-->

ما المقصود بإعداد ملف مناضل؟

سؤال تردد على أكثر من لسان في الآونة الأخيرة بمخيمات العزة والكرامة ، سؤال
يضع الكثير من علامات الاستفهام ؟؟؟ في هذا الظرف الحساس الذي تعرفه قضيتنا الوطنية ، لكن يبقى التساؤل الأبرز والاهم من المستفيد من هذه المبادرة ؟ ومن يحق له الوصف بهذه الصفة النبيلة ، أسئلة نترك للقارئ الكريم الإجابة عنها . 
لم يكتفي القائمون على أمرنا بسياسة التهميش و المضايقات والقبلية والمحسوبية والجهوية ... ولا تهجير شبابنا.. ولا تقسيم أجهزتنا الأمنية إلى ميلشيات تأتمر بأوامر الزعماء دون الوزارة المعنية ، بل تمادوا في تجاوز كل الخطوط الحمراء والاستخفاف بشعبنا إلى درجة التصنيفات حسب الولاء لهم وعلى حساب الوطنية والوطن.
ندرك جيدا أننا نعيش ظروف صعبة و تحديات وتحولات ضخمة ومفصلية ، لا تحتاج إلى مزايدات وأصوات تمثل عجز أصحابها الناعقين هنا وهناك حيث تحيط بنا دوائر الخطر وألسنة النار ، مثلما نعرف أيضا أن قيادتنا( الرشيدة) تتعرض لضغوط من الداخل والخارج لكن الذي يصعب علينا فهمه هو اختزال أمانة الفروع السياسية صفة مناضل في فئة (العراف والأمناء والمحافظين السياسيين وأعضاء الحكومة) دون غيرهم من بقية الشعب الصحراوي ، كأن من صنع ملاحم الانقاب وام الدكن والطنطان ولمسايل والكلتة ولمسيد ووو... وغيرهم من البطولات ليس مناضلا ،أو كأن من قضى معظم شبابه في غياهب سجون العدو ليس مناضلا ...
الانتماء للوطن والنضال من اجله هو حياة تشتعل في العقل والوجدان، فكرا وإبداعا وعملا خلاقا يخرج من العقل الشجاع والروح الجسورة المقدامة وليس مجرد مباهاة وثرثرة ومزايدات على الآخرين، بمعنى أخر إماطة للثام عن الجذور التي تعطي للمناضل الحق، معاني سامية عليا بقيمة الإنسان الذي ينتمي إلى هذه الأرض الطاهرة ، مما يستدعي منا جميعا التساؤل بعدما أقدمت أمانة الفروع على مبادرتها هذه في أي خانة ستصنف الشهداء والمقاتلين وضحايا الحرب والاعتقال ؟ .
أثمن ما في الوجود هو النضال من اجل وطن ضحى الإنسان الصحراوي بحياته دفاعا عن ترابه المقدس لأنه يستمد منه انتمائه وكيانه الإنساني قبل كل شيء و لأن حب الوطن من الأمان ، والدفاع عن النفس ورفع الظلم واجب وطني، لكن المثير للدهشة والمحير أن زعمائنا يستكثرون على هذا الشعب الصامد المرابط الشجاع العنيد المقاوم الذي قهر الطبيعة وروض الاحتلال صفة مناضل ، لقد اختلطت عليهم المفاهيم وأصبحوا لا يسمون الأشياء بمسمياتها الحقيقية ، فقدوا الإنصاف الذي هو مقصد من مقاصد الشعب الصحراوي في رفع الظلم والاستبداد.
أليس من حق أولئك الرجال الذين يرابطون على تخوم الوطن المحتل أن يكونوا مناضلين ، أليس من حق تلك المرأة التي تسحل في شوارع العيون المحتلة حبا للوطن أن تكون مناضلة ، أليس من حق ذالك الشرطي أو الدركي أو العامل البسيط الذي يسهر على امن الوطن والمواطن أن يكون مناضلا ، أليس من حق ذالك الشيخ الهرم والمرأة العجوز وابن الشهيد وزوجة المعتقل، الذين تركوا الديار والوطن وفضلوا للجوء والمقاومة عن الاحتلال أن يكونوا مناضلين ، ألا يستحق هذا الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من اجل هذه القضية العادلة أن يوصف بالمناضل،أم أننا أضحينا ضحايا ظلم السياسة وفساد الساسة.
أليس من صنفتهم أمانة الفروع وقدمتهم للشعب على أنهم هم المناضلون دون غيرهم ، يملئون الدنيا ضجيجا ويظل إناء أفعالهم فارقا ، فيظهر تقزمهم في المواقف حين تشتعل المعارك الكبرى للوطن . ليس غريبا أبدا أن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه وشب على ثراه وترعرع بين جنباته، لكن الغريب هو حالة التباهي هذه المبهرة التي أقدمت عليها أمانة الفروع و التي أفقدت النضال مفهومه و معناه الإيديولوجي الحقيقي لأن المناضل لا ينفصل عن مجتمعه، صادقا وفيا وعلى قدر كبير من الإنصاف والوضوح ، يعمل في صمت وباستمرار. 
لو كان النضال حكرا على احد لكان لأولئك الرجال الذين كتبوا التاريخ بدمائهم وصنعوا المجد ، دورهم لا ينسى وفضلهم لا يغفل ، فهم القدوة للأجيال المتعاقبة ، أولئك الرجال الذين قدموا حياتهم ومالهم ودمهم فداءا للوطن ، لنعيش أنا وأنت و الآخرون معززين مكرمين ، بصماتهم واضحة بعيدة عن حب الظهور والبحث عن الأضواء" رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" . 
ليس للخلاف وإنما لقول الحق والاستفادة من أخطاء الماضي ، علينا أن لا نزايد على الآخرين وان نبحث عن باب الاتفاق والوحدة الوطنية بدلا من الفرقة وللعب على الكلمات والعبارات المتناقضة التي نرفضها جملة وتفصيلا ،علينا أن نعود باستمرار إلى واقعنا نتفحصه نحدب عليه لنرى ما حققناه وما انجزناه ولنرى ما بقي علينا انجازه من اجل استكمال تحرير الوطن المغتصب، مما يستدعي من الجميع الارتقاء والارتفاع إلى مستوى هذه التحديات والتحولات وترك ما من شانه أن يبث الفرقة بيننا ، لأننا نناضل في النهاية لأنفسنا لا لغيرنا ولأن الصدق اقرب طريق للحقيقة و الرائد لا يكذب أهله.
بقلم : الرحموني الغيث امبيريك

Contact Form

Name

Email *

Message *