حذاء الجريح
لو كانت تلك الشظية التي اصابت رجله قضت عليه كان الوضع سيكون اهون. كان
سيلتحق بقافلة الرجال، الشهداء. حياته مع هذا الجرح لا معنى لها. لا هو شهيد فيدفن ولا حي فيعيش. الناس ينظرون اليه فيتالمون في داخلهم، بعضهم يبكي بصمت. لا يستطيع ان يصعد شاحنة النقل، ولا يستطيع الذهاب الى الكنترول، ولا يستطيع فعل اي شيء بطريقة طبيعة. انشغل عنه الناس بالامم المتحدة والمفاوضات بتعيين السفراء وبتنصيب المسؤولين وبارضائ الغاضبين. والمفكوعين، بشراء تذكرات السفر الى نيورك وبرلين. فحين يفكر الناس في الذهاب الى ما وراء البحر يفكر في مشكل صغير يشغل باله. يفكر في فردة حذائه الاصطناعية. اذا تاكلت يعني انه سيبقى حبيس خيمته تحت شمس تسخر منه لكن تحترم صموده. بسبب الجرح ،، وحتى يتساوى وضع الرجلين اصبح مفروضع عليه لبس حذاء من نوع خاص.. الحذاء اللعين. الجمعية التي كانت تغيير له هو ورفاقه احذيتهم لم تعد تغعل ذلك بسبب الازمة. وحتى يمكن ان مساعداتها تبخرت او تم شراء تذاكر سفر بها لوفد سيشارك في نيورك في حفل تنصيب قس. الوفد سيخدم القضية الوطنية، سيحتاج اعضاؤه للعطر وللبذلات وربطات العنق. يحتاج المصاريف كثيرة. ينظر الرجل الى حذائه يفكر في متى سيتم استبداله. حلم بسيط يختصر كل حروف الماساة وكل الوانها. الحلم بحذاء كي كي يمشي مثل الناس. حين كان يقاتل كان يحلم بالاستقلال، بتغيير خريطة شمال افريقيا، برفع علم في الامم المتحدة. ذلك الحلم الكبير تم اختزاله في في الحلم بتغيير حذاء. يقول له ابنه: انسى الحلم الكبير،سنحققه نحن. انت احلم فقط بتغيير حذائك. ويسال المستشفى للمرة الالف عن احذية الجرحى فلا يجد اي جواب. الدولة تستطيع ان تشتري تذاكر سفر لوفود تجوب العالم لكن تنسى احذية جرحاها. يقولون له ان شخصا يصنع هذا النوع من الاحذية في المناطق المحررة. يقرر ان يذهب مع شاحنات الناحية الى المناطق المحررة.. في الرابوني تصادف مع وفد ذاهب الى اسبانيا لحضور حفل. اسبانيا التي لم تستطيع هو الذهاب لتغيير حذائه.
