-->

على هامش نقاشات لجنة العمل : كيف نتجنب التداخل بين المبدأ وحامله

الصحراء الغربية 18 يونيو 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- من
الاهمية التذكير بان "معضلة"الحركات السياسية والاجتماعية، تكمن في "التداخل بين مكانة الاشخاص وقدسية المبادئ" وفي "التجسيد" وعدم التحديث في الاساليب، واغفال الوعي باهمية العامل الزمني الذي يعتبر دالة في التغيير.
وهنا تبرز جملة من الاشكالات في واقع الحركة والدولة اليوم وخلط البعض بين المبادئ وممارسات الاشخاص التي قد تنحرف عن تلك المبادئ.

الى ذلك يقول مفكر الموريتاني في كتاب صدر سنة 2004 بعنوان "مكانة الاشخاص وقدسية المبادئ" من الاهمية "الوعي بالتاريخ فذلك في نظره "يضع حدا فاصلا بين الوحي والتاريخ"
ويضيف المفكر محمد الشنقيطي ان ذلك "يضع كذلك حدا فاصلا بين المبادئ ووسائل تجسيدها التاريخية، ويفتح الباب امام تجديد الاساليب دون تحريف المبادئ ولا يتم الجمود على وسائل بعينها "
ويقول -في كتابه الذي يأخذ من سير الانبياء والصحابة نموذجا- " ان الوعي التاريخي يضع حدا فاصلا بين مكانة الأشخاص وقدسية المبادئ". ثم يوضح ان "مكانة الشخص تستمد من خدمته للمبدأ، فاذا تحول الحفاظ على تلك المكانة الى غض عن المبدأ او عدم وضوحه في ذهن الناس، فقد انحرف عن قصده."
والأسوأ في نظر المفكر الموريتاني، هو "فترة التأسيس" بالنسبة لاي مد سياسي او ديني او اجتماعي، "حيث التداخل بين المبادئ والوسائل والاشخاص، وفي الغالب ان تتحول فترة التأسيس في الاذهان الى مرحلة "تقديس" ليس للمبادئ بل لوسائل بعينها ورجال تلك المرحلة .."
جدلية المثل والمثال : فلكل إنسان يحمل صورة ذهنية يسترشد بها في حياته مركبة من ثلاثة اجزاء : - مثل اعلى في صورة مبادئ مجردة يطمح الى الالتزام بها
- مثال مجسد في صورة أشخاص استطاعوا الاقتراب من تلك المبادئ ويطمح الاقتداء بهم
-وسائل ساهمت في ذلك
لكن الاشكالية في نظر الكاتب "ان الناس ليس لديهم مستوى من التجريد يمكن من التفريق بين المبدأ وحامله ، بين المبدأ ووسائل التعبير عنه او تحقيق اهدافه .
وهنا يستوقفنا الكاتب إزاء "داء التجسيد" بالقول : نجد ذلك في" المبادئ مجسدة في أشخاص، او وسائل محددة بزمان معين".
ويقترح الكاتب ان العلاج لهكذا أمراض هو التحديث وإدخال عنصر الزمن على المبادئ والتحديث على الأساليب
ويلاحظ ان "العبرة من الخطأ والتقصير تساوي العبرة من الصواب والنهوض، بل في نظره قد قد تفوقها."

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *