أجواد الغربة
بعد المشاركة في أشغال الندوة الــ40 للتنسيقية الاوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي و قضيته العادلة في مدريد و بعد مشاركتي في التظاهرة السنوية هناك و ما نتج عن ذالك من تعب و إرهاق ....
هفوات بروتوكولية و أفعال ناقصة و تصرفات ليست في مستوى فاعليها تجعلكَ تنهار و تترك النتيجة مصيرها الحظ ، رجالُ و نساء تركوا كل شئ من أجل مساعدتنا في تنظيم هكذا ندوات سهرو الليالي من أجل أن تسير الامور على ما يرام فكان لهم ذالك الشرف ......
لن أنقص من جهد أيٍ كان لكنَ الحقيقة كانت واضحة أضوح فعلهم و سهرهم على نجاح الإستحقاق و واضحة أيضاً أضوح إرتباك البعض و ضعف تسييره و فساد إدارته للمهمة و تخبطها ..
إن الافعال و المظاهر التي أتسم بها مجمل الإطارات و القادة أثناء الندوة لتطرح أكثر من تساؤل تبقى إجاباتها حبيسة سياسات النظام الصحراوي و هدف تسمو إليه عقول المواطنين..
كذبة تلوى الاخرى و مواعيد فارغة و مظاهر المعرفة إن لم تكن القبلية كلام و تصريحات في غير محلها تشياخت و مشاركات لا حسيب و لا رقيب لها كل ذالك يدخل في قوانين لعبة ـ ال أي كو كو ـ مسؤولين كبار في الدولة و المنظمة وعدوني بالحديث لا أريد مطلب و لا وظيفة فقط أريد حقي في معرفة الحقيقة ، أحداث و محطات تاريخية كنت أريد الأستفسار عنها من أفواه من عايشوها من قادة المشروع لكي لا أسقط في حكايات التاريخ المزيف ، كنت و مازلت أومن بان تاريخنا هو حق لنا و ليس من حق أي كان إخفاهُ عنها ،
لعنة التكبر و العظمة عند البعض سندفع ثمنها جميعاً لاننا ببساطة لا نتعامل كما ينبقي من أجل تسليم و إستلام المشعل و تواصل آجيال الثورة على دربها ..
خرجت من مدريد بعد مأدبة عشاء حضرها إلى جانب رئيس الجمهورية قادة و مسؤولين و أغلب المشاركين في الندوة تحركت السيارة بي رفقة زملاء الثورة و أخوة العهد و رفقاء الدرب الطاهرين ،
لم أكمل تناول عشائي من صدمة الواقع و للحديث في الواقع مساحاتُ و مساحات ، كان شفائي في تلك الحظات حديثُ جانبي دار بيني و بين صحفي من وكالة الأنباء الجزائرية ...
بعد نصف ساعة في أعماق الميترو و حديث عن البنية التحتية صعدنا السيارة و سارت تلتوي بنا في شوارع الضاحية الغربية من مدريد . كنتُ متعب حقيقتاً فنمتُ على أنغام الراحلة ديمي منت آبة
كانت حالة التأهب قسوة في مدريد تعرقل سير السيارة في الطريق السيار بسبب تحرك مفارز الحرس المدني في تلك الليلة ، ما أن خرجنا من ذالك الإكتظاظ حتى زارني النوم من جديد و أنا أردد كلمات البرعي التي ينشدنا أياها سدوم ولد أيدة تغلب علي النعاس فنمت في حضن سيارة الرفيق الدافئ بعيداً عن شوك أرضية ملعب ـ ال أي كو كو ـ و عن عيون حكام لا يحكمون بالعدل
بعد ذالك بساعة من الوقت تقريباً توقف محرك السيارة فكلملني الرفيق قائلا ها نحن قد وصلنا لله الحمد ...
نزل الوفد المثقل بهموم الوطن ضيفاً على عائلة صحراوية تتخذ من إحدى قرى المملكة الإسبانية مقراً لسكناها المؤقت في ديار المهجر و منزل بحثها عن مستقبل لأبنائها الصغار ....
نظرت إلى ساعة هاتفي فإذا بها تشير إلى حدود الساعة الثالثة فجراً ، دخلنا ذالك البيت الهادي فإذا بربته تحضر صينية الشاي و مشروبات و حليب و أطباق أخرى تنتظر أصولنا بصدر رحبٍ و بابتسامة ناصعة و وجه بشوش أزال عنَي الكثير من الهموم ، لم نقيم الشاي بسبب رغبتنا في النوم و الاستراحة فكان لنا ذالك ..
عند أولئ ساعات الصبح جلس رجل في وجهه طيبُ و في حديثه طيب و في تاريخه و ذكرياته ألف طيب و طيب ، جلس يحضر الشاي بينما ربت البيت تدخل و تخرج تحضر وجبة الفطور في مظهر صحراويٍ أصيل قد لا تجده إلا في منازل أجواد أهل الصحرى ..
بادر الرجل بتحية فإذا به يعرفني من خلال العالم الإفتراضي توسع الحديث بيننا و أمتجزت السياسة بتاريخ فنزلت الجغرافيا بين كؤوس الشاي كانت بطعم تيرس لا محال ....
ترجل الرجل نحوى التاريخ في صميم حديثنا و نقل لي وقائع معركة من معارك جيش التحرير فهمس أثر جرح في وجهه الطاهر لعيني ليقول أنا الشاهد ..
جُرح الرجل الشاب حينها في تلك المعركة
يتذكر جيداً رفاقاً له في الجيش كان لي الشرف العظيم بأنني كنت أحد أفراد دفعات الشباب التي التحقت بعد ذالك بتلك الصفوف الطاهرة ..
حدثته عن ذالك المكان الذي تقاطعت فيه ذكرياتنا فزادني من شهاداته حول ذالك الزمن الجميل
تركت كل شي ذالك اليوم و أرتديت فضفاضة من لباس البيظان ( ضراعة ) و أمتطيت سهوة الراحلة في ضيافة أجــــــــواد الغربة
تقبلوا مني جميعاً أسمى آيات الاحترام و التقدير أخوكم أسلوت أمحمد سيد أحمد
