-->

تجوع الحرة و لا تأكلُ من ثديِها

لقد كان الناس في جاهلية جهلاء يسودها الظلام الحالك كما قال

القائل : كأن مشرقهم مغرب و من فوقهم ومن تحتهم غيهبٌ، فكانت المرأة موؤدة تدفن حية خوف العار ظنناً منهم أنها مصدر العارِ و كنهه، فجاء الإسلام فحد لها حدوداً فأكرمها و هي أماً و أُختاً و خالتاً
و زوجة........الخ. وليس هذا فحسب بل جاء الدين الحنيف إلى تحريم هتك الأعراض، و لله در قول الصحابية الجليلة هند بنت عُتبة لما جاءت تبايع النبي صلى الله عليه وسلم فتلى عليها قوله تعالى: ﴿إذا جاءك المؤمنات يبايعنك...... ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ولا يزنين..... ﴾. 
فقالت أوتزني الحرة يا رسول الله! هذا استفهام إنكاري من الصحابية الجليلة لأنها سليلة أفراس، وقد قالها عنترة و هو عبدٌ مملوك حيث قال أغضو الطرف عن جارتي حتى تواري جارتي مثواها.
إذاً أليس منكم رجل رشيد تدنس الأعراض جهارا نهاراً و لا يتحرك ضمير و لا يلوكُ لساناً حتى الدعاء بل إذا لم تستحي فأصنع ما شئت هذا هو حال بناتنا في إگلي بولاية بشار جنوب الجزائر، حيث أصبحو مطية لكل نذل. هل يصدق فينا؟ قول القائل:
لقد أسمعت لو ناديت حياً و لكن لا حياة لمن تنادي
ناراً لو نفخت فيها أضاءت و لكنك تنفخ في رمادٍ
حيث فُرض عليهن الصمت على الباطل و كأن الباطل حق، و الحق باطل و السارق رب البيت، إلى من يشتكي إلى قريبٍ يتجهمهم أم إلى بعيدٍ يُنكرهم، بحجة اتحصيل، وهذه أضعف من بيت العنكبوت.
فأين الوزارة الوصية أجهلت أم تجاهلت أنها المسؤولة أمام رب العالمين حيث قال المولى سبحانه و تعالى: ﴿و لنسألنا الذين أُرسل إليهم و لنسألن المرسلين..... ﴾. و قال النبي صلى الله عليه و سلم: (ما من راعي يسترعيه الله في رعية مات يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم عليه الله الجنة ).
و لله در القائل: إن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم 
فأين وزارة التعليم و التربية الصحراوية من هذا أم أنها تُغطي الشمس بغربال، وليت تجاهلهن كان وحده بل تعد الأمر إلى إرغام الأنوفِ على قبول وسمة العار بالتهديد بالطرد، و بعد أن أخفقت كل محاولات تأبين الكلام و لطيفه كأنه استعمل قول القائل: إن هذه القلوب حديداً و لذيذ الألفاظ مغناطيس، فأين الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل والاستعداد ليومِ الرحيل.
ورغم جميع المحاولات أبينا إلا أن يصمدنا دفاعاً عن كرامتهن وعبروا بشتى الوسائل لكن لا آذان صاغية، ومما يندى له الجبين أن تقف وزارة التعليم نداً لهم، لتحويل المنكر معروفاً و المنكر معروفا، ولله در القائل عداوة الأقارب أشدُ على الفتى من وقع الحسام المهند.
بقلم : الاستاذ المحجوب البخاري 
عن اتحاد عمال التعليم والتكوين الصحراويين.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *