-->

دور الطلبة في صون مكسب الوحدة الوطنية

ان اعلان الوحدة الوطنية الذي يصادف الثاني عشر اكتوبر من كل سنة يعتبر من بين
الاحداث التاريخية الهامة التي يوج بها تاريخ شعبنا الحافل بالانجازات رغم ما صاحب المرحلة من ضعف و تخلف سياسي وعدمية في التوجه لدى غالبية ابناء هذا الشعب ,بحيث شكل الحدث منعرجا مهما في مسيرة الكفاح الوطني الصحراوي فالوحدة الوطنية و ما تحمله من دلالات شكلت السخرة المنيعة التي تحطمت عليها كل تلك المؤامرات و دسائس العدو و من اراد بالشعب الصحراوي سؤ ,فقد جاء الاعلان عنها باجماع كافة الشعب الصحراوي بحيث يعتبر الكثيرين ذلك الانجاز بمعجزة القرن اين اجمع الصحراويين على اعلان الوحدة الوطنية و وحدة الشعب و التفافه حول ممثله الشرعي و الوحيد جبهة البوليساريو ,فشكل الاعلان في حد ذاته معركة حقيقية لا نهاية لها و لا خيار فيها غير الانتصار فكان سلاح الصحراويين فيها وحدة الكلمة و الاتجاه و قالوا للعالم اجمع و في يوم تاريخي ان لا بديل عن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب كإطار تنظيمي يجمع جميع الصحراويين و يناضلون من خلاله في مختلف مكونات الجسم الوطني حاضرا و في خضم معركة التحرير الوطني من اجل ان لا تكون سيادة على الصحراويين مثل ما كانوا و سيظلون كذلك ,الحدث جاء في ظروف اقليمية كان الشعب الصحراوي فيها هو الضحية بحيث صعد كل من جيران الشمال و الجنوب مطالبهم السياسية بل قدموا ذلك الى محكمة العدل الدولية في خطوة استفزاية اعتبرتها البوليساريو في ما بعد ,فلم يكن من خيار لرائدة كفاح الشعب الصحراوي سوا ادخول في اتصالات مع الصحراويين لعقد ملتقى عين بنتيلي ليتمخض عن ذلك اعلان عين بنتيلي و الذي شكل الدستور الفكري للشعب الصحراوي لتصهر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب على ضمانه و صيانته فهي الوعاء الجامع لكل الصحراويين مع احقية الاختلاف فهي ليست حزب بلون ايديولجي معين او عقائدي محدد بل تجمع كل الصحراويين المطالبين بالاستقلال و الذين يناضلون من اجله.
الوحدة الوطنية و البوليساريو عنصران متلازمان في مسيرة كفاح الشعب الصحراوي فلم يكن للجبهة ان تحقق انتصار بدون وحدة الشعب الصحراوي و كل ما اراد العدو ضرب استقرار الصحراويين و تشويه كفاحهم و وحدتهم الا و استهدف الجبهة و العكس صحيح فبعد ان ذاق مرارة تحركات الجبهة الشعبية و هي في بدايات تأسيسها و قلة امكانياتها سارع المخزن المغربي الى استهداف الصحراويين و وحدتهم ,و هو يدرك تماما ان السبيل الوحيد لذلك هو استهداف الصف الصحراوي , و قد باءت كل تلك المحاولات بالفشل انطلاقا من مسلسل التسوية الى يومنا هذا, لقد اعطا الشعب الصحراوي خلال الاربعون سنة المنصرمة مثالا تاريخيا في وحدة الهدف و ذلك تحت راية البوليساريو ,و هو ما دفع بالمخزن و من خلال مخابراته السرية الى البحث عن ثقراة قد تحصل في حالة ما وجد غياب التواصل بين الاجيال,فهل اذا سينجح الاحتلال في النيل من جيل اليوم بعد ما فشل في ذلك بالامس|؟
الحديث عن دور الطلبة في صون مكسب الوحدة الوطنية و تعزيزه هو بالاساس الصمود في وجهه سياسات المخزن بكل انواعها و التي تستهدف الاهداف السامية للجبهة
لا يختلف اثنان ان المحاولات المتكررة للمخزن من اجل استهداف الجسم الطلابي بمختلف تواجداته ستظل قائمة ما دام الجسم يسير في نفس الاتجاه الذي رستمه الجبهة الشعبية ,و هو ما يرشح تصاعد السياسات المغربية الرامية الى احداث شرخ في الصف الطلابي يوم تلو الاخر, و تأخذ الشريحة الطلابية في الماطق المحتلة و الجامعات المغربية حصة الاسد من تلك المخططات المخزنية فلا يمر يوم الى يواجه فيه ابطالنا هناك لون جديد و باسلوب مستجد و بطرق مختلفة ففي بعض الاحيان يصطنع العدو الدسائس و يتجسس و في البعض الاخر يهدد بالفصل من مواصلة الدراسة بل و يتجراء على ذلك اما التعذيب فحدث و لا حرج و التهديد اصبح قصة مألوفة لديهم هناك,اما الاسلوب الذي لن يتخلى عنه المخزن قيد انملة هو احداث صراع فكري بين الشريحة التي اصبحت تريقه بالوقفات في الحرم الجامعي بل و حتى داخل قاعات المحاضرات, اما عرض التوظيف و الاموال فهي اول تلك الخطوات, الا ان الرفاق هناك يدركون تماما ان فداء الوطن هو في حد ذاته تضحية و أن لا مساومة في مشروع الشعب الصحراوي ,ففي كل لحظة تصلنا التباشير بانتصار هناك .
يواجه الاحتلال ساحات طلابية عديدة اخرى و يسعى الى اسغلال ذلك الاختلاف فنجده مثالا يستغل ساحة اوروبا اين تتواجد شريحة طلابية كبيرة هناك من خلال تشويه الجبهة و تغزيم الدور الطلائعي لها و انجازاتها كما تعمل كذلك على افساد شبكة العلاقات التي تربط الطلبة هناك و المجتمع المدني الاوروبي ,اما توفير المال فهو الوسيلة التي يعيد المخزن الكر بها الا ان سياسة شراء الذمم لم ولن تفلح هناك فلنا في مظاهرات ضواحي باريس الاخيرة اكبردليل على ذلك بحيث كانت من تنظيم رابطة الشباب و الطلبة و اختلطت بذلك حساباته بعد ما ظن ان الطلبة الصحراويين هناك مثل بائعي المواقف من قصر الاليزيه ,رابطة الطلبة و الشباب في اسبانيا هي الاخرى كانت في مواجهة وجها لوجه مع المخزن و مخططاته و عملائه بحيث في كل مرة تفلح المجموعة الطلابية هناك في اختراق خيوط الحكاية التي تحكمها روابط الجغرافيا مع الجنوب الاسباني فأصبحت الرابطة هناك خير سفير للقضية الوطنية , اما الساحة الطلابية في الجزائر فهي من اكبر الساحات الطلابية و نجد بذلك المخزن يتسلل اليها من خلال الشبكة العنكبوتية وراء اسماء مستعارة من اجل خلط الاوراق و تمييع الساحة كما يقوم بتنويم مغناطيسي للبعض و هو ما يجب ان نبطل مفعوله.
أن وحدة الصف و وحدة الافكار و التصورات كلها تجليات لابعاد الوحدة الوطنية و معانيها و ما يجسده الطلبة الصحراويين اليوم من فعل وطني دليل قاطع على فشل كل تلك السياسات المخزنية الرامية الى تشتيت الصحراويين و انتزاع تمثيلية البوليسارية لهم , ولكن يجب ان يدرك العدو المغربي ان ما يصبو اليه صعب المنال.
ما اريد ان نصل اليه هو تعزيز ذلك المكسب التاريخي من خلال التصدي الى كل تلك السياسات و المخططات و ذلك في حد ذاته هو صون الوحدة الوطنية وذلك يكمن في التمسك بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب و استنفار كل الساحات الطلابية ,كما لا يجب ان نقفل او نتناسى ان عدونا الاول و الاخير هو المملكة المغربية وانها لن تريد لنا خيرا او استقرار .
تحية تقدير و عرفان لجميع الساحات الطلابية من الجزائر الى جميع تواجدات الجسم الطلابي في المناطق المحتلة و اوروبا و كوبا و امريكا .
بقلم: كبادة حمد السيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *