-->

دروس وعبر من غزوة بدر رمز العزة وصوت النصر..

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ في مثل
هذا اليوم الـ17 رمضان في السنة الثانية من الهجرة تتجدد ذكرى غزوة بدر الكبرى.. يوم "الفرقان" حين سطّر التاريخ في ذاكرة أمجاد المسلمين صفحة ناصعة البياض، درة في مفاخر الأمة، مَعْلَم على تأييد الله لعباده المؤمنين، تاج على رؤوس أولياء الله الصالحين، لا تأتي ذكرها حتى تسكن روح المقهورين، وتطمئن نفوس المُبْتَلين، وترتفع معنويات المحبطين... إنها ذكرى غزوة بدر الكبرى.
وقعت في العام الثاني من هجرة الرسول -صل الله عليه و سلم- الموافق 13 مارس 625 م، بمنطقة بدر بين مكة و المدينة المنورة .
كانت تلك المعركة بين المسلمين بقيادة النبي محمد رسول الله –صل الله عليه و سلم- و بين المشركين من قبيلة قريش، و حلفائها من عرب بقيادة عمر بن هشام الخزيمي القريشي .
بدأت المعركة بمناوشات من قبل المسلمين لقوافل قريش، المتوجهة من الشام الى مكة بقيادة ابو سفيان ابن حرب، لكن تمكن ابا سفيان من الفرار وأرسل رسولا الى قريش يطلب منها العون والنجدة.
استجابت قريش له، و خرج المسلمون بقيادة الرسول –صل الله عليه و سلم- و لقد كان عدد المسلمين ثلاثمئة و بضعه عشر رجلا معهم فرسان و سبعين جملا، و لقد كان عدد المشركين الف رجلا و معهم مئتا فرس، أي كانوا يشكلون ثلاث اضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريبا، ورغم هذا الفرق الكبير بين اعداد الجيشين الا ان الانتصار جاء لصالح المسلمين حيث تمكن المسلمون من قتل قائد المشركين عمر بن هشام الخزيمي القريشي، وتم قتل سبعين اخرين من المشركين و تم اسر مثلهم، واستشهد من المسلمين اربعة عشر رجلا من بينهم ستة من المهاجرين و ثمانية من الانصار.
اقسم الاسود بن الخزيمى بأن يشرب من ماء بدر، فقام الرجل ليبر بقسمة، لكن قابلة الاسد حمزة بن عبد المطلب وضربه ضربة في ساقة، ومع ذلك كان الرجل مصرا على الوفاء بقسمه، وزحف على الارض ليصل الى ماء بدر، أدركه حمزة وقتله قبل ان يصل الى مراده، وكانت هذه نقطة مهمة جدا لصالح المسلمين، فليس المهم من هذا من الذي قتله؟ ولكن المهم ان هذا الحدث في اول دقيقة من المعركة، فكان هذا توفيقا كبيرا من رب العالمين، رفع معنويات المسلمين، وأحبط معنويات الكافرين.
بعد مقتل الاسود بن الخزيمى، أشتعل غيظ قريش و نهض ثلاثة من الزعماء بأنفسهم يطلبون المبارزة من ثلاثة من المسلمين، ومن قام من المشركين كانوا من عائلة واحدة هم عتبة بن ربيعة القائد القرشي الكبير، وأخوه شيبه بن ربيعة القائد القرشي الكبير ايضا ابن اخيه الوليد بن عتبة أحد فرسان قريش المشهورين، هذه المجموعة من أفضل فرسان مكة، ففي اول المعركة خرج عتبة في اول المبارزة لأنه كان مصاب بمرض الامعية.
وامام هؤلاء الثلاثة خرج ثلاثة من شباب الانصار و لكن المشركين اعترضوا قائلين " لا حاجة لنا بكم نريد ابناء عمنا ونريد قتالا قريشيا لقريشيا " .
فنادى الرسول -صل الله عليه و سلم- : قم يا عبيدة (ابن عم الرسول)، قم يا حمزة (عم الرسول )، قم يا على بن ابى طالب ( ابن عم الرسول ) .
التقت السيوف، واحتدم الصراع وارتفعت الآهات، ثم بدأت الدماء تسيل وتتساقط الاشلاء ودقائق معدودة وانتهت الجولة الاولى من الصراع مرة ثانية لصالح المسلمين.
ومن هنا بدأت المعركة الحقيقة بين المسلمين والمشركين واشتعلت المعركة، ارتفعت صيحات المسلمين بشعارهم " أحد أحد " وصليل السيوف في كل مكان، والغبار يملئ 
الارجاء.
وانتصر المسلمون انتصارا ارتفعت به معنوياتهم، وذلت به نفوس الكافرين، فقتل منهم 70 ، وأسر مثلهم، وكان على رأس القتلى أئمة الكفر؛ أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف..
وفى هذا اليوم المشهود انتهت المعركة لصالح المسلمين وكان هذا الانتصار له الفضل في رفع شأن المسلمين بين قبائل العرب وتم أثبات وجودهم، وبدأت القبائل تهاب المسلمين.

Contact Form

Name

Email *

Message *