امهيريز المحررة رحلة الى قلب الصحراء الغربية(ريبورتاج مصور)
امهيريز (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ بعد ساعات من نقطة الانطلاقة على
متن سيارة دفع رباعي عابرة للصحراء تركنا خلفنا الرابوني بكل تفاصيله وإن كان بشق الانفس وكأنه يرفض الخروج منه او الدخول اليه، لكن أحلامنا في عناق الجزء المحرر من الجمهورية الصحراوية، مهد البطولات والامجاد كانت اقوى وأشد من وعثاء السفر ونقاط التفتيش والعبور التي لم تبخل علينا في ايقاظ الشعور والاحساس بقيمة الحرية والكرامة والاستقلال.
يمضي الوقت بسرعة وكنا قد استيقظنا باكرا، لكننا لم نودع اخر نقاط التغطية (موبيليس) الا بعد الزوال بساعات، لاسباب لن تخفى على كل من اراد السفر نحو مجد الاجداد والمقاتيلين البواسل ومقابر الشهداء، بعد عبورنا الجمارك والتخلي عن الطريق المعبد، مررنا بارض قاحلة جافة تملؤها السباخ المالحة واخيلة السراب وابخرة الصهد المنبعث من الصخور تحت اشعة الشمس الحارقة، ساعات بعدها وجدنا انفسنا في ارض افضل حال من تلك التي كاد وجهها العبوس يقتلنا، انها بئر لحلو المحررة، اعددنا الشاي باحد بيوت الراحة داخل السوق المعروفة بالمرسى عند المارة خاصة البدو وعشاق السفر والترحال.وانت تقترب من دخول منطقة امهيريز المحررة ينتابك شعور الفرح وانت تتنفس هواء عذريا خاليا من التلوث، وتتذوق طعم حياة البداوة الترحال في ضيافة عادات الكرم وحسن الضيافة التي تميز سكان الارياف.
واصلنا التقدم داخل المناطق المحررة والمسافات تطوى حتى دخلنا منطقة امهيريز الرطبة وهي تعيش ربيعها مثل زهرة جميلة اخذت في التفتح وهي تنعم بالدفء المنبعث من قمم جبال ارغيوة الشاهقة التي تحير الالباب في صنع الخالق، تزيد جمالا كلما لمحت قطعان الغنم والابل المنتشرة في السهول والاودية، وتناثر الخيم والبيوت الطينية على ضفاف واد امهيريز شمالا وجنوبا بفضل سواعد سكان اختاروا احياء الارض الطاهرة، تدفعهم قوة الحق عسى أن يجدوا اذانا صاغية تنصفهم في الدفاع عن قضيتهم العادلة، يشدهم الحنين الى الوطن المحتل اكثر كلما تدفقت المياه مع مجاريها نحو واد الساقية الحمراء الذي تصب فيه معظم اودية زمور في تحدي للطبيعة فريد لكل محاولات الاحتلال في تقسيم الارض واحزمته الدفاعية التي قسمت الارض والشعب، وكان المياه تعيد تجربة تسلل المقاتل الصحراوي سنوات الحرب وعبوره للاحزمة الدفاعية التي تبقى شاهدا حيا على جبن وهزائم الاستعمار.
امهيريز موطن الهوية والانتماء كغيرها من التراب الوطني تشق طريقها في زمن التيه نحو نظرة مستقبلية معمرة للتراب المحرر رغم الوعود الفارغة في التعمير، واتخاذه شعارا في المناسبات لا واقعا عمليا على الارض، لكن الشعور الوطني و الحس الثوري الدفين بالانتماء والاعتزاز بما تم تحريره عن المواطن الصحراوي المقيم في تلك المناطق يتحدى الصعاب لوحده، رغم التحديات الكثيرة التي تواجهه.
في الصباح الباكر وبعد ليل جميل مفعم بكل معاني الحرية رفقة احد سكان امهيريز المضيافة، وجدنا انفسنا بين اشجار الطلح الكثيف التي تملاء وادها الفسيح وكأنها تشكو عنفوان السيل المتجلي في جرف الحجارة والاشجار، وصيحات الطيور المتضامنة مع اهل الحق والتي نقبطها نحن البشر على حريتها وهي تسافر كيف ما تشاء بين ضفتي جدار الموت بعيدا عن حقول الالغام والاحزمة وعساكر الاحتلال التي تدنس الارض الطاهرة.
اخذنا نتجول في سوق المنطقة الصغير المنتظم على تلة مرتفعة قليلا، يتوفر على كل حاجيات السكان الضرورية وغيرها كالخضر والتمور والالبان واللحوم الشهية المذاق والتي تباع باقل من سعر المخيمات، ورغم ذلك الا ان بعض التجار يشكو صعوبة التوفير من المخيمات في ظل معاناة الترخيص ونذرة المحروقات وصعوبة الحصول على ما يتم توزيعه منها، وإذا نظرنا الى الكمية المخصصة لتلك المنطقة فإنها تفوق حاجيات المواطنين هناك، لكن الواقع عكس ذلك فالمواطن لايصله الا القليل من النصيب المخصص له وبصعوبة كبيرة، بسبب عمليات الغش الكثيرة التي شابت الخطة الوطنية لتوزيع المحروقات والتي تشرف عليها وزارة الداخلية بالتعاون مع النواحي العسكرية. ونحن نتجول في السوق ونتبادل اطراف الحديث مع بعض التجار الطيبين، سمعنا صوت الحق يؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح، اتجهنا الى مصدر الاذان وإذا بمسجد صغير كتب عليه إسم "سيد البشير ولد المحجوب"، وهو الولي الصالح الزاهد الذي بنى أول بيت لله بتلك المنطقة، بحسب روايات السكان هناك فكان الاحق بتسمية أول مسجد عليه .
في المساء ذهبنا مع مضيفنا في جولة قادتنا الى مدرسة التعليم التي تقابل قلعة القيادة العسكرية، مدرسة على ضعف حالها تفتح فضاء ما كان ليحلم به اطفال البادية، ورغم الصعوبات التي يعيشها المشرفون على المدرسة الا ان الاطفال تراهم في كل صباح يتجهون إليها بكل عزيمة ورغبة في التحصيل الدراسي غير مبالين بمخاطر الاودية والمسافات التي يقطعونها يوميا في سبيل طلب العلم، وهنا يدرسون القرآن الكريم ونفس المنهج الدراسي المعتمد في المدارس بالمخيمات.
غير بعيد من المدرسة يتربع مستشفى مجهز بكل الوسائل الضرورية لعلاج المرضى والحالات المستعجلة يسهر عليه مقاتلون من الناحية العسكرية التي لا تبخل على سكان المنطقة في تقديم يد العون في كل ما يحتاجونه.
وفي جولة قادتنا الى تفقد احوال ارغيوة وخبر اغوارها من قلب جبالها الشامخة التي لم تخضع لسيطرة قوى الاستعمار عبر التاريخ حسب ما قيل لنا هناك، وجدناها تعج بالمناظر الخلابة وبرك المياه ومواقع أثرية ذات قيمة إنسانية تاريخية وحضارية والتي تعد كنوز فنية رائعة لاتعوض بثمن ضاعت مع كل الاسف وتعرض الكثير منها الى التخريب وربما النهب بعد ان اصبحت وجهة لكل من هب ودب، على غرار تلك الرسومات الاثرية الرائعة التي لحقها التخريب بعد ان كتب فوقها ذكريات واسماء طلبة كانوا قد حظيوا بزيارتها لكنهم لم يستحضروا قيمة تلك المعالم الاثرية، حالهم كحال الجهة الوصية عن ذلك الكنز التاريخي الذي يجب ان تعمل على حمايته وإدراجه ضمن التراث الانساني العالمي الذي أقر العالم حمايته سنة 1972 في اتفاقية منظمة اليونيسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي.هذه الاثار التي تعود الى الاف السنين، تحكي عن تعاقب البشر على هذه الارض، وتعتبر منطقة الركيز من المعالم الاثرية التي تحتفظ بذاكرة تمتد لقرون تؤرخ عبر الرسومات والاشكال المنقوشة على احجارها، كما ان التمعن في الاحجار الصغيرة التي تحمل اشكال كائنات البحر علاقة غريبة بين المنطقة الصحراوية والبحر.كما ان المنطقة كانت مشهورة بالكثير من الحيوانات والطيور قبل ان تنقرض بسبب الحرب المدمرة، وما لم تذهب به رياح الحرب العاتية، يتربص به اليوم امراء الخليج الذين يتعاقبون سنويا لصيد طائر لحبار الذي لاتزال منه بقية تأبى الانقراض شأنها شان بعض الارانب البرية وبعض الطيور والحيوانات والزواحف كالافاعي والضببة.
وغير بعيد عن وجه امهيريز المدني الاخذ في التطور، ترابط الناحية العسكرية الرابعة عبر وحداتها العسكرية.
وانت تتجول تلك المناطق المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يحز في نفسك التقاعس الرسمي عن اعمار جزء محرر من ترابنا الوطني، وتعثر مشاريع الاعمار التي من شأنها ان تساعد السكان على التغلب على الاكراهات التي يواجهونها يوميا في تلك الصحاري الشاسعة، وغياب المرافق الحيوية التي تغطي حاجيات السكان وحفر ابار المياه هناك ومساعدة السكان بالاعلاف والمحروقات والمواد الضرورية.
وانت تغادر منطقة امهيريز المحررة لابد ان تتذكر تلك المناظر والمشاهد المطبوعة في الذاكرة واثرها في النفس، والتي لن تغيب عنا شمس نهار على أمل ان نحظى بزيارتها
في مناسبة اخرى، ورن صوت الشاعر الكبير الزعيم ولد علال يشدو رائعته العجسدية:
عريض الكرفة وأفشـال *** فيـهم دار انا وأنـا دار
فلباط ارغيوة فجلال ***اﯕرونة للدلال اوكـار
ريت الحرب الشـينة وبـعدت *** لحباب ولهل ولاجي عدت
وا تكــرفصت ا گبــالة وازهدت *** فالحيـاة وريت التكسار
لمحالي فترابي أرفدت ***ســـمرها وأ رفـتتــدت التفجار
واتحملت القذ يف وبـت *** سهــران الليل اكمل وا گطار
دمعي ما وگــف ماسكنت *** دمعة فالعـينين وغبـــار
القصف اعلي ّ واتمكنـت *** گــدام الطـيارولـيشار
ما طيت أراز ولا لينت *** فيها لكلام ولختـيار
ما مـــزريـــتو عنها وادفنت *** فيها بيـدى كم من أحوار
جنة بالـــــــثورة يتگـلت *** بالــغ جمو من يوم الـثار
مافـرط فالعـــهد وثبت *** عنـو حاشى ماهو غدار
للعهــد ولا فت استـكملت *** يــــانا حق امانة لبرار
اللي فـت إلـين اتعهدت *** باتوديها والزمن حـار
متن سيارة دفع رباعي عابرة للصحراء تركنا خلفنا الرابوني بكل تفاصيله وإن كان بشق الانفس وكأنه يرفض الخروج منه او الدخول اليه، لكن أحلامنا في عناق الجزء المحرر من الجمهورية الصحراوية، مهد البطولات والامجاد كانت اقوى وأشد من وعثاء السفر ونقاط التفتيش والعبور التي لم تبخل علينا في ايقاظ الشعور والاحساس بقيمة الحرية والكرامة والاستقلال.
يمضي الوقت بسرعة وكنا قد استيقظنا باكرا، لكننا لم نودع اخر نقاط التغطية (موبيليس) الا بعد الزوال بساعات، لاسباب لن تخفى على كل من اراد السفر نحو مجد الاجداد والمقاتيلين البواسل ومقابر الشهداء، بعد عبورنا الجمارك والتخلي عن الطريق المعبد، مررنا بارض قاحلة جافة تملؤها السباخ المالحة واخيلة السراب وابخرة الصهد المنبعث من الصخور تحت اشعة الشمس الحارقة، ساعات بعدها وجدنا انفسنا في ارض افضل حال من تلك التي كاد وجهها العبوس يقتلنا، انها بئر لحلو المحررة، اعددنا الشاي باحد بيوت الراحة داخل السوق المعروفة بالمرسى عند المارة خاصة البدو وعشاق السفر والترحال.وانت تقترب من دخول منطقة امهيريز المحررة ينتابك شعور الفرح وانت تتنفس هواء عذريا خاليا من التلوث، وتتذوق طعم حياة البداوة الترحال في ضيافة عادات الكرم وحسن الضيافة التي تميز سكان الارياف.
واصلنا التقدم داخل المناطق المحررة والمسافات تطوى حتى دخلنا منطقة امهيريز الرطبة وهي تعيش ربيعها مثل زهرة جميلة اخذت في التفتح وهي تنعم بالدفء المنبعث من قمم جبال ارغيوة الشاهقة التي تحير الالباب في صنع الخالق، تزيد جمالا كلما لمحت قطعان الغنم والابل المنتشرة في السهول والاودية، وتناثر الخيم والبيوت الطينية على ضفاف واد امهيريز شمالا وجنوبا بفضل سواعد سكان اختاروا احياء الارض الطاهرة، تدفعهم قوة الحق عسى أن يجدوا اذانا صاغية تنصفهم في الدفاع عن قضيتهم العادلة، يشدهم الحنين الى الوطن المحتل اكثر كلما تدفقت المياه مع مجاريها نحو واد الساقية الحمراء الذي تصب فيه معظم اودية زمور في تحدي للطبيعة فريد لكل محاولات الاحتلال في تقسيم الارض واحزمته الدفاعية التي قسمت الارض والشعب، وكان المياه تعيد تجربة تسلل المقاتل الصحراوي سنوات الحرب وعبوره للاحزمة الدفاعية التي تبقى شاهدا حيا على جبن وهزائم الاستعمار.
امهيريز موطن الهوية والانتماء كغيرها من التراب الوطني تشق طريقها في زمن التيه نحو نظرة مستقبلية معمرة للتراب المحرر رغم الوعود الفارغة في التعمير، واتخاذه شعارا في المناسبات لا واقعا عمليا على الارض، لكن الشعور الوطني و الحس الثوري الدفين بالانتماء والاعتزاز بما تم تحريره عن المواطن الصحراوي المقيم في تلك المناطق يتحدى الصعاب لوحده، رغم التحديات الكثيرة التي تواجهه.
في الصباح الباكر وبعد ليل جميل مفعم بكل معاني الحرية رفقة احد سكان امهيريز المضيافة، وجدنا انفسنا بين اشجار الطلح الكثيف التي تملاء وادها الفسيح وكأنها تشكو عنفوان السيل المتجلي في جرف الحجارة والاشجار، وصيحات الطيور المتضامنة مع اهل الحق والتي نقبطها نحن البشر على حريتها وهي تسافر كيف ما تشاء بين ضفتي جدار الموت بعيدا عن حقول الالغام والاحزمة وعساكر الاحتلال التي تدنس الارض الطاهرة.
اخذنا نتجول في سوق المنطقة الصغير المنتظم على تلة مرتفعة قليلا، يتوفر على كل حاجيات السكان الضرورية وغيرها كالخضر والتمور والالبان واللحوم الشهية المذاق والتي تباع باقل من سعر المخيمات، ورغم ذلك الا ان بعض التجار يشكو صعوبة التوفير من المخيمات في ظل معاناة الترخيص ونذرة المحروقات وصعوبة الحصول على ما يتم توزيعه منها، وإذا نظرنا الى الكمية المخصصة لتلك المنطقة فإنها تفوق حاجيات المواطنين هناك، لكن الواقع عكس ذلك فالمواطن لايصله الا القليل من النصيب المخصص له وبصعوبة كبيرة، بسبب عمليات الغش الكثيرة التي شابت الخطة الوطنية لتوزيع المحروقات والتي تشرف عليها وزارة الداخلية بالتعاون مع النواحي العسكرية. ونحن نتجول في السوق ونتبادل اطراف الحديث مع بعض التجار الطيبين، سمعنا صوت الحق يؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح، اتجهنا الى مصدر الاذان وإذا بمسجد صغير كتب عليه إسم "سيد البشير ولد المحجوب"، وهو الولي الصالح الزاهد الذي بنى أول بيت لله بتلك المنطقة، بحسب روايات السكان هناك فكان الاحق بتسمية أول مسجد عليه .
في المساء ذهبنا مع مضيفنا في جولة قادتنا الى مدرسة التعليم التي تقابل قلعة القيادة العسكرية، مدرسة على ضعف حالها تفتح فضاء ما كان ليحلم به اطفال البادية، ورغم الصعوبات التي يعيشها المشرفون على المدرسة الا ان الاطفال تراهم في كل صباح يتجهون إليها بكل عزيمة ورغبة في التحصيل الدراسي غير مبالين بمخاطر الاودية والمسافات التي يقطعونها يوميا في سبيل طلب العلم، وهنا يدرسون القرآن الكريم ونفس المنهج الدراسي المعتمد في المدارس بالمخيمات.
غير بعيد من المدرسة يتربع مستشفى مجهز بكل الوسائل الضرورية لعلاج المرضى والحالات المستعجلة يسهر عليه مقاتلون من الناحية العسكرية التي لا تبخل على سكان المنطقة في تقديم يد العون في كل ما يحتاجونه.
وفي جولة قادتنا الى تفقد احوال ارغيوة وخبر اغوارها من قلب جبالها الشامخة التي لم تخضع لسيطرة قوى الاستعمار عبر التاريخ حسب ما قيل لنا هناك، وجدناها تعج بالمناظر الخلابة وبرك المياه ومواقع أثرية ذات قيمة إنسانية تاريخية وحضارية والتي تعد كنوز فنية رائعة لاتعوض بثمن ضاعت مع كل الاسف وتعرض الكثير منها الى التخريب وربما النهب بعد ان اصبحت وجهة لكل من هب ودب، على غرار تلك الرسومات الاثرية الرائعة التي لحقها التخريب بعد ان كتب فوقها ذكريات واسماء طلبة كانوا قد حظيوا بزيارتها لكنهم لم يستحضروا قيمة تلك المعالم الاثرية، حالهم كحال الجهة الوصية عن ذلك الكنز التاريخي الذي يجب ان تعمل على حمايته وإدراجه ضمن التراث الانساني العالمي الذي أقر العالم حمايته سنة 1972 في اتفاقية منظمة اليونيسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي.هذه الاثار التي تعود الى الاف السنين، تحكي عن تعاقب البشر على هذه الارض، وتعتبر منطقة الركيز من المعالم الاثرية التي تحتفظ بذاكرة تمتد لقرون تؤرخ عبر الرسومات والاشكال المنقوشة على احجارها، كما ان التمعن في الاحجار الصغيرة التي تحمل اشكال كائنات البحر علاقة غريبة بين المنطقة الصحراوية والبحر.كما ان المنطقة كانت مشهورة بالكثير من الحيوانات والطيور قبل ان تنقرض بسبب الحرب المدمرة، وما لم تذهب به رياح الحرب العاتية، يتربص به اليوم امراء الخليج الذين يتعاقبون سنويا لصيد طائر لحبار الذي لاتزال منه بقية تأبى الانقراض شأنها شان بعض الارانب البرية وبعض الطيور والحيوانات والزواحف كالافاعي والضببة.
وغير بعيد عن وجه امهيريز المدني الاخذ في التطور، ترابط الناحية العسكرية الرابعة عبر وحداتها العسكرية.
وانت تتجول تلك المناطق المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يحز في نفسك التقاعس الرسمي عن اعمار جزء محرر من ترابنا الوطني، وتعثر مشاريع الاعمار التي من شأنها ان تساعد السكان على التغلب على الاكراهات التي يواجهونها يوميا في تلك الصحاري الشاسعة، وغياب المرافق الحيوية التي تغطي حاجيات السكان وحفر ابار المياه هناك ومساعدة السكان بالاعلاف والمحروقات والمواد الضرورية.
وانت تغادر منطقة امهيريز المحررة لابد ان تتذكر تلك المناظر والمشاهد المطبوعة في الذاكرة واثرها في النفس، والتي لن تغيب عنا شمس نهار على أمل ان نحظى بزيارتها
في مناسبة اخرى، ورن صوت الشاعر الكبير الزعيم ولد علال يشدو رائعته العجسدية:
عريض الكرفة وأفشـال *** فيـهم دار انا وأنـا دار
فلباط ارغيوة فجلال ***اﯕرونة للدلال اوكـار
ريت الحرب الشـينة وبـعدت *** لحباب ولهل ولاجي عدت
وا تكــرفصت ا گبــالة وازهدت *** فالحيـاة وريت التكسار
لمحالي فترابي أرفدت ***ســـمرها وأ رفـتتــدت التفجار
واتحملت القذ يف وبـت *** سهــران الليل اكمل وا گطار
دمعي ما وگــف ماسكنت *** دمعة فالعـينين وغبـــار
القصف اعلي ّ واتمكنـت *** گــدام الطـيارولـيشار
ما طيت أراز ولا لينت *** فيها لكلام ولختـيار
ما مـــزريـــتو عنها وادفنت *** فيها بيـدى كم من أحوار
جنة بالـــــــثورة يتگـلت *** بالــغ جمو من يوم الـثار
مافـرط فالعـــهد وثبت *** عنـو حاشى ماهو غدار
للعهــد ولا فت استـكملت *** يــــانا حق امانة لبرار
اللي فـت إلـين اتعهدت *** باتوديها والزمن حـار