-->

ضمائر للبيع ... في مزاد الخيانة

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) بعد ان كانت المنافسة في
ميدان العز والشرف للظفر بالشهادة أصبح اليوم وللأسف الشديد البعض من بني جلدتنا وتحت ضغط المادة يضع ضميره  تحت الطلبللمساومة في صفقات الاسترزاق المفضوحة واستغلال الأسماء البراقة التي تدس السم في العسل للنيل من عزيمة الشعب الصحراوي القوية، ومهما طرحنا من علامات الاستفهام حول الظاهرة والمسؤولين عنها واغراضها فإنها في الاخير اثبتت انها وجه اخر من اوجه الاسترزاق لفئة ارتمت في احضان العملاء الذين يخدمون اجندة الاحتلال، وإن كانت تحركها اغراءات المادة اكثر من القناعة التي لايحتاج أصاحبها لوضع النقاب مادام فضاء الحرية للتعبير عن الاراء والقناعات متاحا خاصة اننا نتفاوض مع الاحتلال على اجراء استفتاء ضمن خياراته الاستقلال او الانضمام او القبول بالحكم الذاتي وبالتالي الخيارات مطروحة امام الجميع، رغم أن بعضها خيانة لعهد الشهداء وللاجماع الوطني الصحراوي حول مطلب الاستقلال وبناء الكيان، ومع ذلك فمن تحركه قناعاته لاحد خيارات تلك الخيانة فالطريق الى وجهته غير مغلقة والباب مفتوح .
لكن ما لا يمكن قبوله ان يمكث هؤلاء بين ظهراننا لينفذوا اجندة الاحتلال ويكونوا عينه التي ترى واذنه التي تسترق السمع، ثم ان عملية التخريب المدانة والمشاعر الساخطة
عليها تجعل النظام  مطالبا بالتحرك للقضاء على العوائق الذاتية التي تعيق تطبيق القانون والارتقاء بالاجهزة الامنية والقضائية للوصول بها الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها والمساهمة في ايقاف المجرمين المحميين من مراكز النفوذ الاجتماعي التي أدت الى حالة الجمود والتخلف التي نعيشها.
وفي زحمة هذه التناقضات التي بتنا نعيشها والتصالح مع عصابات الاجرام والمخدرات وغض الطرف عنهم، والرضوخ للوبيات المصالح وجماعات الضغط الاجتماعي التي باتت تلغي دور القانون وتفسد تطبيق النظام لابد من القطيعة مع كل هذه الاساليب التي تعيدنا الى الوراء وتضع نكت سوداء في تاريخنا الثوري ويزيد من تعقيد الامور تهور بعض الاجهزة الامنية التي باتت اقرب الى زرع الفوضى من القضاء عليها.
إن المرحلة الحالية حساسة وخطيرة وتتطلب الكثير من الحكمة في معالجة قضايا المجتمع والارتقاء بتلك المعالجات إلى المقاربة الحكيمة التي تراعي المصلحة الوطنية التي يجب ان تبقى فوق كل اعتبار، ووفق ضوابط القانون الذي يجب ان يسود ويطبق على الجميع من اجل اجتثاث اسباب بروز هذه الحالة المرضية في واقعنا اليوم .
التعاطي الايجابي لمعالجة المعوقات والسلبيات التي أفرزتها عوامل الانتظار وسنوات اللاحرب واللا سلم التي تمر بها القضية الصحراوية منذ وقف اطلاق النار.
السلطات مطالبة بفرض الاستقرار من خلال تفعيل الاجراءات اللازمة وترتقي بعمل الاجهزة الامنية وتنظيفها من العناصر الشاذة والمتورطة في قضايا الفساد والضرب من حديد على من تسول له نفسه المساس بامن المجتمع في مخيمات منفاه القسري بفعل الاحتلال ما يزيد من اعباء اللجوء.
ما ينشده الجميع اليوم في مخيمات اللاجئين الصحراويين وفي كل تواجدات الجسم الصحراوية هو قيادة في مستوى التطلعات وقطيعة مع كل الممارسات الغير قانونية واللا اخلاقية، وان تكون يدًا حانية وقوية في نفس الوقت تحرك المياه الراكدة في الساحة الوطنية التي بدأ يدب اليها الضعف، وإرادة تهز اركان الضعف في الجسم الغارق في الغفلة، ليستيقظ من بعد سبات، ويدرك ذاته من بعد شتات، ويعرف أنه صاحب قضية عادلة وحامل لمشعل الشهداء وراية النصر نحو الحرية والاستقلال.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *