-->

الرباط وعنتريات ابريل.

المتتبع للسردية الصحفية المغربية يدرك أنها امتطت صهوة حصان ابريل , عن وعي
أو غير وعي سرجت حصان الفاتح من ابريل قبل الاوان ، ليس فقط في تفاصيلها المسربة حول موقف الامم المتحدة من قضية الصحراء الغربية فحسب , بل أيضا في إطار الترويج لتنازلات الجبهة الشعبية , وكأنها هي التي خضعت للضغوطات وللعزلة الدولية جراء مواجهة المجتمع الدولي بالتعنت والاستصغار , فلنضع جانبا نظرية المؤامرة هاته ، ونقيل نزعة الدعاية المغربية الرسمية وغير الرسمية لأنهما تتطابقان في التسويق نفسه , ونحاول برؤية موضوعية الاحاطة بحيثيات الوضع القائم .
فحين نستقرئ ردود الفعل بعد مكالمة ملك الرباط مع الامين العام الاممي , وزيارته غير الرسمية لباريس ندرك إلى أي درجة لا تقبل الريب أن وسائل الإعلام المغربية مثلت أكبر مساحة لهذه المغالطات ولطابعها المعادي للمصداقية عبر جواد الفاتح من ابريل , فضلا عن تبعات ذلك التجييش لمشاعر الشعب المغربي وعدم وضع في الاعتبار ردة الفعل , والتأثر والصدمة والخوف على المستقبل من رواج المغالطات في سوق الاعلام المغربي على الصعيدين النفسي والأيديولوجي , لتصبح الإثارة والتحريض والتأجيج في محلات ابريل , وتغدو الأذهان مفتوحة على مصراعيها ليصير الحس النقدي غائبا عن ساحة النزال
ففي مثل هذا الوقت من كل سنة تبدو المملكة المغربية بإعلامها وسياسييها مغمورة بالتنقيب عن أي زور ، كي تمنحه هالة اعلامية معتبرة استفزاز الصحراويين بالادعاء أنها تسجل عليهم نقاطا , أو أنهم بدأوا في التنازل دون ثمن هو الطريق الأسهل مما يضمن لإنتاجها الكاسد سوقا تبث من خلاله سموم دعايتها , وما يكاد يمضي شهر أبريل حتى تعود المغالطات المغربية الى جحورها وتنوم مغناطيسيا على أحجية من حكايات بابا نويل المغرب .
طبعا من السهل استثارة العقل في فحوى مكالمة الامين العام الاممي , ومن السهل كذلك استقراء نتائج زيارة ملك الرباط غير الرسمية لباريس , والشيء نفسه بالنسبة لملف المساعدات الانسانية للاجئين الصحراويين , ليتأكد الجميع أن عنتريات الحقد والانتقام والضغينة المغربية هي التي يصفق لها الاعلام المغربي بيد واحدة ويجدها وحدها وجيهة , وليس ذلك بالغريب بالنسبة لنظام يمتهن الكذب ويتسلق الابراج العاجية بالضحك على شعبه .
ومع ذلك فلا يعني هذا رضوخا أو قبولا من الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي بأي دعاية ساذجة, بل ما فتئت الدبلوماسية الصحراوية , تميط القناع عن حقيقة التناقض المغربي ،وتسعى لابطال مفعول الانتصارات الوهمية, عبر تمييع موقف المنتظم الدولي من قضيتنا الوطنية كقضية تصفية استعمار تحتفظ بخصوصية التصفية , ويجب أن تترك لقرارات خارقة ولمواقف ولتضحيات هائلة من أجل فرض خيارات الشعب الصحراوي , وذلك ما نتطلع اليه في جلسة مجلس الامن الدولي لأنه يشكل التزاما امميا ’ ونحن لا زلنا نجنح للسلم حقنا للدماء وصونا لأرواح ابناء المغرب العربي الكبير , واذا تمادت الرباط في عنادها ومعاكسة الحلول بمزيد من الاضاليل فلن تبقى الايدي مكتوفة , والرهان الصحراوي لن يكون ضيقا بالنسبة لقضية غير مطروحة للتنازلات والتأويلات القاصرة.

بقلم : عالي احبابي ـ مدير اسبوعية الصحراء الحرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *