-->

غلبنا جارتنا بمعلم المدرسة

سُئل أحد القادة العسكرين إثر إنتصار باكستان في حربها مع الهند انا ذاك قال له كيف
تغلبتم على جارتكم وجيشها يفوق ما عندكم من عدة وعددا ؟ فأجابه : ( غلبنا جارتنا بمعلم المدرسة ) . "" منقول ""
وأنطلاقا من هذا القول يتضح لنا جليا فكرة معلم الثورة الولى مصطفى السيد في إقامة الوحد الوطنية التيحظى مفهومها عند الصحراويين بجاذبية لا تقاوم قد تصل الى درجة القداسة حتى أضحينا أكثر شعب يتداول موضوع الوحدة الوطنية وتتكرر في خطابنا السياسي لتصبح ظاهرة سياسية صحراوية بامتياز. مع تثبيت أننا نتحدث عن وحدة وطنية لوطن ومواطنين تحت الاحتلال لا يتحرر ولا يتحررون إلا بالكفاح المسلح الذي كان لجبهة البوليساريو فضل السابقين في تبنيها مما أكسبها قيمة تاريخية لا تضاهى إن لم نقل أبدية.
إن الحديث عن الوحدة الوطنية وأهمية صيانتها وتعزيز مقوماتها واستمرارية مناعتها وديمومة استقرارها لابد أن يعود بنا إلى ذلك اليوم المشهود في تاريخ الشعب الصحراوي المعاصر حيث انصهرت كافة الطاقات الوطنية في يوم 12 أكتوبر من سنة 1975 في منطقة عين ينتيلي في مشهد من تنامي شعور المواطنين بقوة انتمائهم لبلدهم المستعمر واستعدادهم للدفاع عنه والتضحية من أجله في حالة غزوه وتقسيمه وهو ما تم بالفعل.
ولأن الشعب الصحراوي متلهف لانجاز الوحدة التي ناضل من أجلها ولازال وهو أمر لا يحتاج إلى برهان فقد أراد الزعماء المؤسسون الأوائل أن تكون الوحدة الوطنية هي ذلك الاتحاد السليم الذي يرمي إلى توطيد السيادة الوطنية ويسعى إلى إقامة نظام ديمقراطي ناشئ هدفه التحرر من جميع التركات بمعنى تنظيم جامع مانع واحد موحد قادر على تغيير الواقع المرفوض وتبديله بالواقع المطلوب كما حدده باني الوحدة الوطنية الشهيد الولي مصطفى السيد في معادلة شعب منظم، قادر، محترم فوق أرض وطنه.
إن الوحدة الوطنية الصحراوية هي عمل ثوري بكل المقاييس، هي صرخة قوية في وديان وجبال الساقية والوادي، هي ثورة في قلب الوطن المهدد آنذاك بالتقسيم هدفها قطع الطريق أمام الأطماع الأجنبية من جهة ونشر المحبة والألفة والتضامن بين أبناء الشعب الواحد ونبذ العنف والشقاق والخلاف ، وتنبيذ القبلية و الجهوية و البرقراطية ونشر لغة المحبة والتسامح والترابط والتكاتف حتى تحقيق انصر و الاستقلال ، لأن هذا جزء مهم من قيمنا الوطنية وهي من القيم التي يحتاجها أبناء مجتمعنا كباراً وصغاراً
ولأن مظلة الوحدة الوطنية أو المواطنة إن صح التعبير تحتم أن يمتد ظل مساواتها ليشمل الجميع دون استثناء فان العبء يتضاعف ويزداد ثقلا على من هم في موقع القيادة فالمسؤولية تقتضي وواجب أمانة الحكم يتطلب إخضاع النفس والسياسة والقادة والبنية الهيكلية لمعايير الوحدة الوطنية والمصلحة العليا في تحرير الوطن ومن يعيش عليه تحت الاحتلال أو في سجون العدو المغربي مايجعل ان نتحد من اجل الانتصار و الاستقلال التام على ارضنا الصحراء الغربية هو ما يجعلونا نبحث عن الحقيقة ونبحث عن المعرفة، وتتم تنمية الوحدة الوطنية في قلوب أبنائنا من خلال العديد من القنوات ومن أهم هذه القنوات دور المدرسة من خلال البرامج التالية:
- الكتب المدرسية : وذلك بإيراد المزيد من القصائد الوطنية ومن كلمات رجال هذا الوطن تجاه وطنهم، وإبراز منجزات هذا الوطن وزيادة استخدام بعض المفردات مثل: الوطن، الوحدة الوطنية، الانتماء الوطني في الكتب المدرسية.
- الأنشطة الطلابية: وذلك بتحديد العديد من القيم الوطنية وتفعيلها من خلال برامج النشاط السنوية من خلال المسابقات الطلابية والمسرحيات، والزيارات الميدانية
- المعلمون: يقوم المعلمون بجهود موفقة في تنمية الوحدة الوطنية في قلوب طلابنا وهي جهود طيبة ولكننا في هذه الأيام بحاجة ماسة إلى زيادة الجهودفي العمل في تنمية حب الوطن بشكل أكبر في قلوب أبناءنا وإبراز المنجزات التي حققها الوطن، وبيان دور الطلاب في محبة وطننا
وتعد وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة من أهم الأدوات المهمة والمؤثرة في تنمية الوحدة الوطنية وحب الوطن في قلوب طلابنا وذلك من خلال إعداد برامج تلفزيونية جديدة تعتمد على اختيار الرسالة المناسبة للمشاهد واختيار المادة الإعلامية المناسبة، وزيادة البرامج الحوارية التي تقوم على حوار الشباب وتوضيح دورهم في الحياة ودورهم اتجاه وطنهم، وإعداد برامج توضح الدور المطلوب من الطالب اتجاه وطنه من الناحية الأمنية والفكرية والاجتماعية هذا من اجل وحدة هذا الشعب حتى تحقيق النصر و الاستقلال ، .
ويقع على عاتق الأسرة دور كبير في تنمية الوحدة الوطنية في قلوب الأبناء منطلقين من أن الحوار من أجل الوطن.
هذه من أبرز مقومات وحدتنا الوطنية الصحراوية التي يعمل الجميع على تماسكها وإبرازها للجميع منطلقين من أهمية التعاون والتكاتف والترابط والتراحم والتلاحم بين أبناء الجسد الواحد لتحقيق الاستقلال ونصر انشاء الله 
( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).رواه البخاري ومسلم ...

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *