-->

رحلة العلاج الى تمنتفوست تحقيق يقف على انشغالات المرضى وردود المسؤولين

الجزائر 14 ابريل 2015 (وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة) يعتبر مركز
المرضى بتمتفوست اكبر دار تأوي المرضى الصحراويين بالجزائر، وزارة الصحة تقول انها ترصد امكانيات كبيرة لضمان راحة المرضى وحالات الاجلاء التي تمر بالدار نحو الخارج، غير ان لبعض المرضى راي اخر حول الظروف التي يعانوها اثناء رحلة العلاج الطويلة والشاقة من مخيمات اللاجئين مرورا بتندوف الى الجزائر في انتظار الشفاء وطريق العودة من جديد، ومن اجل نقل الصورة بكل تجلياتها من خلال طرح تساؤلات النزلاء والمرضى على القائمين على المركز والاستفسار عن الخدمات المقدمة والنقص الذي يشوبها ومن اجل تسليط الضوء أكثر على الموضوع واستعراض آراء المواطنين ووجهة النظر الرسمية، نستضيف مدير المركز السيد محمد لمين ولد محمد لمزيدف، نستعرض معه المعاناة والانشغالات المطروحة عند بعض المرضى والنزلاء بمركز إيواء وإقامة المرضى الصحراويين بالجزائر الذي يعتبر اكبر مركز تابع لوزارة الصحة الصحراوية بالجزائر.
بداية رحلة العلاج تبدأ من الطائرة العسكرية نحو تمنتفوست
يتم إجلاء الحالات المرضية المستعصية والتي تكون خطيرة ومن دون علاج في المستشفيات بمخيمات اللاجئين وولاية تندوف الجزائرية، الى المستشفى العسكري بعين النعجة، اين يتلقون العلاج هناك على يد مختصين في مختلف المجالات وبوسائل حديثة ومتطورة، لكن رحلة العلاج هذه تكون صعبة وشاقة خاصة لبعض اللاجئين الذين لم يتعودوا على السفر والاغتراب خارج المخيمات، خاصة الحالات المرضية الخطيرة،
واصحاب الامراض المزمنة وكبار السن، والنساء الرضع، مع التماطل في اجلاء بعضهم في الوقت المناسب، وهو ما يضاعف من متاعب المرض، ويزيد من صعوبة العلاج، وهناء تبدأ فصول من المعاناة في التنقل من والى المستشفى وظروف الاقامة بالدار المخصصة للمرضى والتي تعرف بكثرة الاكتظاظ، والضجيج، حيث يفضل بعض المرضى الكراء خارجها بحثا عن الراحة وظروف أفضل بعيدا عن الازدحام والضجيج، وهو الحال مع بعض المصابين بالامراض المزمنة وحالات السرطان، فيما يقول القائمون على المركز ان الظروف مواتية للجميع وان الاكتظاظ الذي يحدث في بعض الأحيان قاهر وخارج عن نطاق قدرتهم، ويطالبون الجهات المعنية بالاسراع الى ايجاد بدائل.
وفي هذا الصدد يقول مدير المركز السيد محمد لمين ولد محمد لمزيدف بانهم بصدد فتح دار تتكون من ثلاثة طوابق امام مرضى السرطان تم تأجيرها خصيصا لهم، لعزل المصابين بالمرض الخطير، وتم تسديد مبلغ الايجار لمدة سنة، ويتوقع ان تخفف هذه الخطوة من معاناة المرضى الذين ينخرهم المرض الخبيث.
بالإضافة إلى نقاش على مستوى وزارة الصحة في إعادة فتح دار إيواء المرضى بوهران لتخفيف الضغط عن دار تمنتفوست بالجزائر، مع تسجيل ضعف التنسيق في تسفير بعض الحالات الحرجة من تندوف الى الجزائر.

ميزانية لا تلبي الحد الأدنى وتحتاج لدعم الدولة وترشيد القائمين على المركز 
تخصص وزارة الصحة العمومية الصحراوية من موازنتها السنوية التي تعرض على البرلمان ضمن الموازنة العامة للحكومة مبلغ لدار ايواء المرضى، لكن القائمين على المركز يقولون ان المبلغ المخصص الذي يستلم كفاتورة من قبل مديرية الصحة بالسفارة الصحراوية، غير كافي وانه نقص في الفترة الأخيرة وهو ما دفعهم إلى تعويض النقص من الميزانية المخصصة للتسيير، ويصرف المبلغ الاجمالي على الخدمات الاساسية للمركز والمتمثلة في النقاط التالية:
ـ الصيدلية
ـ المخبزة
ـ المحروقات
ـ إصلاح الآليات
ـ تكملة برنامج التغذية
ـ التسيير بشكل عام واحتياجات المركز
ويعمل بالمركز:مدير، ثلاثة ممرض، ثلاثة سواق، عمال نظافة، ثلاثة منسقين، يتقاضون راتب الوظيف العمومي، مع بعض التحفيز من ميزانية التسيير كون الراتب الذي يتقاضونه هزيل ولا يلبي احتياجاتهم، ويقول مدير المركز انهم يقومون بعمل يومي شاق وان الكثير من المرضى لا يراعون هذه الصعوبات وانه يشيد بتفانيهم في العمل واستمرارهم خدمة لشعبهم وقضيته.
النظافة ثقافة يجب ان تترجم في واقع الحال
يقيم بالمركز اكثر من اربعين شخص، وهو ما يجعل عملية النظافة صعبة في ظل انشغال غالبية المرافقين بخدمة المرضى، وهشاشة البناية القديمة، مع نقص ثقافة النظافة عند البعض، ويقول مدير المركز ان النظافة كانت في السابق تعتمد على العمل التطوعي للنزلاء اما اليوم يوجد ثلاثة عمال للنظافة، ولكن تبقى النظافة ثقافة تختلف من شخص لاخر نتيجة التربية.
مع ان عملية النظافة صعبة في مبنى قديم، ولا يظهر اثرها، لكن هذا لا يمنع من تكاتف الجميع.
الدواء بريق الشفاء
يقول مدير المركز انه في السابق كان هناك مبلغ محدد كسقف اعلى لشراء الدواء من العيادة التي يتعامل معها المركز، لكن اليوم لم يعد هناك سقف لشراء الادوية من الصيدلية، ما عدى الحالات التي تتجاوز الوصفات الطبية فيها مليون دج، تعد لها رسالة الى وزارة الصحة ويتم شراء الدواء للمريض
ويؤكد انه تم حل الإشكالات التي كانت موجودة في السابق في موضوع شراء الدواء.
التنسيق ومعضلة التواصل الايجابي
خلال الانشغالات التي عبر عنها بعض المرضى من ضعف التنسيق مع ادارة المستشفى والاطباء هناك، يقول مدير المركز انه يوجد ثلاثة منسقين وثلاثة سواق تحت تصرف المرضى، وان اللقاءات مع الاخوة الجزائريين في موضوع التنسيق وعلى كافة المستويات يؤكدون لنا ان اقرب مواعيد تعطى للمرضى الصحراويين، بالاضافة الى التعاطي الايجابي والسريع مع الحالات الاستعجالية.
النقل اليات معطلة واخرى لا تكفي 
يتوفر المركز على خمس اليات نقل ثلاثة منها خارج الخدمة بسبب الاعطال.
وسيارة اسعاف مخصصة للاستعجالات وحالات السرطان والتصفية،

وحافلة مرسديس لنقل المرضى يوميا الى المستشفى وبوشاوي والمطار المدني والعسكري، ونقل حالات التصفية، وحالات الامراض السرطانية التي تسكن خارج المركز.
وبحسب مدير المركز وبالرغم من الخصاص في اليات النقل إلا انه يؤكد ان موضوع النقل لا توجد فيه اي مشاكل في الوقت الراهن، كما يقول انهم يقومون بصيانة اسبوعية للاليات، ويطالب بتحسين وسائل النقل وزيادتها.
نقل المرضى في طريق العودة يخصص للمركز ستة مقاعد في كل رحلة من ثلاث رحلات في الأسبوع أيام، الأحد، الثلاثاء، الأربعاء، بمجموع 18 مقعد في الأسبوع.
وفي بعض الأحيان تزيد وتنقص مع الظروف.
اما الطائرة المدنية يخصص للمركز ثلاثة تذاكر في الشهر وهي ثابتة لا تزيد ولا تنقص.
اما حالات الوفيات فتتكفل السفارة الصحراوية بنقلهم في الطائرة المدنية، اجراءت الغسل والكفن والصندوق يتكفل بهم مستشفى عين النعجة جزاهم الله خيرا.
الحالات المرضية الخطيرة والملازمة للفراش والتي تستدعي شراء مقعد بقيمة ثلاث تذاكر، هذه الحالة بالرغم من تكلفتها الباهظة إلا اننا نحاول حجزها للحالات الخطيرة، فيما يتم نقل حالات دون ذلك في الطائرة العسكرية.

الزيارات الرسمية مفتاح لبعض الحلول ...
بالرغم من الدلالة التي تحملها الزيارات الرسمية للمسؤولين الصحراويين للمرضى، والاستماع لانشغالاتهم، ومؤازرتهم، وحل بعض الانشغالات القائمة، إلا ان مركز ايواء وإقامة المرضى الصحراويين بالجزائر يشكو من قلة الزيارات الرسمية، بالرغم من ان الجزائر محطة عبور لكل المسؤولين الصحراويين ذهابا وايابا، وهو ما يعكس مستوى العناية التي توليها القيادة الصحراوية للمرضى للاسف الشديد.
وفي موضوع الزيارات الرسمية يقول مدير المركز ان وزير الصحة قام بزيارة المركز خلال السنة الماضية اكثر من خمس مرات، رئيس الهلال الاحمر الصحراوي، الهلال الاحمر الجزائري، المواطن محمد الباني الذي قدم بعض الدعم للمركز، وفد من وزارة الصحة يضم الامين العام للوزارة وبعض المدراء المركزيين، جمعية نرويجية وتقدم مساعدات، زيارة رئيس اللجنة الاجتماعية سابقا في البرلمان السالك بابا، لجنة المعاينة
في البرلمان، سفير منظمة الصحة العالمية.
لكن خلال السنة الجارية لم تسجل اي زيارات من هذه المستويات السالفة الذكر، وفي هذا الاتجاه يناشد المرضى السلطات الصحراوية وفي مقدمتها وزارة الصحة والهلال الاحمر الصحراوي والسفارة الصحراوية بالتدخل لترميم البناية القديمة او العمل على استبدالها باخرى توفر اكثر راحة للمرضى وتحل الانشغالات التي يعانوها.
مواقف تستحق الإشادة : من لا يشكر الناس لا يشكر الله
بعث الامل في قلوب المرضى ومواساتهم في محنتهم هو من دواعي السعادة وراحة القلب، وطمأنينة النفس والضمير، وفي حال مرضى تمنتفوست هناك مبادرات انسانية وزيارات ميدانية لذوي القلوب الرحيمة للتخفيف عن المرضى ومؤازرتهم، وكان الهلال الاحمر الصحراوي السباق الى ذلك بالاضافة الى بعض المجموعات التطوعية والفروع الطلابية بالجزائر،وبعض المحسنين من اصحاب الاموال.
مدير المركز السيد محمد لمين ولد محمد لمزيدف يقول ان الهلال الاحمر الصحراوي قدم مساعدات إنسانية وسيارة اسعاف للمركز والكثير من المواد الغذائية تصل 15 طن تقريبا، وتم نقلها الى المركز، واستطاعت ان تغطي احتياجات المركز من شهر ماي 2014 الى غاية يناير 2015.
اضافة الى دعم المركز بسيارة اسعاف. 
وتم توزيع هذه المواد على عائلات المرضى، وخلال هذه الفترة لم تكن هناك اي حاجة تذكر في انتظام مسطرة تراعي الكم والنوع في التغذية منذ دعم المؤسسة ببعض المواد الغذائية كمساعدة من الهلال الأحمر الصحراوي.
منذ يناير الى الان نفذت المواد وتغير الوضع واصبحت هناك حاجة ماسة وعادت وضعية التغذية الى حالتها العادية والتي تعتمد على ما تقدمه السفارة وهو غير كافي.
ومن خلال جريدتكم نطالب الهلال الاحمر بمواصلة دعم المركز والمرضى الذين هم في امس الحاجة.
كما تبرع مواطن صحراوي بكمية معتبرة من الأغطية للمركز، ومبادرات نظافة وهدايا رمزية لمجموعات طلابية وتطوعية زارت المركز خلال السنوات الاخيرة.
وحول الانشغالات المطروحة والتي يكون حلها خارج قدرة القائمين على المركز قالوا بانها تبلغ للوزارة المعنية والسفارة بالجزائر.
خاتمة زرع البسمة ودفع اليأس رسالتنا لعمال المركز
الحياة أمل والبسمة رسالة حب ووفاء نحتاج لاشاعة ثقافتها، وغرس معانيها في نفوس الجميع، فالعمل مع المرضى من اصعب الامور في الحياة بسبب المشاهد المؤثرة والمواقف المحرجة، في بعض الاحيان، ولان الانسان جسد وروح ومشاعر تتاثر بما يراه المرء ويمر عليه من مواقف تجعلنا نقف تقديرا واجلالا لعمال القطاع الصحي، وهذا لا يمنع من تذكيرهم بجملة من رسائل الازهار التي تحتاج للغرس في نفوس الجميع، تواضع المنسقين وتاهيلهم لخدمة المرضى، وإشعارهم بانهم ليسوا وحدهم، مع تعاون الجميع وفهم الصعوبات التي يعانيها القائمون على الشأن الصحي، وصعوبة العمل اليومي تجعل الجميع يعي جسامة المسؤولية الملقاة على عواتقهم، والاحترام الذي يستحقهونه منا، مع دور السلطة في الدعم المادي والمعنوي، ومتابعة البرامج وتصويبها، وايلاء الاهتمام والعناية بالمرضى ما يحقق الصالح العام، وفي الاخير نتمنى لمرضانا الشفاء ولعمال المركز التوفيق والسداد في عملهم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *