-->

الرغبة في التغيير:بين الرفض والتأييد

أفادت معظم التجارب السياسية وحتى الدينية السابقة أن التحرك إلى الأمام لا يتم فقط
برغبة من يحكم بل بالضرورة بإرادة وغيرة من الجماهير الشعبية الواعية والرافضة لسياسة تغييبها عن كتابة مصيرها الذي حددته بكل وعي ومسؤولية بعد سلسلة تجارب مريرة .
فمن الخطأ جدا اليوم،عدم الأخذ بالحسبان مدى خطورة الرسائل التي بدأ يبعث بها المجتمع، من الشارع عبر الإحتجاج السياسي والإجتماعي، ذات الصبغة الوطنية وتجاهلها أو مهاجمتها خاصة أن التجربة الوطنية المحلية هنا وهناك قد أفرزت نخبة مختلفة من الوطنيين،المخلصين،لا تغفر الأخطاء ولا تتسامح مع أهلها، ولا تنحني إلا لله ثم ضميرها الوطني،وكثيرا ما عانت هذه النخب المغيبة من عملية إحتراق داخلي لمعرفتها المسبقة بمدى خطورة ماكان يجري دون إمتلاكها القدرة على قطع شهوة الفساد، فآثرت الصمت والإنزواء تجنبا للمواجهة، بل وتركت الأمور تسير كما يشتهي النظام الذي وفر مظلة أمنية وأخرى قضائية، ضمن من خلالهما هيمنة مطلقة لسلطته التنفيذية، مكرسا بذالك سياسة المنطق الجائر القاضي بمغايضة الناس على حقوقهم بالخبز والمخاوف الأمنية، ليظل هذا الأمر مربحا بالنسبة إليه، ويستمر معه حتى اليوم !!.
سياسيا، ليست هناك ثمة خيارات أخرى مفتوحة أمام النخب السياسية التي حاصرها الواقع بصعوباته وتحدياته المختلفة،سوى البدء في تبديد ثقافة التشكيك في أهمية التغيير عبر إجراء مراجعات جذرية خاصة بعد أن تأكد للبادي والعادي خروج السلطات المعينة، أو المنتخبة عن حدود أدوارها، فصارت لا تملك رؤية واضحة تقرب الناس من الهدف، بل وغير قادرة على إنتاجها.
كل المعطيات الميدانية إجتمعت لتشير إلى أن التغيير قفز من خيار ليتحول إلى مصير لا مفر منه، وليس كحتمية بيولوجية، بل لأن الزمان سيجود حتما بمن ينقذ الثورة ليعيدها إلى نفسها، وإن حسنت النوايا، فإن هذا التغيير سيتم في إطار رؤى وتصورات واعية ومحسوبة، هدفها الإستقواء بإرادة الجماهير اللأنتصار على قوى الشر والفساد الساعية في توريث النظام لمن هم يحملون “الفكر” نفسه، على أن يبقى المشروع الوطني هو أساس بل مرجع لكل مانسعى إليه من تغيير، ونصبوا إليه من مراجعة.
أظن أن أى تفكير آخرسيبقى خارج الإطار لبعده وإبتعاده عن الواقع، بل ومضيعة للجهد والوقت الذي من مظاهره اليومية المهرجانات والندوات والخطابات الإلهائية التي تستعمل الحيل والخداع التي لم تعد تنطوي حتى على المولعين بالسرك ، ولو كانوا أطفالا!!.
بقلم : ازعور ابراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *