-->

محمد كريشان يستفيق على شخير قضيتنا العادلة

يبدو أن قضية الصحراء الغربية دخلت منعطفا حاسما في هذه اﻵونة، خصوصا بعد
تعنث المغرب الواضح برفضه استقبال المبعوث اﻷممي كريستوفر روس والتصريح رسميا بأن الحكم الذاتي أقصى مايمكن السخاء به ، إضافة الى تسريب بعض الوثائق السرية لوزارة الخارجية المغربية وما تتضمن من معلومات حول تقديم الرشاوى وشراء الذمم، زيادة على ظهور بعض اﻷقﻻم الصحفية التي أبدت إهتمامها بآخر مستعمرة في إفريقيا.........
عموما أجمع جميع المحللين على أن المغرب اﻵن في مأزق وعزلة دولية بخصوص قضية الشعب الصحراوي واتضح ذلك جليا بعد خطاب محمد السادس في افتتاح برلمانه والذي استدل فيه بحديث نبوي لم يسمع به أحد من قبل 《 اللهم كثر حسادنا 》ويبدوا ان الله عز وجل إستجاب لدعائه . إضافة الى خطابه اﻷخير الذي تحدى في سابقة من نوعها المجتمع والشرعية الدوليين ، في خضم كل هذه المستجدات أطل علينا اﻷستاذ محمد كريشان الصحفي القدير بقناة الجزيرة من خﻻل زاويته اﻷسبوعية بجريدة القدس العربي بمقال أثار الكثير من الجدل واﻹستهجان من عموم المواطنين الصحراويين .
السؤال المطروح هو لماذا هاذا اﻹهتمام من اﻷستاذ محمد كريشان في هاذا التوقيت ؟ اﻹجابة حسب المقال هو أن شخير القضية الصحراوية العال جلب انتباهه أو أثار فظوله . والشخير هاته المرة هو 《 تهديد جبهة البوليساريو قبل أيام قليلة بالعودة إلى الكفاح المسلح ضد المغرب لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب 》حسب تعبيره . 
وبعد سرد معطيات تاريخية ناقصة ومشوهة عن القضية الصحراوية يخرج الكاتب بخﻻصة مفادها أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب أصبحت تتﻻشى وأن دولة صحراوية مستقلة ستكون دولة ﻻوجاهة لها ( ﻻ عرقية وﻻ قبلية وﻻدينية وﻻتاريخيةوﻻ وطنية ) وستظل دولة تابعة وعبئ على المجتمع الدولي. وأن المغرب دولة قائمة وكبيرة وقوية ..الخ من غزل ومدح. من خﻻل كل هاذا يمرر موقفه القائل بأن على الشعب الصحراوي من خﻻل ممثله جبهة البوليساريو القبول بالمقترح المغربي مع بعض التعديﻻت .
من خلال ماسبق يحق لنا التساؤل هل فعﻻ اﻷستاذ محمد كريشان له من المعلومات الكافية عن هاته القضية ﻹصدار هذه الفتوى للشعب الصحراوي؟ 
الغريب أن الكاتب تحاشى ذكر معطيات تاريخية مهمة من قبيل عملية أوكوفيون التي قام بها التحالف المكون من النظام المغربي والفرنسي واﻹسباني ضد جيش التحرير الصحراوي وانتفاضة الزملة التاريخية سنة 1970 المطالبة باﻹستقﻻل عن اﻹستعمار اﻹسبانية وتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهبب سنة1973 وذلك قبل مطالبة المستعمر المغربي بالصحراء الغربية.
نعم ياسيد كريشان مساحة الصحراء الغربية 260 الف كيلومتر مربع لكنها أكبر من مساحة دول عربية مجتمعة كقطر واﻹمارات وتونس، نعم ياسيدي فقد أقرت محككمة العدل الدولية سنة 1975 بأن ﻻشئ يعيق ضرورة تصفية اﻹستعمار بالصحراء الغربية وتطبيق مبدأ تقرير المصير من خﻻل إستفتاء حر ونزيه ولكنها أقرت أيضا أن 《 الصحراء الغربية لم تكن أرضا بﻻ سيد ﻷنها كانت مأهولة بسكان على الرغم من بداوتهم كانوا منظمين سياسيا وإجتماعيا في قبائل وتحت سلطة شيوخ أكفاء بتمثيلهم . وإسبانيا نفسها لما أقامت حمايتها تذرعت باتفاقات مبرنة مع الشيوخ المحليين 》.
《وبعد أن فحصت اﻷحداث الداخلية (تعيين القادة،جباية الضرائب،المقاومة المسلحة وحمﻻت السﻻطين ...) التي قدمها المغرب كإثبات لسيادته على الصحراء الغربية ،واﻷحدات الخارجية (معاهدات، اتفاقات ومراسﻻت دبلوماسية) التي اعتبرها المغرب تأكيدا ﻹعتراف دولي من حكومات أخرى بتلك السيادة توصلت المحكمة إلى أن كل ذلك ﻻيقوم على وجود روابط سيادة إقليمية بين المغرب والصحراء الغربية . وفي النهاية خلصت المحكمة الدولية وهذا اهم مافي اﻷمر إلى "أن جميع اﻷدلة المادية والمعلومات المقدمة للمحكمة، ﻻتثبت وجود أية روابط سيادة إقليمية بين أرض الصحراء الغربية من جهة، والمملكة المغربية أو المجموعات الموريتانية من جهة أخرى " .
نعم ياسيد كريشان فكل المساعي الدولية لتجسيد مبدأتقريرالمصير باءت بالفشل ، لكن بات المجتمع الدولي يعرف أن المملكة الغازية هي من يضع العراقيل ويحاول ذر الرماد في العيون بإعطاء الشعب الصحراوي حكما ذاتيا غير مقبول ليس من طرف جبهة البوليساريو وحدها ولكن من طرف الشعب الصحراوي الدي قدم تضحيات جسام في سبيل استقﻻله من شهداء ومختطفين ومختفين ومعتقلين سياسيين ﻻزالت سجون المحتل تغص بهم. إضافة إلى ﻻجئين بعشرات اﻻﻻف في ظروف مناخية قاسية مدة 40 سنة بدون كلل أو ملل رغم كل اﻹغراءات المقدمة لهم من طرف النظام اﻹستعماري المغربي .
وبالعودة إلى موضوع الجزائر الذي يتذرع به المغرب في منابره اﻹعﻻمية والأوساط الديبلوماسية ، فأنت يا سيد كريشان تعلم جيدا أن الجمهورية العربية الصحراوية اليمقراطية تعترف بها العديد من الدول في العالم وبأنها عضو بالإتحاد الإفريقي ويعترف بها عدد كبير من برلمانات الدول الكبرى كالبرازيل ، إيطاليا ، السويد ...الخ. وتعلم جيدا أن دولة عانت الكثير من أجل الديمقراطية وحقوق اﻹنسان كجنوب إفريقيا من أكثر الدول العالمية شراسة في الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره . هل نعلم أن رئيس الوزراء السويدي الذي اعترفت بﻻده مؤخرا بدولة فلسطين الشقيقة وهللتم لموقفه عبر قناتكم الجزيرة قد صرح لوكالة اﻷنباء الفرنسية أن بﻻده ستدرس منتصف السنة اﻹعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. فالسؤال المطروح عليك يا سيد كريشان بما أنك تبدو مقتنع تماما بأن الجزائر وحدها في هذا العالم متحمسة لاستقلال الصحراء الغربية . هل أصبحت الجزائر دولة عظمى وتتحكم في قرارات دول إفريقية وأمريكية وأروبية ونحن ﻻنعلم؟
الغريب يا سيد كريشان وهو في خضم كل المطالبات العالمية بتقرير مصير الشعب الصحراوي ورفض المغرب لكل المواثيق الدولية سجلت فقط أن جبهة البوليساريو هددت بحمل السﻻح واعتبرته ليس أول تهديد وبدون فائدة ولم تذكر ولو باﻹشارة الحرب الطويلة التي قادتها الجبهة الشعبية والتي أوجعت النظام المغربي وخلفت في جيشه أسرى وقتلى باﻻﻻف.
أنت تعلم جيدا أن المغرب ليس بالبلد القوي فهو يمر بأزمة إقتصادية وسياسية كبيرة فالمواطن المغربي مقهور ومقموع من طرف النظام المخزني ، والتقارير الدولية خير دليل على ذلك.
انت تعلم أيضا أن عدد المغاربة المنخرطين في الجماعات الجهادية واﻹرهابية كبير جدا وأن المغرب يعتبر من أكثر الدول اتجارا بالبشر(من هجرة سرية ودعارة..الخ) ، وأنه أأكبر مصدر للمخدرات في المنطقة بل أن مزارع الكيف في الريف تعود ملكيتها للعائلة المالكة، ااسؤال هنا أليس المغرب بالدولة المهلهلة والضارة بالنسبة لدول الجوار والعالم؟ 
هل قضية الصحراء الغربية هي التي سممت العﻻقات العربية ووقفت أمام الوحدة العربية ؟ أم اﻷنظمة الملكية الرجعية الديكتاتورية التي تجسست ﻹسرائيل وباعت الوطن والدين والتاريخ والعروبة ؟ هل شعب الصحراء الغربية هو الذي ﻻوطن له وﻻتاريخ له وﻻ دين له ؟ أم شعوبا ودوﻻ مصطنعة مجهرية عميلة للصهاينة هي من ﻻدين لها وﻻتاريخ ؟ 
ولكن يبدو أنك أعجبت كثيرا بخطاب الملك المغربي الأخير الذي أصبح يعرف بخطابات اللاآت الخمس وابتدعت أنت ﻻآت خمس (ﻻدين، ﻻوطن ، ﻻتاريخ ، ﻻعرقية ، ﻻقومية )، وفي هاذا الصدد ندعوك لقراءة التاريخ جيدا ( المرابطون ) الذين انطلقو من الصحراء الغربية وتوجهو الى المغرب والأندلس دفاعا عن الدين والتاريخ والعرقية والعروبة 
وفي الأخير ندعوك سيد كرياشان أن تعود لتغط في نومك العميق فقضية الشعب الصحراوي لها أصدقاء كثر يدافعون عن حقوق الشعوب بدون انتقائية أو محابات .
بقلم : امبارك السعيدي. 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *