-->

عمليات التخريب عملة للاسترزاق ام قناعة تتحرك خلف النقاب؟

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) اي صراع في العالم
لا يخلو من الأساليب القذرة التي تستخدمها قوى البطش والباطل لتحقيق مآربها الخسيسة في قهر الشعوب والاستحواذ على مقدراتها وثرواتها والمراهنة على عامل الزمن لابقائها اطول زمن ممكن في اوحال الجهل والتخلف ليسهل الاستمرار في السيطرة عليها.
ومن تلك الصراعات النزاع في الصحراء الغربية والذي نجم عنه سقوط الالاف من الضحايا الابرياء واختفاء اكثر من 500 مفقود مجهول المصير حتى اليوم بالاضافة الى تشريد اكثر من 190 الف لاجئي شردوا قسريا من وطنهم في مشاهد راسخة في الذاكرة الجماعية للشعب الصحراوي وهو يفر من تحت القصف بالاسلحة المحظورة دوليا مشيا على الاقدام وعلى الاليات القليلة في ذلك الوقت وفي خضم الحرب المريرة وبعد سنوات من المعارك العسكرية التي كبدت الاحتلال خسائر فادحة  من ضمنها خسارة رهانه على الحسم العسكري وإدراكا منه ان المعارك لا تحسم بالجيوش والجنود فقط وإنما بتحطيم المعنويات وانتهاج سياسة فرق تسد، وزرع التفرقة وممارسة اساليب الحرب القذرة فهو يعمل جاهدا على الدخول الى مخيماتنا التي ظلت امنة الى وقت قريب دون استئذان للتحريش بيننا وزرع بذور الفتنة الداخلية خدمةً لاجنداته الاستعمارية ومخططاته الرامية لتصفية القضية الصحراوية وتحويل للمعركة مع مع العدو الحقيقي وهو الاحتلال المغربي الى معركة داخلية تستنزف قوانا وتشغلنا عن المعركة الحقيقية وعن عدونا الحقيقي الذي لايزال يقتل ويعذب ويغتصب ويسحل نساؤنا في الشوارع وفي رابعة النهار.
الامن حاجة اجتماعية وعامل استمرار للمشروع
يعتبر امن المجتمعات من اكبر المطالب التي تصبو إليها الشعوب إذ يتصدر الأولويات الي تضعها الحكومات والأنظمة في مقدمة برامجها
غير ان الواقع الذي نعيشه اليوم وبعد ان ظل مستقرا لسنوات طوال اصبحت تهدده بعض المظاهر والتحولات التي عصفت بالكثير من القيم والمبادئ المترسخة في جيل عاش مرارة الاستعمار وذاق ويلات الدمار والحرب المريرة.
هذه المظاهر التي تطفو على السطح اليوم لابد من مواجهتنها بتجرد وتفحص لانها تقوم على أساس اختلال معين لابد من تحديده ووضع العلاج الملائم لاجتثاث الامراض السرطانية التي تسللت لتنخر الجسم الوطني ما يستدعس المعالجة بشجاعة حكيمة، وإقدام مسؤول.
الاحتلال والتخريب عود على بدء
لكن التاريخ يعيد نفسه وإن باساليب جديدة تشكل ما شهده المخيمات في الفترة الأخيرة من تصاعد وتيرة عمليات التخريب والكتابة على الجدران كان اخرها ما حصل الخميس الماضي بولاية السمارة احد مظاهرها و ما زاد من حدة الحرب النفسية التي يشحن بها المواطنون يوميا جراء تضارب الإخبار وتنامي الاشاعة عن "عمليات" مجموعات التخريب التي تمول من قبل الاحتلال لاحداث الذعر والفزع في صفوف المواطنين وتنقص عيش الآمنين.
تكمن الخطورة في تضخيم تلك الاعمال التي تكون في الغالب محدودة ودون خسائر تذكر لكننا ومن دون ان نشعر نساهم في اشهارها واعطاء اصحابها قيمة في تحقيق نصرا مؤزرا لانتزاع اعتراف العدو بالقدرة على احداث الفوضى بيننا ومن جهة اخرى الانعكاسات الخطيرة لذلك على المعنويات العامة للشعب.
سلطة مرتبكة تنقصها الحكمة :
أمام تنامي السرقة و السطو داخل المخيمات و انتحال شخصية الدولة في إبرام صفقات و تفاقم ظواهر التهريب و الجريمة المنظمة وترويج المخدرات داخل التراب المحرر و منذ بروز مظاهر التخريب وحادثة رمي الاعلام المغربية والشعارات المعادية بدأت السلطة مرتبكة في التعاطي مع الظواهر الجديدة وعاجزة في نفس الوقت عن تحيد مصدر تلك الاعمال العدائية والمسؤولين عنها في اوانها، ما أظهر ضعف الاجهزة الامنية في توقع حدوث اعمال التخريب تلك، و تباين المواقف من داخل السلطة ما بين المرونة و التشدد في كيفية التعامل مع المهدادت الامنية و طريقة مكافحتها.
وترك الحبل على الجرار لتتطور الظاهرة من خلال سلسلة الافلام المصورة لمناضلي الرحيبة، والذين لم يجدو ينهاكم عن المنكر سوى المنشور الذي وزعته امانة الفروع تدعوا من خلال الشعب الى اليقظة امام مخططات الاحتلال وتحذر من مزالق ومخاطر الارتماء في احضان العدو، لتنفيذ اجندات معادية، مع تنظيم بعض المنابر التضامنية مع الارض المحتلة كرد فعل شعبي على عملاء الاحتلال المنقبين.
لتعقبها دورات تكوينية لاطارت الجبهة والدولة لاستعاب التذكير بدروس التوجيه الثوري شملت رؤساء الدوائر والقضاة والائمة والمدراء المركزيين يغلب على هذه الدورات الطابع الامني والتعريف باساليب الحرب النفسية، مع الاسهاب في شرح الوضع الراهن وتداعيات الازمة الاقتصادية العالمية وتاثر مصادر الدعم الانساني من ذلك كلها موضوعات ذات اهمية.
وبعد اسابيع من عمليات عملاء الرحيبة واعلان تاسيس جناح عسكري فضلا عن اشرطة الفيديو المصورة خلف النقاب من داخل المخيمات وتسريها الى الاحتلال.
جاءت اخيرا عملية مداهمة بعض المشتبه بهم، مباغتة غير مدروسة اثارت الرعب بين المواطنين دون الاهتداء لاساليب حضارية يقبض فيها على المتهم دون اذاء من ليس له ذنب ويقدم للعدالة ليثبت القضاء التهمة او النفي وبالتالي نحافظ على الامن العام ونحمي مواطنينا من الظلم والحيف.
ردود فعل شعبية عفوية وقوية
مباشرة بعد حادثة رمي اعلام الاحتلال في بعض الاماكن بادرت الاسر والعائلات بشكل عفوي الى تعليق الاعلام الصحراوية على المنازل والبيوت كتعبير عن رفض الاستفزاز المغربي، وإظهار الاعتزاز بالعلم الصحراوي خفاقا فوق كل خيمة عقبتها مبادرة "حملة علم فوق كل خيمة" التي توسعت في الانتشار لتعم مختلف الدوائر والولايات ولاتزال اثارها ماثلة حتى اليوم على بعض المنازل.
مع تذمر شعبي واسع على التعاطي الرسمي مع هذه الظاهرة والمطالبة بالقبض الفوري على الفاعلين وفضحهم امام القاعدة الشعبية وهو العقاب الذي سيمنعهم من الاستمرار في مثل هذه الاعمال المنبوذة شعبيا كونها عار في جبين هؤلاء الذين رضخوا على وقع المادة ليبيعوا القضية والوطن.

Contact Form

Name

Email *

Message *