-->

الازمة بين الجزائر والمغرب سببها "تعالي" الاخير وليست قضية الصحراء الغربية

الجزائر (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ قال السياسي والمفكر الجزائري د.
محيي الدين عميمور ان الازمة بين الجزائر والمغرب سببها الموقف المتعالي للمغرب، نافيا ان تكون بسبب قضية للصحراء الغربية.
وفي حوار مع «القدس العربي» عن رؤيته لمستقبل البناء المغاربي في ظل أزمة الصحراء الغربية؟ قال د. محيي الدين عميمور كثيرون يقولون لنا، لماذا لا يتصرف المغرب والجزائر كما تصرفت ألمانيا وفرنسا بما سهل بناء الوحدة الأوروبية، وانا أقول لهم بكل بساطة ان الوحدة الأوروبية بنيت فعلا بالمصالحة بين أديناور وديغول، ولكن على أساس تخلي ألمانيا نهائيا عن أطروحة التفوق العرقي وسياسة المجال الحيوي والأطماع في الألزاس واللورين.
والقول بأن الاختلاف حول قضية الصحراء الغربية هو السبب خطأ، فدعم الجزائر لمنظمة البوليساريو لم ينطلق عند انشائها في 1973، حيث كان أول من دعمها هم الأشقاء في ليبيا، وكان هناك اتفاق بين كل الأطراف المعنية في المغرب العربي على إجراء الاستفتاء، الذي كان المغرب نفسه قد طالب به في الأمم المتحدة. لكن الدعم الجزائري للصحراويين في مطالبتهم بالحق في تقرير المصير انطلق بمجرد ان أعلن عن اقتسام الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا، وبرفض المغرب الالتزام ببنود الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، رغم انه هو من طلب الرأي، لمجرد ان ذلك الرأي رفض ادعاء المغرب بسيادته على الصحراء الغربية.
المشكل إذن ليس في قضية الصحراء وإنما في الموقف المتعالي الذي يتخذه المغرب من الجزائر، حيث يُروج نظام الحكم أفكارا تافهة من نوع ان الجزائر تغار من المغرب وتحسده على تقدمه، وانها ترفض فتح الحدود حتى لا يطلع الجزائريون على ازدهار المغرب، وهو ما قاله شخصيا رئيس الحكومة المغربية مؤخرا، ناهيك عن الحماقات التي تكرر بأن الجزائر دولة دون تاريخ ودون دور حضاري، وانت تعرفين ان الجزائر تعرضت لغزو مسلح من الجيش المغربي قبل ان ينقضي عام واحد على استقلالها. وبالتالي، فان قضية فتح الحدود هي قضية هامشية، برغم اننا نعرف ان المغرب يعاني منها، وهو لذلك يستعدي علينا القريب والبعيد، ويفتعل الأحداث بشكل دوري للضغط علينا، وهو يعرف ان لكل الضغوط نتائج سلبية تزيد من أمد الشقاق ومن حجم النفور والتوتر.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *