-->

المثقف الصحراوي .. الدور المفقود

اربع سنوات مرت على الهجوم البربري على مخيم "الملحمة" اكديم ازيك.و المثقف
الصحراوي متحصن بالصمت و بعائم الكلام .وسادر في حساباته الصغيرة و الكبيرة . ومكبل برهانات باردة و بانضباط يثير الاسى و لا ينتزع الاعجاب . لكاننا بهدا المثقف قد اخطا مهنته . او تنازل عنها . او استبدلها بمهنة اخرى ظاهرها الثقافة و جوهرها شيء اخر.
ان الحديث لا يدور على قوة الكلمات . او عن خلق الكاتب ونبل الكتابة . ولا عن تعاطف الكاتب الاخلاقي مع من يموت و يحيا . و انما يدور حول ما يدعى بمسؤولية الكتابة امام الحدث التاريخي . او بموقف الكاتب من المسائل المصيرية . و الخروج من دائرة الارتكان يستدعي المراجعة. وانهيار المسامات او بعضها مسالة مصيرية . و استباحة الاحياء و الاموات امر يدعو الى المسائلة . و نفتش عن المسؤولية . فماسي الشعب لا تحل بالصمت. و الهزائم التاريخية لا تمحى بالسكوت عنها . والا اصبح الصمت ماساة جديدة . و غدا السكوت هزيمة جديدة.
لماذا نقف امام احداث ضخمة عاشتها ثورتنا وصفحاتنا بيضاء . وكيف تستمر المفاهيم القديمة بلا كرامة . وكيف تمشي الامور و المؤامرات . كما لو ان الهجوم الاسود على مخيم "الشموخ" اكديم ازيك امرا عارضا. او ان تلك الدماء المهدورة ماءا اسنا. او ان مسلسل الماسي لم تكن الا مشهدا خائبا يرقبه بكسل متفرج فارغ الذهن و القلب
اذا كان علينا ان نبدا اولا بنقد كسل السياسي او ذلك الشيء الذي ظاهره الكسل و جوهره العجز و المكابرة . فانه يتعين علينا ايضا ان نبدا من حدودنا الضيقة . في هذا الاقليم الصغير الذي يدعى الكتابة . كي نرتد منه الى متاهات السياسي و مفازات السياسي. حيث يعلن النصر على حشود لا وجود لها . او تستثار الحشود لتصفق لنصر لا وجود له.
ومن يبدا بالحديث عن المفازة والنصر الوهمي . يتابع النقد ليصل الى مسرح المراوغة الذي شيدته اوهام السياسي . ثم جاء مثقفه التابع ليكتب عن جمال المسرحية. وليبرهن ان وهم السياسي اكثر حقيقة. ان صمت المثقف. و ان اختلفت الدرحات .لا يرى الا في شكل العلاقة الهجينة التي يقيمها السياسي بين الثقافة و السياسة.
( يتبع .....) 
بقلم الباحث احمادة ددي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *