-->

2015 سنة الإمتحان المرتقب

منذ البدايات الأولى لغزو الصحراء الغربية ، أشاح جلّ العالم نظره وصمّ آذانه عامداً أو
مضللاً ‘ عن إستغاثة الصحراويين من أن ثمة إحتلال لوطنهم. وبعد أربعين سنة من الكفاح والصمود للشعب الصحراوي ، صحا ذلك الجلّ من العالم على زيف ورياء ما كان يروج له ساسة المغرب الذين ظلوا على مدار عمر النزاع يرددون نفس الأسطوانة المشروخة ذاتها ،ولم تعد تضيف اللغة المغربية في شكلها ومضمونها جديداً إلى الطبيعة العدوانية للإحتلال وزيف إدعائه وإفلاس دعايته 
ومهما قيل عن نوعية انتصارات شعبنا ، وما واكبها من قراءات عدة على إختلافها ، إلا أنه علينا أن نقر بإتساع قاعدة الرأي أنه بعد وقف إطلاق النار ورغم مرارة تداعياته ،حدث تحول واضح في النظرة الدولية لمواجهة غطرسة الإحتلال ، إذ يبدو أن نشاطه الديبلوماسي والإعلامي قد تعطلت معظم دوائره وتأكلت ميزانيته رغم الرشاوي والهيبات ليصبح رقما هامشيا بسيطا مقارنة بفعالية عملنا على بساطته . 
وإذا كان الإحتلال قد وقع في سوء تقدير عواقب الأموروأن صلافته وسياسته التي يصفها العديد بالعماء والغباء، أسدت إلينا أكثر من خدمة دون أن يدرى كقضية أمينتوحيدار،وإعتقال المواطنين الصحراويين والمحاكمات الصورية ،وتوتر علاقته مع الأمين العام الأممي وممثله الشخصي ،إلا أنه لا يجب ان ننغر كثيرا بهذه الإنتصارات وخاصة بتلك المكاسب السريعة ذات الطبيعة المظهرية ،بل إن هذه المكابرة المغربية يجب أن تنبهنا أننا مطالبين أكثربتحديد شمولية كفاحنا على كل الأصعدة والمستويات وعلينا أن نتوقع حملات إبتزاز مغربية متزايدة لإجهاض أي خطوة دولية في إتجاه تكريس حقنا ،ولهذا نجد اليوم في الوسط الصحراوي العديد منا يشدد على ضرورة عدم بيع الوهم لشعبنا بأن سنة 2015 ستكون سنة الحسم ،بل علينا أن نتنبأ أن الإحتلال له ما يلزم من متعدد السيناريوهات المناوراتية ،وهو ما يفرض علينا أن نمضي قدما في تقوية وحدة صفنا وتفعيل بدائلنا وخياراتنا المتعددة الأكثر نجاعة في قضم مكانة الإحتلال الدولية وفي إستقطاب المجتمع الدولي لصالح قضيتنا ،مع العلم أن شعبنا قادر أن يحاجج بجميع أوراقه ولديه فائض من تلك الأوراق التي تملك الشرعية وقوة التأثير. 
وكثيرة هي المواقف والأحداث التي أكدت نجاح البوليساريو في تجاوز التحديات والرهانات الداخلية والخارجية ،و بالأكيد ستبقى الجبهة التي تتأهب لعقد مؤتمرها الرابع العشر ،وفية لمبدأ التشاور الذي دأبت عليه منذ تأسيسها ، وساهم ضمن العديد من العوامل في تقوية الصفوف والوحدة إزاء كل محاولات التصدع التي تعرضت لها،و قد يكون من المفيد جدا إجراء تغييرات جذرية في الفكر والنهج والادارة تعزز تلك الجرأة القوية التي أنجبتها الهبة الوطنية بساحة الأرض المحتلة والتي يجب تقويتها والمراهنة عليها نحو أفاق واعدة لكفاحنا ،مع الأخذ في الحسبان أن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا تدرك أن حمياتها في المدى البعيد كامنة في بناء قوتها الذاتية وتعزيز حضور المؤسسات الوطنية لرسم السياسات وضبط التحرك العام وتفعيل كل الطاقات الوطنية .وفي هذا المقام لا يمكن أن نصف الأريحية التي تركها صدى تنظيم المناورات العسكرية النوعية الأخيرة في نفوس الصحراويين وخاصة المواطن البسيط الذي يتعرض لهجمة إعلامية تحمل في جوهرها ومضمونها حربا نفسية شرسة. 
صحيح أن الصمود يكلف في هذه المرحلة ثمنا ،إلا أنه هذا هو الإمتحان الذي يجب أن نجتازه جميعا ،قاعدة وقيادة ، بنجاح وإمتياز لأن في مرحلة الصمود والتحديات تغزل خيوط النصر بتأن وروية.
بقلم :لحسن بولسان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *