-->

الفهم الاممي / بقلم : نفعي أحمد محـمد

التلميذ الأممي الذكي احتاج أربعين سنة فقط ليأمل فـهم واقـــع حقوق الإنسان في
الصحراء الغربية على حقيقته ،فهل الوضع الانساني في النزاع الصحراوي المغربي بهذا التعقيـــد ؟ أم أن السياسة وتماهيها في ملف حقوق الإنسان هو ما أربك مـــــون وهيئته ؟ وكم من الوقت يكفي المتمدرسين لإستيعـاب الدروس على صعوبتها ، أو بالأحرى كم يمنح المعـلم لتلاميذه في الفصل التربوي من حيز لشرح مواده وإن اتاحت له الطــرائق البيداغوجية وصفات لتلقينها لثلاثة أصناف بمختلف مقدراتـــهم العقلية ؟ وكبير الأسئلة هل الان فقط تريد هيئة الدنيا أن تفــهم وقبل ذلك دخلت فصلا للدراسة دون ارادة للفهم ؟
خيط رفيع بين البلادة والفهم الأممين عمره اربعون عاما فمن لم يفهم الحقوق كيف له أن يتبين طريق المصير ؟ أم هو غباء متعمد يصل حد البلاهة ليحفظ للكوري الجنوبي ومــــــن معه الخروج بأخف الأضرار سيما وأن المباردة تعني شهادة وفـاة لمهمة روس وجهودة التي تأبى أن تتصف باليأس دون ان تحقق ما يشفع لها بأن تكتسي صبغة التقدم ؟
مسألة حقوق الإنسان معطى قديم في النزاع ، لكنه جديد الطرق حتى غدا واجهته إن لم يكن جبهته الاولى ، وعــوض أن يكون صراعا جانبيا مثلما كان الحال عليه بالأمس القريب عــــــلى الهامش أصبح محطة للحل والعرقلة معا ، فأســـباب التسوية تمر حتما عبر استتباب الوضعيتين الحقوقية والانسانية ودون ذلك تكمن حواجز ومطبات الحل ، فالصحـــــــــراويون بقدر حاجتهم للحماية الدولية لواقعهم يخشون بالقــدر ذاته أن تتحول المعركة الأم الى أخرى أقل وقعا ، قد تحــــرز تقدما لكنها تستلزم وقتا أكبر كي يفهم العالم اذا ما احتاجت هــيـئته الأممية أربعة عقود لتظهر نية الفهم ، فكم يكفيها من الـــزمن لتفهم مليا ؟ وهل يمكلك الشعب الصحــراوي وقــــــــــتا اكثر أو بالأدق صبرا أكبر ليمنحة للهيئة الدولية لتفهم ؟ وكــــم من عذابات على الصحراويين دفعها ثمنا للفهم الاممي ؟ واذا فهموا فأين الفرق ، فهم يفهون بدقة الوضع السياسي فهل تجسد الفهم حلا؟
التقرير في بعض جوانبه لم يقتنع بأسباب استمرار النزاع دون خلاص ، فواقع اليوم غير مبرر ، إنما هل توجـــــــد مبررات مقنعة تمنع المجموعة الدولية للسعي بجـدية نحو الحل وليست الجدية المطلوبة في الحوار الثنائي ، فالجـــــدية إذا ما توفرت في الهيئة الاممية ومجلس امنها لن تحتاج المـــــــسألة جدية الطرفين ، ثم هل يعني أن ما سبق من جهود ومشاورات ومباحثات ومفاوضات لم يكن جديا ؟ أ سيحتاج بان كــي مون سنوات أخرى أو أي كان من خلفائة ليدعو الطرفين لــــحوار أكثر جدية بدلا من الحوار الجدي الــذي وردت عبـــــارته في التقرير بشكل جلي ؟ وبين العبثي والجدي والأكثر جدية مسافة زمن قد لا تقل عن ستة عقود ما دام التقـــــدم في لغة خطابات الهيئة الاممية في النزاع ترى بعين الصقر وتسير بخطى النمل وللكل أن يقرأ ما بين السطور ما يجد فيه نصرا له ، هــذا هي دباجة التقارير المتعاقبة ، لكل طرف منها نصيب .
من يعير أهمية للتقارير والقرارات الاممية ، سيجد فيه أنه كان أكثر اتزانا واعتبارا للصحراويين ، بل وسقفا لما يمكن تحقيقه لأكثر المتفائلين ، وقطعا شكل النقيض للأقل تشــــــاؤما ، فمن انطلق من العدمية أصبح شعبا قائما أيا كان تقييـــمنا لمسارات كفاحه وتحدياتها في مواجهة قوة عاتية ظالمة أشد حلـــــــفائها وطأة ومكرا من دسائسه ، غير أن صديقه الحميـــــم هو عامل الزمن والرهان عليه وضرورة صديق عدوي عدو . 
في المطلق قد يأمل من يقرأ في ما ظهر من مـضامين التقرير أن يعدل مجلس الامن الدولي بعـضا من فقراته أو يمــــررها بماحملت ،إنما أن يأتي بهذا الشـــــكل فقد وفر على المجتمعين مشادات ومداولات تغنيهم عن صداع يسكنوه بفترة تمــــــــديد جديدة قديمة للشاهد الكفــيف " المينورسو " ولتتكفل مفوضـية حقوق الإنسان من بابا التخصص المرافـعة عن الوضـــــــعية الحقوقية رغم تحفظ الصحراويين على ما تسرب خلسة ، وما أكثر تحفظ الصحراويين وما أقل المعيرين لمناشداتهم اكتراثا .
بقلم : نفعي أحمد محـمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *