-->

الاعلامية حياة خطاري في حوار مع لاماب المستقلة تدعو لثورة اعلامية في المناطق المحتلة لفضح الاحتلال

مخيمات اللاجئين الصحراويين (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- يواجه
الاعلاميون بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية اكراهات ومتاعب جمة، بسبب المضايقات والتعتيم الاعلامي الذي تفرضه السلطات المغربية، والحصار والتضييق على النشاط الاعلامي، وطرد الاعلاميين الاجانب والمراقبين الدوليين، ومنع الصحافة الدولية من زيارة الاقليم، بالاضافة الى الزج بالاعلاميين الصحراويين في السجون ومصادرة الحق في التعبير، والتظاهر السلمي الذي يجابه بالعنف والقوة المفرطة للبوليس المغربي، ولتسليط المزيد من الضوء على ما تعيشه المناطق المحتلة من حصار وتضييق اعلامي نستضيف الاعلامية الصحراوية حياة خطاري، ونرحب بها ضيف كريم على وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة.
- حاورها : حمة المهدي
في البداية لو تتفضلين بلمحة تعريف للقارئ عن شخصكم الكريم
حياة خطاري: الاسم حياة خطاري طالبة جامعية بكلية الحقوق باكادير المغربية، وحاصلة على دبلوم تخصص كتابة المكتبيات، بمعهد التكوين والتشغيل، كما اعمل كناشطة حقوقية ضمن لجنة مخطط التسوية الاممي وحماية الثروات الطبيعية بالصحراء الغربية، وانشط كذلك ضمن الفعاليات النسائية داخل العيون المحتلة.
كيف كانت بدايتك مع الاعلام؟ ولماذا اختارت حياة مهمة المتاعب؟ وحتى لا نقول مهنة لانكم تقومون بهذا الدور التطوعي في نقل رسالة الشعب الصحراوي الى العالم؟
حياة خطاري: كما نعلم ان سياسة التعتيم الاعلامي هي سياسة ضمن عدة سياسات تفرضها دولة الاحتلال المغربية، على الاجزاء المحتلة لضمان ممارسة انتهاكات وجرائم حقوق الانسان خفية عن اعين العالم وفي صمت وبالتالي تطوعت لهذه المهمة حتى انقل صورة عن واقع التجاوزات التي تجري داخل المنطقة، عقب اجتياح مخيم اكديم ازيك، لانه في تلك الفترة وكما يعلم الجميع إدارة الاحتلال شنت حملات واسعة تستهدف المناضلين، وبالدرجة الاولى استهداف الاعلاميين الصحراويين، والناشطين في المجال الاعلامي، وقامت باعتقال الاعلامي حسنة الداه والبشير خدة وهم معتقلين الان يدفعون ضريبة نشاطهم الاعلامي، ضمن مجموعة اكديم ازيك، كما قامت بمتابعة الناشط الحقوقي والاعلامي محمد ميارة وهو الان منسق الفريق الاعلامي داخل العيون المحتلة، بالاضافة طبعا لمجموعة من المناضلين الاخرين الذين كانو ينشطون اعلاميا، وبعضم هاجر والبعض الاخر تعرض للتهديد والمضايقة.
قمت في تلك المرحلة بالتطوع لرفض التجاوزات التي تجري بالمنطقة، من خلال التقاط الصور، وارسالها الى التلفزيون الصحراوي، وإعداد مجموعة من التقارير، التي تتضمن حصيلة لمجريات الاحداث، وبعثها للتلفزيون والاذاعة الوطنية.
اخترت هذه المهمة كما اسلفت الذكر نظرا للواقع الذي تعيشه مدينة العيون المحتلة وبقية المناطق الاخرى وهو واقع جد مرير وجد مأساوي، ودولة الاحتلال ضمنت لنفسها الجو المناسب لارتكاب جرائمها، ونرى ان هذه الجرائم لن تتوقف حتى توثق بالصورة خاصة في عالم اليوم الذي يعد عالم الصورة بفضل التكنلوجيا المتطورة، واصبح يؤمن بماهو ملموس وموثق مثل الصور.
طيب . هذه جملة من الاكراهات التي تعترض سبيل العمل الاعلامي بالمناطق المحتلة، في ظل هذه الاكراهات وغياب التكوين الاكاديمي وعدم وجود فرص للتكوين الاعلامي والصحفي، واعتمادكم على العمل الميداني والممارسة التي استطاعت ان تخرج اعلاميين من امثالك، والتجربة الرائدة للاعلاميين بالارض المحتلة، كيف ترى حياة خطاري السبل الكفيلة بتطوير الاعلام المقاوم لفضح ممارسات الاحتلال؟
حياة خطاري : ارى ان السبل الكفيلة بتطوير الاعلام المقاوم في الجزء المحتل من وطننا تتمثل في تبادل التجارب بين الاعلاميين وخاصة الخريجين في ميدان الصحافة، وعقد دورات تكوينية ونقل التجربة لاكثر من مكان، وخلق التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بين الاعلاميين بالمناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين لتبادل الخبرة والتجارب، وتكاثف الجهود لنقل الصورة بمهنية واحترافية.
من الضروري التأسيس لثورة رقمية للتعريف بالقضية الصحراوية على المستوى الخارجي وفضح انتهاكات الاحتلال التي تجري في المنطقة بشكل متواصل.
- على ذكر الثورة الاعلامية هل توجد نماذج اعلامية تسير في هذا الاتجاه؟
حياة خطاري : هناك عدد من المنابر الاعلامية الرائدة من ضمنها الفريق الاعلامي اكيب ميديا له موقع الكتروني ويترجم باكثر من لغة، ومن هنا فهو لايخاطب الانسان الصحراوي فحسب، بل يخاطب الانسان العربي، والانسان في مختلف بقاع العالم.
هناك ايضا شبكة نشطاء الاخبارية، وهناك مركز الاعلام والتواصل ..الخ
بالاضافة طبعا الى شبكة اميزرات، والمرصد الاعلامي لرصد انتهاكات حقوق الانسان وغيرها من المواقع والفعاليات الاعلامية وهذا يقودنا الى السؤال التالي وهو انه في الفترة الاخيرة شهدت المناطق المحتلة بروز اعلاميين ووسائط اعلامية ومواقع الكترونية، وجمعيات الى اي مدى استطاعت هذه المكونات اختراق التعتيم الاعلامي وهل يوجد تنسيق مشترك بين هذه الوسائط؟
حياة خطاري: في الحقيقة لايوجد تنسيق مشترك بشكل مباشر، نشترك في العمل والتوجه، ولكن كل فريق يعمل بشكل منفرد وبعضنا يعمل ضمن الاعلام الرسمي، وهناك من يعمل بشكل مستقل، ويراسل كافة المواقع والصفحات الالكترونية، وعلى مستوى صفحات التواصل الاجتماعي.
الاخت حياة خطاري نقل احداث انتفاضة الاستقلال من الشارع امر غاية في الاهمية لكنه يعرض الصحفيين للخطر، كيف تتعاملون مع هذا التحدي؟
حياة خطاري: المخاطر لا تواجه الاعلاميين فقط وإنما تواجه كل صحراوي يحمل توجه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والمخاطر التي تواجه الاعلاميون لا حصر لها، وخلال الايام التي تعلن الجمعيات الحقوقية داخل المناطق المحتلة اعتزامها الخروج الى الشارع للتظاهر، نجد قوات الاحتلال المغربية تتجند بكل قواها لمنع المحتجين الى المكان المحدد، فما بالك بالاعلاميين، اي حامل للكاميرا هو عرضة للتعذيب والمضايقة، والتعنيف، وبالتالي نضطر نحن كإعلاميين للبحث عن زوايا من على اسطح المنازل، لنتمكن من التقاط صور، او تسجيل فيديوهات إن امكن. لان السلطات المغربية راءت ان التقاط الصور ونشرها على نطاق واسع، يكشف حقيقة ما يجري في المناطق المحتلة من انتهاكات، وهو ما جعلها تلاحق الاعلاميين، وارسال استدعاءات للتحقيق معهم، وتهديدهم، كما يمارس الاحتلال سياسة قطع الارزاق بقطع رواتب من يعمل منهم، للضغط عليهم وثنيهم عن الممارسة الاعلامية.
وفي الفترة الاخيرة شهدت المناطق المحتلة حملة شرسة لملاحقة الاعلاميين والزج بهم في السجون، وكما تعلمون الصحفي محمود الحيسن لايزال يقبع في السجن لكحل، يقضي محكومية وصلت الى سنة ونصف، يدفع ضريبة نشاطه الاعلامية لا اكثر، وغيره من الاعلاميين الذين يجدون امامهم ملف مطبوخ يتضمن مجموعة من التهم الواهية، التي لاعلاقة لهم بها مثل تكوين عصابة اجرامية، وهي تهم اعتدناها توجه لكل مناضل يحمل توجه سياسي.
- هذه الاجراءات التعسفية للاحتلال ضد الاعلاميين الصحراويين هل اضعفت اعلام المقاومة؟
حياة خطاري : لا على العكس تماما لم تضعف هذه الاجراءات إعلام المقاومة، ولن تضعفه، لاننا نرى ان صراعنا مع الاحتلال ليس له تاريخ محدد وهو صراع طويل المدى ولهذا نحن نجهز انفسنا بالمعنويات التي تجعلنا نستمر، ومقتنعون باننا عرضة للاعتداء، والتعنيف وعرضة حتى للاغتيال، لكننا مؤمنين اننا نؤدي واجب، وسندفع من اجله الغالي والنفيس، وسنواصل الى الامام مهما اعترض طريقنا من العقبات والنكائب، ومهما اقترفت إدارة الاحتلال في حقنا من الانتهاكات والتجاوزات.
- نعود الاخت حياة خطاري الى نشاطك بالتلفزيون الوطني وخلال الفترة الاخيرة ظهر لك برنامج حواري من المناطق المحتلة ماهي الافاق المستقبلية للعمل التلفزيوني وهل من برامج جديدة؟
حياة خطاري : لايخفى على احد الدور الذي لعبه الاعلام الوطني في تأجيج الانتفاضة، في التعبئة وحشد الجماهير، وفي توحيد الصف الصحراوي في الاجزاء المحتلة من وطننا، وكذلك دوره في رفع معنويات المواطن الصحراوي، والحراك الجماهيري وبالتالي ارى انه من الضروري تطوير هذا العمل وفتح النقاش لبلورت الاقتراحات لوضع خطط وفق هذه النقاشات عبر طاولات مستديرة، وتوجيه المناضلين الصحراويين، لوضع استراتيجيات وبرامج نطور من خلالها العمل الاعلامي بالمناطق المحتلة وجنوب المغرب وبالمواقع الجامعية.
- شكرا لك الاخت حياة خطاري على هذا الحوار الذي كنا نود ان يطول ليستوفي جميع النقاط المتعلقة بالاعلام بالمناطق المحتلة لكن ضيق الوقت نتيجة الالتزامات لديكم نجدد الشكر لك عبر منبر وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة.
حياة خطاري : شكراء جزيلا لك.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *