع الفظاعات و أشنعها لمدة تجاوزت أربع سنوات .. صمدت الشابة الجميلة .. المشبعة بالأحلام و الأمال و الطافحة باليقين و الإيمان .. وخرجت من بين انياب الطاغوت جسدا نحيلا يسرد حكايا من ماتوا غدرا .. من سيقوا مثقلين بالانيار و القيود .. حكايا السياط و العويل .. خرجت الشامخة المتجذرة منتصرة .. على ذعر الجلاد و نتانته .. لتؤكد ان التاريخ البشري نتاج أنثوي بامتياز ..
إنها النبيلة الصدوقة .. المتوهجة كنجمة و الساطعة كالشمس .. الصبورة الصامدة .. التي كابدت و قاست و تألمت و تعذبت .. و ما زاغت عن الخط .. نديمها في ذلك قوافل الشهداء ممن سقطوا في ميادين الوغى أو تحت سياط الجلاد .. لقد سمقت عاليا بجوار العظيمات من طينة جميلة بوحيرد و دلال المغربي و جان دارك ... صارخة في وجه العالم .. هنا الشعب الصحراوي الباسل .. هنا اخر البقاع المستعمرة ..
إنها بطلة الفيلم الدرامي "مطار لانثروتي " الذي يحكي قصة امرأة انتصرت للهوية .. و كسرت كل الطابوهات .. ولفتت الأنظار لصلابة صمودها .. بطلة اختارت ان تجوع بطنها لتشبع دبلوماسية الوطن .. بطلة اسمها امنتو حيدار ..
إنها وسام الشرف الصحراوي التي امنت بالحرية .. بمنابع الفجر .. بشلالات الضياء .. مادام هذا الكوكب دائري ..
إنها شعاع الارادة الذي اخترق العدم و انتصب في الأفق خارطة تبسط كل الطموحات و تعد الغد الجميل عناقا حارا تحت سماء الاستقلال الوطني ..
إنها الشجاعة المقدامة التي أبكت كل القلوب التي تحن و تقدس الحياة الانسانية .. وهي تطل على العالم من خلال صورة خالدة لها .. بوجهها الملائكي الذي أدمته احذية العسكر الغاشم .. وجهها المخضب بالندوب و الكدمات .. و لحافها الذي يقطر دما .. كان الرصاصة القاتلة لكل أكاذيب المغرب الاستعماري المكدسة في أسطوانة موسيقية مشروخة لا تطرب أحدا عنوانها العهد الجديد .. مغرب الانصاف و المصالحة ..
إنها القلب الحنون .. و الصوت المجلجل .. و الهامة الشامخة .. و الدمعة الحارقة .. المناضلة الرمز .. و القدوة ..
إنها المتمردة على كل الأعراف التي تبيح الانكسار و الركوع لغير الله .. إنها فوق الخوف .. فوق التردد .. إنها الكبيرة التي تعجز الأبجدية عن وصفها ..إنها يا صاح .. الحرف التاسع و العشرون ..
العنوان الأبرز و اللحن العذب ..
إنها ماما امنتوا .. مع كل الحب و الشوق
ابنك الوفي .. الشيخ بنكا
بقلم: سجين الرأي الصحراوي الشيخ بنكا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *