-->

ملك الفقراء يبيت في العراء....

يموت الشك عند عتبة اليقين وتقطع اوصال الريبة بالانبهار الدفين ,ان القاري الكريم
مازج فكره غرابة العنوان واتسعت احداق عينيه استغرابا ,ولكي اعفيه من الاستدبار طرفا انظرني حرفا وتمهل غرفا
ان ملك يدعي رعاية الفقراء وحماية مواطنيه من الجوع والمبيت في العراء عليه ان يستشعر ظروفهم القاسية ويشاطرهم اياها كما كان يفعل امير المؤمنين عمر الفاروق يوم كان يترك الناس نيام ويتمشى على اطراف المدينة بحثا عن فقير لم يصله خبره ويحرص ان يطهو بنفسه ويكسي ويطعم بيديه خوفا من حق الرعية وعمر بن عبد العزيز العادل تسقط مثل البشرية العليا والانسانية امام اعماله الجليلة في حق الفقراء
اما صاحبنا ففي الوقت الذي تسحق الامطار بيوت الطين في الريف وتدمر الفيضانات البنية التحتية وينهار سقف الدور على ساكنيها في الجنوب وشل شرايين الحياة في سيدي ايفني لم يحرك جلالته ساكن بل وابان انسانية منقطعة النظير في اهانة الانسان بحمل الجثث في حاويات القمامة وكأن المواطن في المغرب يصنف ضمن بشر من الطبقة الاولى وحجر من الطين الثاني
ويستمر ملك الفقراء في الدوس على كرامة الفقير المغلوب على امره وفي اوضاع اقتصادية مزرية وازمة خانقة يعيشها البلد, تطحن الغني قبل الفقير يقرر السفر في رحلة استجمام تدوم لعشر ايام واضعا خمس طائرات في خدمته اثنتان خاصتان تكفلت فقط بحمل اربع افراد وثلاث عسكرية محملة بالمؤنة وكل اسباب راحة الملك من سيارات فاخرة وحاجيات ومقتنيات ثمينة وكأن امكانيات 35 مليون مغربي التي بذل من اجلها الدم والعرق ودفع فاتورة ضرائبها من جيبه مسخرة لخدمة اربع افرد لاغير
ففي الوقت الذي كان حريا بهذه الطائرات ان تتحرك لانقاذ المواطنين العالقين وانتشالهم من رحمة الموت المحقق او امدادهم بالمواد الاساسية التي تبقيهم على قيد الحياة فضلت الركون في المطارات والصيانة لليوم الملك الموعود ورحلة البذخ المشهود والتفاخر بالنفوذ في صرف العملات واجود النقود
يوم قرر الملك الرحيل تناسا سكان الطنطان والخليل وسيدي ايفني المنكوبيين ومشى بكلابه حافيا على جماجم الضحايا كأنه يريد ان يذبح الضحايا مرتين من الشريان الى الوريد ويلقنهم ان المغرب العتيد لاحق مصان ولا مكرمة للانسان الا اذا ارتضى ان يكون في مرتبة الكلاب اوالعبيد.

بقلم : سائر على الدرب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *