-->

حفيظ: عاش عظيما ورحل عظيما وسيبقى عظيما

معذرة اخي العزيز و الصديق المخلص على التأخر في كتابة هذه الاسطر و التي
اضطررت الى الذهاب الى ولاية تندوف بحثا عن الانترنت اللعينة من اجل كتابتها. فهي الاخرى خانتني كما خانني رحيلك، لكن معذرة عدت مرات لا نني لم اجد ما كتب في رثائك او بالأحرى ما اقول في الرحيل المفاجئ ، قد لا اصدق انك رحلت عني في وقت نحن في امس الحاجة اليك لكن القدر علمنا ان العظماء هم من يرحلون عن الشعوب و هي في امس الحاجة اليهم ،و ان اروع قصص الحب هي التي تنتهي برحيل احد الحبيبين عن الاخر وهما في امس الحاجة الى بعضهما ،هي الحياة و مدارسها مهما قلت لن انصفك اخي و صديقي العزيز فقد عرفتك في اماكن و ازمنة مختلفة لكن الثابت فيها حفظ الله محمد يحيا ، الانسان المبتسم الناقد بعين المنطق السليم، المفكر و المبدع لجميع الانشغالات المطروحة سواء كانت خاصة او عامة. لكن الاهم انك كنت الصديق و الاخ الناصح الموجه دائما في كل تفاصيل حياتنا سواء كانت الخاصة او المهنية النضالية ولك الفضل في توجيهنا و ثباتنا على الخط الذي سرت انت و امثالك الكثيرون عليه رغم كل الظروف الصعبة ،ذلك الخط الوطني المخلص فكنت مثالا في كل شيئ، شيخ بالمفهوم الاجتماعي البسيط. مفكر بالفهوم الفلسفي. كريم بالمفهوم البرقماتي. حنون ودود مخلص ناصع القلب بالمفهوم الانساني للعلاقات الانسانية.
والاهم انك صديق لا يمكن للإنسان بقيت في نفسه ذرة انسانية و اعطاه القدر فرصة ان يلمحك و لو للحظات الا احبك و احترمك بكل اخلاص. فبرغم فارق العمر الا انني انا و الشباب جميع الاصدقاء الذين عرفوك محمد اعلي الناجم " الرابيد" كما سميته انت محمد فاظل ،حمة المهدي ، الصالح ابراهيم ، وداد مصطفى ، مولاي احمد اليساعة "زوج حمود وزوج بوعلام" كما سميته في اخر لقاء جمعنا ، مولاي امبيريك الذين عرفوك تسابقنا في حبك و احترامك و الاعجاب بتواضعك فكنت المنكت اذا كان الموقف يحتاج تنكيت و المتحدث و الجميع ينصت في التحليل و التوجيه لنا جميع. رحلت عنا بصمت فخنتنا برحيلك ، فكان ايماننا بالقضاء و القدر هو عزانا الوحيد.

Contact Form

Name

Email *

Message *