-->

خواطر سائر على الدرب: نعم لاجيال تربية مدنية لابدنية....

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) البراعم والشباب هم عصب
امتهم الحيوي ثروة وطنهم المستقبلية الغير نابضة اذا احسن استغلاله واستثماره.
ونظرا لوعي الدول المتقدمة لاهمية هذه الفئة فقد حاولت استحداث الكثير من المناهج والعلوم التي تؤطر هذه الفئة وتقوي عقلها وفكرها لما يعود على الامة وترتكز عليه مستقبلا.
وكان اخرها علم التنمية البشرية الذي يستثمر في راس المال البشري.
والشباب الصحراوي وللكثير من الاعتبارات لايتسع المجال لعدها نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ظروف اللجؤ ودولة المنفى وشحة الامكانيات والنقص الحاصل في الاستعاب لكل المستويات التعليمية فرضت عليه التحمل والسفر لطلب العلم في الخارج لدى الدول الصديقة وبالتالي وجد نفسه مرغما على دراسة مناهج تلك الدول وتاريخها وقيمها وحضارتها وهو امر قد لايكون سيي بالاساس لاننا قد نظفر بتعدد ثقافات ومواهب وعقول باختلاف مشارب دراستها سوى كانت شرقية او غربية. هذا طبعا بشرط اذا احسنا تشبعها في صغرها وملأنا كأس فكرها بثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا. لينقش في ذاكرتها ولا يمح ابدا مهما وصل مستواها العلمي وتعددت مناهجها وهنا كان لزاما على الدولة الصحراوي ان تبذل الجهود وتكرس طاقاتها واطاراتها لمركز بيداغوجي يعنى بانشا وكتابة المناهج من منظور صحراوي وفكر خالص وخاص يراعي خصوصية مجتمعنا ويدرك المسؤلية الاخلاقية تجاه الاجيال بصيانتها من الذوبان والانحلال والسلخ من المجتمع الام ولا احد ينكر وجود الكثير من الحالات التي تنكرت لاصولها وعاداتها وتقاليدها وذابت (وان كان هذا السبب ليس رئيسي بل يقع على عاتق الوالدين واولياء الامور)غير ان تاثيره موجود باعتبار ان الطفل صفحة بيضا ء يطبع عليها المجتمع مايشاء. والشاهد هنا ان بدايات الثورة كانت هناك محاولات حثيثة بل وقد ادرجت مناهج للتاريخ والجغرافيا والادب لانزال نذكرها الى اليوم وقد كانت زاخرة ووافرة وممتعة بشهادة من درسها . او من وجدها ملقاة في رفوف الخيم بعد ان انتهت صلاحيتها فكانت صناديق العودة اميننا. حصيناعليها لتدرك الاجيال اللاحقة عظمة مرحلة خلت وجهود مضنية بذلت وباجر على الله وقناعة راسخة وايمان في عدالة قضية. ومن هنا. في اعتقادي المتواضع انه لم يعد هناك مبرر اطلاقا لتملص من هذه المسؤلية وجعل ثروة ثورتنا المستقبلية تستنزف عقولها بمناهج دول اخرى ومقررات تاريخ لايمت الينا بصلة. فالمصروف والثمن الباهض الذي دفعناه في هذه الاجيال اللاحقة ماعاد لسمسار الزمن الحق في الاسترزاق على حساب هذه العقول البريئة في بورصة الصمود وسوق التحدي وبنك البراعم. وجدير بالذكر اننا نشيد باعادة استحداث مركز بيداغوجي صحراوي يسهر منتسبوه باخلاص وتفاني لاعداد مناهج في المراحل الابتدائية. كخطوة اولى وهي محمودة بل وجبارة في طريق انقاذ الاجيال من مخالب الذوبان ونسيان تاريخنا المجيد. وعلى الكل ان يدعم ويكثف الجهود من اجل هذه المهمة الشاقة والحرب الدروس في معركة كسب العقول والذاكرة. فاطفالنا اليوم رجالنا غدا وذخيرتنا الحية التي نراهن عليها لبنا ء سرح دولتنا الفتية واثبات وجود شعبنا بين الامم في صفحات التاريخ الانساني.
بقلم : سائر على الدرب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *