-->

لعبة الديمقراطية :سيف ذو حدين

الصحراء الغربية 18 يونيو 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- تبدو
الديمقراطية "موضة" لكل الفصول والعصور تتربع على عرش الزعامة تمسك باسباب المناعة باعتبارها مصدر الشرعية ومنت القانون، فقط لمن "يجيد اللعبة.."
ذلكم ان بذرة الديمقراطية وليدة ثقافة بعينها...تتطلب مناخا سياسيا واجتماعيا، والا تحولت الى دواء "مسموم"،خاصة في المجتمعات التي تنعدم فيها شروط "النضج"و ثقافة المنافسة السياسية.. فهل يمكن ان نوظف ما بها من فوائد ونتقي شرورها،خاصة وان البيئة الصحراوية قد تفتقد لبعض تلك الشروط في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر منها القضية الصحراوية..
لقد اظهرت التجارب ان الديمقراطية لعبة للكبار والصغار من "يتقن فنها ويجيد الياتها" يقهر الخصوم وينال المقاصد في كل المعارك والحروب والعكس صحيح ...
اذا كانت الانظمة خاصة السياسية منها قد وضعت الديمقراطية كنهج تستمد منه الارادة الشعبية، لكن الممارسة كانت الفيصل في مصداقية هذا التوجه من عدمه فالاختلاف في التطبيق والقدرة على تفصيل ذاك الثوب على المقاس..
منذ انهيار جدار برلين وافول نجم ما كان يعرف بالكتلة الاشتراكية مع دخول العالم موجة غير مسبوقة من التحولات السياسية والثقافية والاقتصادية مرافقة لثورة تكنولوجية رقمية اختزلته في شاشة بدل قرية، مما ولد ثورة "التطلعات" بفعل البون الشاسع بين هؤلاء والئك.. بل ولج العالم "حيص بيص" لازال لم يتبلور خاصة في مناطق بعينها ..
فكان "ربيع" المناداة بالديمقراطية "وباء قاتلا" على انظمة سياسية بعينها انظمة لم تستطع مجارة "الموضة" في نظر البعض فسقطت نتيجة عوامل منها المرئ ومنها الخفي
هنا تبرز مجموعة من الاسئلة تختزل رهانات الحاضر وتحديات المستقبل وتؤثث البيت الصحراوي وتؤطره من قبيل: - هل يمكن التوفيق بين مقتضيات معركتين في ان معا معركة تحرير وما تقتضيه من اليات الحرب وفنون القتال ومن قرار حسام وقيادة حازمة صارمة، ورهان الديمقراطية وما يتوجبه من تحرير المبادرة والمشاركة والتفتح.. فكيف نوفق بين منطقين مختلفين ... ؟
- هل يمكن الزج ب"سلاح الديمقراطية واحترام حقوق الانسان" فقط من باب مواجهة الخصم ... وغض الطرف عن غير ذلك ام ان الصورة يجب ان تكون شاملة .. وهنا يستوقنا السؤال هل اعددنا العدة لذلك في غياب ثقافة التعددية السياسية...؟
- ثم كيف يمكن صياغة خطاب سياسي في مجتمع تقليدي قائم على القبلية في تكوينه وثقافته، ما هي الانعكاسات التي قد تتولد في غياب بيئة الديمقراطية واقتصاد السوق وما الى ذلك من الشروط المرافقة..
- ايهما افضل الانتخاب ام التعيين، خاصة بالنسببة للموظفين والسلك الاداري بالنسبة للوضعية التي نمر منها والنظام السياسي والاداري الذي تبلور كتجربة قاربت 40 سنة . ؟ ؟
ذلك مجرد "غيض من فيض" ينبش ليساهم في استفزاز الراي العام عندما يقترب استحقاق من الديمقراطية سواء في انتخاب رؤساء الدوائر او بدء الحديث عن عقد المؤتمر14 لجبهة البوليساريو المزمع قبل متم السنة.
مساهمة للكاتب : السالك مفتاح في النقاش حول لجنة التفكير.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *