وزيرة بريطانية تستقيل دعماً لغزة وانتقادات لتقصير لندن مع إسرائيل
لندن (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) في سابقة سياسية، قامت وزيرة الدولة
لدى الخارجية البريطانية، سعيدة وارسي، بتقديم استقالتها أمس الثلاثاء، من حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، احتجاجا على سياسة الحكومة البريطانية ومواقفها تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يعيش فترة هدنة مؤقتة، بعد أن خلّف مقتل قرابة 1870 فلسطينياً وإصابة 9470 آخرين، وفق إحصائيات رسمية فلسطينية.
الوزيرة البريطانية، التي تُعدّ أول مسلمة من أصل باكستاني تُعيَّن في مجلس وزراء المملكة المتحدة، نقلت خبر استقالتها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلة "لقد تقدمت مع الأسف العميق باستقالتي كتابيا صباح اليوم لرئيس الوزراء"، مضيفة "لم يعد بإمكاني دعم سياسة الحكومة في ما يجري بغزة".
وبرّرت البارونة وارسي، القيادية في حزب "المُحافِظين" البريطاني الذي يقوده رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، أن استقالتها تأتي لكون سياسة الحكومة تجاه إسرائيل "لا يمكن الدفاع عنها من الناحية الأخلاقية وليست في المصلحة الوطنية"، مضيفة أن دعم بريطانيا لإسرائيل "سيؤثر على سمعتنا دوليّا ومحليّاً على المدى الطويل"، مشددة على أن حكومة كاميرون يمكنها لعب دور بنّاء في حل أزمة الشرق الأوسط "إذا كانت وسيطاً أمينا".
الغضب البريطاني على سياسة حكومة البلاد تجاه غزة، والتي تشدد على حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس" رغم تضامنها مع ضحايا العدوان، طال أيضا رئيس الوزراء الأسبق، طوني بلير، الذي يشغل مبعوثا للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط، بعد استقالته من منصبه، منذ عام 2007.
واتهمت أخت زوجة طوني بلير، وهي الناشطة المعروفة لورين بوث، بالتقصير في مهامه كمبعوث للجنة الرباعية، حول الملف الفلسطيني والعدوان على قطاع غزة، والتي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة.
بوث، الحاملة للجنسية الفلسطينية، أثنت في مقابل ذلك على تصريحات الحكومة البريطانية بإعادة النظر في اتفاقياتها العسكرية مع إسرائيل، واصفة إياها بـ"الإيجابية"، وذلك خلال تصريحات صحفية، مشددة في الوقت ذاته على أن الحل يبقى بتدخل قوات أممية لحفظ السلام، وفرض عقوبات رادعة على الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت لورين بوث، وهي صحافيّة بريطانية، اشتهَرت كنَاشِطة في مجال حقوق الإنسان، حيث عارضت الغزو الأمريكي على العراق عام 2003 والحصار المطبق على غزة، حصلت على إثر ذلك على الجنسية الفلسطينية عام 2008، من طرف رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية، إلى أن اعتنقت الإسلام عام 2010، وتُعرف بشدة انتقاداتها للسياسة الخارجية لزوج أختها، طوني بلير، إبان فترة ولايته على رأس الحكومة البريطانية من 1997 إلى 2007.
