-->

البشير ولد السيد: العزيز،الذي يأبى أن ينتهي به الزمن راكعا عند أعتاب القصر

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) في خضم التخبط، والسعي
في المحاولات المتكررة للتحرر من حبال الخلافات السياسية المزمنة، والتي صارت سنة مؤكدة وفرجة يومية، تلوح في الأفق بوادر لبداية فشل جديد محتمل في حفاظ قادة البوليساريو على تماسكهم وأنسجامهم، وقد بدأ ذالك بالفعل يربك كافة الداعمين والمتحمسين للجانب الصحراوي، خاصة بعد أن تم التخطيط أمميا لنقل شأن الصراع إلي البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويساور الصحراويين أنفسهم غلق بالغ حول ماسيؤل إليه مستقبل القرارات التي سيتم اللجوء اليها، أو إتخاذها فى زمن الانسداد السياسي، والتي قد لايكون لها من معنى حيث يتلاشى الإجماع الوطني من حول من يتخذون تلك القرارات، التي باتت في واقع الأمر أداة متاحة لتصفية الحسابات في يد من لايملك نفسه، ويرى بأنه الأولى والأجدر بالاتباع والأستماع إليه أكثر من غيره ؛ ويعتبر هذا اتصال مباشر يؤشر إلى استمرار الصعوبة التي مافتئت تواجهها القيادة الصحراوية فى إعادة التوازن والأنسجام جراء تداعيات الخلاف الذي طفى الى سطح الأحداث منتهى سبتمبر من العام١٩٨٨.حيث نجحت قيادة الجبهة في إخفاء آثار تلك الحقبة مؤقتا دون أن يتسنى لهم نسيانه، إذ لم يستحوا أبدا من صراعاتهم التي بدأ أنها لتناطح القوى المتحكمة حينئذ، فيما يشبه التسابق لتبني الإنتصارات وتسجيلها بإسم أشخاص، وربما تحالفات تضيق تارة وتتسع تارة أخرى بحسب حجم المصالح وحساسية الظروف. وحين تم التوصل لوقف إطلاق النار،في نزاع الصحراء الغربية؛ اواخر العام١٩٩١،وجد قيادة الجبهة الفرصة سانحة للافلات من عقالها وبالتالى الرجوع الى معترك الخلافات، بحيث عاد التطاحن من جديد قرن بقرن، ورأس لرأس، حيث فقد العديد من قيادة الجبهة في تلك المرحلة حياتها السياسية أو العسكرية، في وقت كان لاشك فيه العدو المغربي، يتربص فيه بالمصابين جراء صراع البقاء هذا.
حيث تمكن لاحقا من إستمالة ربع أعضاء ماكان يعرف باللجنة التنفيذية للجبهة، وكذا العديد من أعضاء مكتبها السياسي، ونصيب لابأس به من وجهاء ومشائخ القبائل الصحراوية، والذين كان لهم دور في عملية تحديد هوية من يحق لهم المشاركة في إستفتاء تقرير المصير، والذين لم يعجبهم الأمر،إضافة إلى عدد من قادة أبرز التشكيلات العسكرية الميدانيين، وقد وجد المغرب في هذا مايصلح لإستعماله كورقة رابحة لرشوة الغرب بقدرته على تليين المواقف بقوة المال، وإبراز رغبة مزعومة تكون قد تولدت لدى الصحراويين بالعودة إلى المغرب، وإنهاء الصراع الذي طالما وصفه ب:"المفتعل".
وخلال تلك المرحلة فقدت كفة البوليساريو الكثيرمن وزنها السياسي والإعلامي لصالح الإدعاءات المغربية.
ولعلى آخرمايطفو على سطح الأحداث من معارك الماضي السياسية، الكرات الحرارية، التي يبدو أن البشير ولد السيد، قد بدأ يلقي بها إذانا ببدء معركة التحضير للمؤتمر الشعبي العام القادم.
مايحدث هذه الأيام، يفتح نقاش مستفيض، إنطلاقا من مايتعرض له الرجل من حملات تشهير لاتخلو من المبالغة والتجني سعيا وراء تحطيم الصورة الأسطورية التي يمثلها الرجل في أذهان الصحراويين، فلربما من شأن هذا أن تتلاشى معه الهالة الرمزية المحيطة بالرجل الغامض، الذي فشلت حتى الأن كل محاولات فهم ما يطمح إليه من وراء رغبته المثيرة للجدل فى لقاء عدو الصحراويين الأول، الملك محمد السادس، فهل هي نوع من المناورات التى يتقنها أم أن الرجل جاد في مايسعى إليه؟
سلوك الرجل، غير القابل للتحليل، حملت الكثيرين على الزج بالرجل فى خانة الذيول الوضيعة، التي تخاطر بالمصير وتعرض أمن القضية الوطنية الصحراوية للخطر.
فالرجل،الذي يتعرض هذه الأيام، لعملية إضعاف مبرمجة، ينتمي إلى جيل مول القضية الصحراية بدمه؛ إنه الجيل الفاعل الرسمي للثورة الصحراوية، لكن، ومع ذالك هناك مشيئة الآمر،والناهي، اللذين يخشيان على مصير القضية، من رجل أكلت إليه يوما بمسؤولية أكثر امورها حساسية وربما أشدها سرية....فماذا،لو لم يمسكوه؟ بل تركوه، عملا بنصيحة الرسول عليه السلام، للمسلمين،بشأن الفرس:"أتركوا الفرس، يتركوكم".
ومهما يكن، فإن هذا الرجل المحافظ على إيمانه، وثباته، يشبه طائر العنقاء الخرافي الذي ينتفض كل مرة منبعثا من رماده أكثر قوة، وتستعصى هزيمته! وياجبل مايهزك ريح.
بقلم: أزعور إبراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *