-->

انحطاط المعلومة المستقلة

نسيت بعض المواقع المستقلة شعاراتها التي اختارتها منذ بداية الاعلان عن عملها
كوسيلة ذات رأي مستقل ومحايد فيختارون. مصداقية احترافية حيادية موضوعية… الخ من الشعارات الفارغة من محتواها اساسآ.
بدأت تتهاطل علينا هذه الايام عناوين غريبة نوعا ما مصحوبة بتعابير ساخرة تلفت انتباه القارئ وتجعله يكمل قراءة الخبر باحثاً عن مضمونة.
وبعيد قراءة مطلع تلك الاخبار تحس بنوع من الاحباط والتذمر من طريقة صياغة الخبر واستخفافه بعقل المتلقي البسيط الذي لا ذنب له سوى انه فضل اخذ الخبر من صحف مستقلة اوا على خير الاقل تدعي الاستقلالية في خطها التحريري وتضعها شعارأ لها.
لكنها تحت الكواليس تدار من شخصيات وازنة في الدولة والتي هي غالباً ما تكون هي التي تمدها بالمعلومات وتمولها.
صحيح انها كانت مستقلة بذاتها لكن بعد ذلك تمت استمالتها الى احدى الاطراف المتصارعة.
وبدأت تهاجم من تريد مهاجمته او على الاقل ما يريده من يعيز عليهم ويتحكم فيهم عن بعد.
فبعد ما كانت تعيب على القادة السياسيين انهم ينتهجون طريق المقولة الشهيرة القائلة اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس اصبحت هي الاخرى تحبذ الهجوم.
هاجم ثم هاجم حتى ينصاع لك الضحية، ويقومون بالرد على الإشاعات عن طريق نفس الجريدة ليتسنى لهم تسمية ذلك بمبدأ حق الرد.
ولعل الجميع قد تابع الاخبار في الايام القليلة الماضية.
والمتعلقة بالفراغ الناتج عن غياب شخص الرئيس.
وفي مقال نشر تحت عنوان رجال الرئيس يحفرون من تحته.
يتجلى ان هناك بحث في طيات الماضي الدفين لايهام الشعب الصحراوي بآن هناك أشخاص يتهافتون من اجل اقتسام الكعكة بعد الرئيس وان الرئيس غاب قوسين اوا ادنى من الموت لا سمح الله.
الا يكفي الشعب الصحراوي المشرد والمغلوب على امره الا يكفيه الصراعات التي حصلت لقادته ليأتي دور الاعلام الحر لتأجيج الخلاف والفتنة وصب الزيت على النار.
وليظهر انحيازه الواضح الى طرف معين لغاية في نفس يعقوب ضاربآ بذلك المهنية الصحفية عرض الحائط لا والف لا ما تروجون له غير موجود فبضاعتكم فاسدة ومغشووشة ولا مكان لها في السوق المحموم بالمتنافسين بل اكاد اجزم ان من يروج لهكذا افكار هو الذي يحفر من تحت الرئيس ان لم يكن انتهى من الحفر ووقع هو فيها بدل الرئيس.
لذلك اذا كنا نبحث عن صيانة المبادئ والقيم التى تأسست عليها ثورتنا المجيدة فعلينا ان نبتعد عن الحساسيات والشبهات فالقضية لا تحتاج منا نعيقآ ولا هي تحتاج منا القاء اللوم على الصراعات الداخلة والتسلي بها.
بل تحتاج الى التضامن والوحدة لصد عدو واحد الا هو المحتل المغربي الغاشم.
فكل التجارب علمتنا ان الدولة او الحركة التي توجد فيها تحزبات وإنتماءات عرقية كانت او دينية فهي لا محال دولة فاشلة وستموت وهي في الرحم.
المؤتمر الاصعب امامنا هو مسؤولية مشتركة ويستوجب منا الوحدة لا التشرذم .
وتضيع الوقت والجهد في شرعنة الوضع القائم وفيمن تكون فيه مواصفات احقيه الزعامة لا يغير ان الصحيح لا يصح يوماً.
الدولة الصحراوية خطوة ملائمة للوقت الحاضر فرغم عدم اتفاقنا مع السياسات التي ينتهجها البعض الا اننا نفضل الوحدة والاستقرار على التفرقة لا نريد للدموقراطية ان يكون فيها تفاوت بين الناس تبعا للخصوصيات الثقافية والتاريخية والاجتماعية مما قد يعود بنا الى نقطة البدء والمربع الاول.
بقلم: اباه سعيد عالي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *