-->

التحامل باسم التغيير والاصلاح ...

في كثير من الاحيان اقف عند مضامين بعض القصاصات الاخبارية وبعض المقالات
من بعض الاقلام التي استشفيت من خلال كل ما يكتبون على ان نقدهم للاشياء جاهزا بشكل ميكانيكي وغير علمي، بل انه يفتقر للنبرة والحس النقدي الموضوعي خاصة في استعمال مفاهيم تبخيسية تنطوي على لغة التحامل التي لم يعد اصحابها يتقنون غيرها لسبب بسيط انهم بدأو مشوارهم بالسباحة ضد التيار وركوب امواج المزايدات بطرق بهلوانية لاثارة المتتبعين لابراز بطولة لايرونها الا في عيونهم التي دخلت مرحلة العمى ولم تعد ترى سوى الذي رأته لاول مرة كما في الرواية الشعبية، "لعمى اللي حل عينو على فار" ... هو الشان ذاته الذي يعرفه مستوى بعض الاقلام الذين لا هم لهم سوى القيادة ويصبح كل من يرى المرحلة ومتطاباتها متملقا متزلفا بلطجيا شبيحة بحلاس ... وغيرها من المفاهيم القذحية التي لاتليق ولا تنسجم مع الفكر ولا الاخلاق لذلك.
أحصنة طروادة لدينا في وطننا الصغير فقد تعددت أشكالها وتعددت أحجامها، ما بين حصان كبير مدجج بالسلاح والعتاد، وما بين أحصنة متوسطة تبلبل الوعي الوطني وتفتته، وأحصنة صغيرة تركب الموجة وتنتظر الريح لتدفعها إلى الأعلى! النوع الأول أصبح مفضوحا تماما، أما النوعين الثاني والثالث فلا يزال الغموض والضباب يغطيهما!
هم يعرفون أنفسهم أكثر مما يعرفهم أي أحد، أقرب ما يكونون لرؤية الأحصنة الكبيرة في تحليل الواقع الصحراوي المعاش وعناوين الحلول والمخارج من رؤية الشارع الوطني المهموم حقيقة بمستقبل الوطن، ومع ذلك يحسبون أنفسهم على أهل الفاتح!
يحاولون التسلل الى أذهان البسطاء من الوطنيين، ويطرحون رؤاهم (الاختراقية للوعي الوطني) باعتبارها وجهات نظر، وبين حشايا خطابهم تتسلل رؤاهم التخريبية للوعي وتهميش (الأولويات الوطنية) في هذه المرحلة، ويسعون سعيا دؤوبا لتبييض صفحة الخونة باسم ((التغيير والفساد) بل يشنون حملات كلامية تشكيكية على الوطنيين! ويصفونهم (بالطبالين والمؤزمين وممارسي التهويل)
أو كأن كل ما يحدث من أمامهم معاناة بالارض المحتلة ومواجهات يومية ومعاناة لاهالينا بمخيمات العزة والكرامة وصمودهم وما هو وضع سلطات في الاحتلال الوقت الراهن؟ الذي يعيشونه ولعل خطاب محمد السادس والذي اجمع جل المحللين على انه خطاب ازمة يحاولون ان يصورو ذلك انه أضغاث أحلام أو سراب، وكان هذه المكتسبات الموجودة الان مجرد أوهام لديهم، وأي تمييع سمج للقضايا الوطنية هنا؟! هؤلاء على للأسف محسوبون الشارع الوطني، ولكنهم في جوهرهم وبقلوبهم ليسوا منه! و «الوطن» يحتاج إلى من يحميه من أدوات الغدر والخيانة لا إلى من يبخس تضحياته ويطعن في مكتسباته .
حين تواصل أبواق في الفتنة في مقالات وتعليقات اصبحت شبه يومية في تفتيت الروح الوطنية الحقيقية، وحين تعتمد وسائل اعلام العدو ببعض المنابر وتصبح مرجعية لمغالطاتهم ودعايتهم ويستشهدون على بها انها منابر مقربة بالبوليساريو. حينها نريد ان نعرف من تخدم هذه الاقلام؟
وحين يظل موقف هؤلاء يتناغم الصوت القبلي فيه الذي لا يزال يشعل الفتنة مع سياسة الاحتلال التجزئية، نريد كذلك ان نعرف ما الغاية من ذلك؟
اذن باختصار كفانا من هذا الضحك على الذقون، وتسطيح القضايا والهم الوطني، والعمل على ضرب الصفوف الوطنية ( لتمييع وعيها، وتسييل مواقفها ) باسم التغيير والفساد... فعاشت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
بقلم: صلاح لبصير

Contact Form

Name

Email *

Message *