لماذا لم نستفد من سلاح الوثائق السرية؟؟
سؤال يطرح نفسه وبحدة، رغم ان احد الاخوة طرح في مقال له، عند بداية تسرب هذه
الوثائق، ضرورة الاستفادة من الوثائق السرية التي تم الكشف عنها، لكن لا حياة لمن تنادي، فلا مظاهرات بمخيمات الصمود والتحدي، ولا بالمناطق المحتلة من وطننا العزيز، ولا بالدول التي تتواجد بها الجالية الصحراوية، مظاهرات تندد بتآمر بعض موظفي الامم المتحدة ضد الشعب الصحراوي وقضيته العادلة وتجندهم لخدمة اجندة نظام الاحتلال المغربي، ومما يزيد من حدة السؤال هو ان قيادة جبهة البوليساريو، حسب علمي المتواضع، لم تلجأ الى اضعف الايمان وهو إصدار بيان تنديد او رسالة احتجاج، كما عودتنا، الى الامم المتحدة ولديها من الحجج والأدلة الدامغة ما لديها.
ترى ما الذي سيحدث:
لو ان جبهة البوليساريو استدعت ممثلة الامين العام بالصحراء الغربية وأبلغتها احتجاجها وتنديدها، وطالبتها بإجراء تحقيقات عاجلة، ومحاسبة كل المتورطين؟
لو ان ممثل بلادنا لدى الامم المتحدة طالب بلقاء مع بان كي مون وعقد ندوة صحفية او اصدر بيانا حول الموضوع؟
لو ان مظاهرات عارمة في مخيماتنا نظمت امام مقر المفوضية السامية لغوث اللاجئين ولأيام متواصلة؟
لو تم تنظيم مظاهرات سلمية في المناطق المحتلة امام مقر بعثة المينورسو؟
لو ان مظاهرات كبيرة تم تنظيمها امام ممثليات الامم المتحدة في الدول الاوربية التي تتواجد بها جالية صحراوية، وخصوصا امام مقر الامم المتحدة بجنيف؟
لو ان كل الجمعيات الصحراوية والمنظمات الجماهيرية في المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين وفي كل مناطق تواجد الصحراويين اصدرت رسائل وبيانات تنديد واحتجاج الى الرأي العام الدولي والمنظمات القارية والدولية، وعملت على تنظيم لقاءات ومحاضرات في اي مكان تستطيع فعل ذلك؟
لو ولو ولو....؟
اليوم، وبعد الاسطوانة المشروخة والممجوجة التي جاء بها خطاب ملك المغرب الاخير، وفي خضم تخليدنا لذكريات وسمت تاريخ الشعب الصحراوي، ذكريات اقل ما يقال عنها انها سوداء، ذكرى الغزو المغربي الغاشم نهاية اكتوبر من العام 1975، والمسيرة السوداء التي جعلها ملك المغرب الراحل غطاءا لغزوه العسكري للصحراء الغربية، وذكرى اتفاقية مدريد الثلاثية و التي باركت هذا الغزو وقسمت ارضنا وشعبنا، ثم ذكرى تفكيك مخيم اكديم ازيك المأساوية وما تلاها من محاكمة جائرة في حق مجموعة من ابناء شعبنا البطل الصامد، اليوم وبين ايدينا وثائق جد مهمة تبين تورط موظفين سامين من الامم المتحدة في العمل لصالح النظام المغربي الغازي، فهل سنحسن استخدامها كسلاح فعال لنفضح به من جهة الضغط وشراء الذمم الذي يمارسه المغرب اتجاه المنظمات الدولية، ولنبين به من جهة اخرى عدالة القضية الصحراوية وحقنا الذي لا يقبل المساومة في تقرير المصير والاستقلال؟ لا أظن ان ذلك بالشيء الصعب على شعب التضحيات و العطاء.
بقلم: الـنـاجـم الـشـيـعـة