-->

الى لجنة العمل الفرعية للخارجية والاعلام والتشريفات... رسالة مفتوحة 02

ان مجموعة الافكار والمقترحات المضمنة في المقال السابق المعنون ب ( رسالة
مفتوحة ..الى لجنة التفكير ) , تعد افكار عامة لعلها اقرب الى الوضع الراهن والجانب السياسي من لجنة العمل , والتي ليست المخاطب الوحيد بهذه الموضوعات بل هي موجهة الى الراي الوطني عموما والنخب المثقفة بشكل خاص , لكنها ايضا مقدمة للصحراويين بشكل حصري ولا يسمح لغيرهم الخوض فيها ذلك انها تمثل شانا خاصا وداخليا .
في هذه المرة سنحاول ان نتناول العمل الخارجي ادواته عيوبه واهم الامكانيات الممكنة في تطويره .
كذلك الخطاب الاعلامي ادواته , والقوالب الفنية الغائبة عنه, كما سنتطرق الى اهم الاشكاليات التي نعتقد ان منظومتنا الاعلامية تعاني منها واسباب تجاوز هذه المعيقات.
اما التشريفات ونظرا لتواضع معلوماتي عنها فسأكتفي بمقترحات بسيطة اعتقد انها تعطي هذا القطاع دورا اكثر حيوية.
01- العمل الدبلوماسي: ان المكاسب الكبيرة المحققة على هذا الصعيد واقع لا يمكن تجاوزه خاصة اذا اعتمدنا تقنية مقارنة اللحظة التاريخية التي نكتب فيها وعام 2013 مثلا او اية سنة اخرى ذلك ان مستوى المواقف ونسبة اختراق المواقع التي كانت تعد في الحياد او تلك التي تمثل خنادق تتمركز فيها دبلوماسية العد و ,تغيرت للإيجاب
خاصة امام توفر عدة محاور لتنفيذ هجمات منظمة : محور حقوق الانسان, الثروات, التظاهر السلمي, طول امد النزاع, المخدرات.
وبالمقابل ظلت دبلوماسية الاحتلال تحاول استغلال محاور موازية لعل اهمها: فزاعة الارهاب, الصراعات الداخلية, ملف المساعدات الانسانية...
لكن المتتبع للفعل الوطني على مستوى الخارج يقف على مجموعة من الملاحظات التي يمكن تفاديها لخلق اكثر تأثير:
- الاعتماد على الفعل الخارجي المجرد دون خلق اوراق ضغط تشكل بدائل او عناصر مساعدة مثل ما حدث في طريقة التعامل مع منتدى (كراس مونتانا ) في الداخلة المحتلة , فقد كان التحرك الدبلوماسي استباقي ومركزا واعطى نتائج كادت تعصف بالمنتدى ان لم نقل انها نجحت في عزله وتقزيمه, لكنه كفعل وقع, وهنا كان العمل ليكتمل لو استنفرت الارض المحتلة واصبحت المعركة على الارض في الداخلة مهما كان الفعل صغيرا يمكن ان يخلق اجواء غير ملائمة على الاقل لسياحة المشاركين.
- وجود شبه قطيعة بين الجالية الصحراوية بالخارج خاصة اسبانيا وفرنسا والجزائر, والفعل الدبلوماسي, ذلك ان تأطير واستغلال هذه الجالية وتنظيم تحركها ورصد ميزانيات لتظاهراتها من شانه ان يعطي العمل الدبلوماسي زخما اكبر.
- ان خلق الانسجام بين كافة السفراء والممثلين والمبعوثين من شانه تحقيق التواصل الدائم وتبادل المعلومات والافكار والتجارب وبالتالي تحقيق النوعية في العمل , وهو امر لطالما عكرته الصراعات السياسية غير المبررة.
- ان هذا الامر يقودنا الى مركزية الفعل الخارجي لتحقيق التكاملية و تفادي التناقض والتكرار في الخطاب الدبلوماسي وهو امر يستوجب مراجعة هياكل وصلاحيات الجهاز الخارجي , مثلا : يعد وجود عدد من الوزراء المنتدبون بعضهم اعضاء امانة وطنية, اضافة الى العمل الحقوقي الخارجي والذي قد تديره جهات وطنية اخرى كل هذا في حقيبة حكومية واحدة يعد احد اهم الاسباب التي تقوض التكامل والمركزية في العمل الخارجي, كما انه واقع لا يتيح متابعة او محاسبة شخص بعينه ( وزير الخارجية) امام البرلمان او الجهات الاعلى , وان كانت هناك تجربة سابقة فلانه لم يحدث ان وصلت الامور( الضغوطات) الى الحد الذي يدفع للتملص من المسؤوليات , لكنها تظل ثغرات وهوامش يجب التخلص منها.
- اهمية تحريك الدبلوماسيين بشكل دائم لما يحققه ذلك من توسيع لتجاربهم, وتحديث حالات الركود التي قد تعانيها مواقع معينة , كما انه يكسر الرتابة والجمود الذي قد يصيب بعض الدبلوماسيين خاصة عندما يشعرون بالإهمال والنسيان وهو امر يضر بعطائهم بشكل كبير.
- واخيرا ليس خافيا خاصة بعد التجارب المتتالية مع مجلس الامن ان التوجه بالعمل الدبلوماسي الى الدول الصناعية الكبرى والاعضاء الدائمين من خلال الجامعات ومنظمات المجتمع المدني ومحاولة التأثير في مواقف هذه الدول مهما كانت الصعوبات والتكاليف يظل اكثر من ضروري لاقتحام جرائد الفطور لدى الفاعلين في هذه الدول.
02- الاعلام: ان عدم وضوح الخطاب السياسي العام للمنظمة , والتأخر احيان كثيرة عن اصدار مواقف او تعليقات على مواضيع مستجدة داخليا او خارجيا, يمكن ان تنير الطريق للخطاب الاعلامي وتتيح لأقلام الصحفيين المدافعين عن الخطاب الوطني والمروجون له الفرصة للعمل المنسق والتفاعل السريع مع الاحداث من اجل تنوير الراي الوطني والعالمي حتى, هذا اللبس اثر في احيان عدة على التفاعل الاعلامي مع الاحداث.
- وهنا يأتي دور امانة الفروع التي يجب ان تنتج الالية الكفيلة بتأدية هذا الدور, وهو خيار اكثر عملي من تشكيل لجنة وطنية للخطاب كما يطالب البعض وكما اوصى المؤتمر الاخير, كما ان هذا يدخل في صلب اختصاص التنظيم السياسي للحركة. 
كما ان تنسيق التصريحات الرسمية سواء على الدبلوماسي او الحكومي من خلال اعتماد ناطقين رسميين باسم هذه الهيئات او تنظيم الخرجات الاعلامية حسب الحاجة ولأهداف محددة كل هذه الاجراءات تمكن حتما من ووضوح التوجه العام وتضفي على الشكل العام سمة التنظيم والمصداقية وبالتالي يمكن ان تدعم هذه الخرجات الرسمية ( تصريحات , مقابلات , تحليلات ) الرسالة الاعلامية بشكل مفيد.
- يعاني الخطاب الاعلامي كذلك من غياب احد اهم ادوار الاعلام في العصر الحالي, وهو الدور الاجتماعي الرقابي الذي يقدم للمتلقي واقع الحياة اليومية والصعوبات او الخدمات التي تتصل به بشكل مباشر بعيدا عن القضايا السياسية التي قد لا تلقى اهتمام المواطن البسيط.
- هذا القصور لا يمكن ان نستمر في محاولة احتوائه من خلال الاعلام الجواري ببساطة لأننا لسنا مؤهلين ماديا ولا بشريا لهذه الخطوة العملاقة, وبالتالي فان البحث عن اساليب اكثر حداثة مثل: اعتماد بث جلسات المجلس الوطني عبر بث داخلي يمكن ان يعزز ثقة المواطن في الاعلام الوطني كما انه يدعم قيمة المجلس الوطني ويمكن من مراقبة الدوائر الانتخابية للمثليها في البرلمان.
- كذلك يمكن ان يمتلك الاعلام الوطني القدرة على تخصيص برامج ذات طابع جواري اذا مركزنا كل الامكانيات الجهوية والتي تظل غير ذي جدوى امام ضعف مؤهلاتها الفنية والبشرية من جهة وخضوعها لرغبة السلطات الجهوية في الدعاية والظهور وهو امر طالما اضعف الاعلام الجواري وحرفه عن مقاصده في الرقابة والتثقيف والاعلام.
- في هذا الاتجاه يوجد معطا اخر جد هام يمكن ان يساعد في هذا الاتجاه خاصة اذا تم تأطيره وحمايته وتنظيمه بقوانين وتشريعات, وهو الاعلام المستقل والذي يقتصر الان على المواقع الاليكترونية نظرا لمحدودية الإمكانيات الخاصة لكنه قد يتطور في المستقبل القريب الى قنوات فضائية واذاعات.
ان الاعلام المستقل هو مستقبل الاعلام والاوسع انتشارا كما انه يملك هوامش اوسع من الاعلام الرسمي ذلك انه يعمل بالسبق والاستباق بكل اريحية دون ان تتأثر مصداقيته كثيرا , وبالتالي بالإضافة الى ادواره الهامة في الرقابة على البرامج الحكومية والمواقف السياسية يمكن كذلك ان يساهم بشكل كبير في الدعاية والدعاية المضاضة في مواجهة الاحتلال.
هذا ايضا يقودنا الى واقع الاعلام في المناطق المحتلة والذي شهد تطورا ملحوظا من حيث الجرأة, لكن الاستمرار في هذا التوجه قد يعطي نتائج عكسية من حيث تجميل صورة الاحتلال طالما يمكنه ضبط النفس والتقليل من اعتقال الصحفيين الصحراويين المجاهرين بالعمل لصالح وسائط الاعلام الرسمية وهو امر يجب ان نتنبه له بمعزل عن وطنية وشجاعة صحافياتنا وصحافينا هناك.
- عموما يظل الاعلام الوطني بحاجة الى مراجعة شاملة واعادة رسم استراتيجيات هادفة تستجيب للمتغيرات الحاصلة في هذا الميدان الهام ولعل اهمها عنصر المنافسة, والسبق , والانتشار , استراتيجيات تمكن اعلامنا من الابتعاد عن شخصنة الاحداث وتمنحه التواجد في عين الحدث عبر كافة نقاط تواجدنا الدبلوماسي في الخارج, وتمكنه من تغطية كافة الانشطة الوطنية في القواعد ونواحي جيش التحرير والاراضي المحررة ودول الجوار بكل اريحية ودون اية وصاية من اية جهات او مؤسسات وطنية يمكن ان تملي شروطها على الاعلاميين .
كما ان التفكير في خلق هياكل جديدة للإنتاج السمعي البصري قد تخرجنا من الفقر الحاصل في البرامج وتضفي على اعلامنا شكلا مقبولا لدى المتلقي وتقدم الرسالة الاعلامية والخطاب الوطني بقوالب محترفة متنوعة ثقافية , واجتماعية , وترفيهية, لائقة.
03- التشريفات: ان المعطيات المتوفرة عن هذا القطاع جد شحيحة , وهو امر يفسره قلة تناوله على مستوى الكتابات والمعالجات الاعلامية وهذا لا يعني بالضرورة تقليلا من اهمية التشريفات التي تمثل الواجهة الاولى للدولة والمجتمع بالنسبة للأجانب خاصة القادمين للمرة الاولى.
وبالتالي فان فتح مقرات التشريفات امام التعاونيات العاملة في الانتاج التقليدي والنسيج , وتحفيز الفرق الجهوية من خلال تنظيم سهرات خاصة للأجانب من شانها ان تكسر الروتين لدى الزوار وتمكن من لا يملكون الوقت منهم لأخذ صورة خاطفة , بالإضافة الى منح التعاونيات والفرق المحلية فرص لخلق علاقات صداقة واظهار انتاجها الفني والثقافي.
- كما ان تكوين مجموعات من الشابات والشبان في تقنيات الاستقبال ومراسيم التشريفات يمكن ان يطور الاداء العام لهذا القطاع ويجعله يساهم في الجهد الوطني الموجه لتشغيل الشباب.
بقلم: الدحه احمد محمود
وزارة الاعلام الشهيد الحافظ 21 يونيو 2015

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *