-->

عذرا سعيداني

لقد استمعنا إلى تصريحاتك نحن اصحاب القضية على الأقل بكثير من التمعن والارتباك والحيرة أحيانا وقليلا من اللامبالات نظرا أن هزاتها الأرتدادية العنيفة كادت أن تكون مدمرة لو لا أن تلك الرائحة الزكية التي تفوح من مكانك بعطر وعبق دماء الشهداء وشموخ وأصالة شعبك الشقيق ومواقف دولتك التي ماتزحزحتك لأكثر من أربعين سنة وفي ظروف مرت بها بلدك ربما أصعب من هذه بكثير. انا هنا لا أكتب لاذكرك بأن بلدك الجزائر كان سباقا حتى هذه اللحظة إلى احتضان شعب مستضعف جار عليه الجار والشقيق وتكالبت عليه القوى الاستعمارية وعنفته قلة الحيلة وذات اليد وضربته الأمراض والأوبئة والجهل في الصميم ووقف ثواره أمام قصور وأبواب وازقة زعماء الكثير من الدول خاصة العربية منها ولم يشاهدوا إلا ظهورا اديرت ليس أمامهم فقط ولكن أمام الآم وجراح شعب بأكمله فوجدنا بلدك حضنا دافئا , فأستقبلتمونا تحت ضجيج الطائرات المغربية والموريتانية والفرنسية التي قتلت وشردت ويتمت وفرقت أمام صمت رهيب للعالم بأسره هذا إن كنت لاتعلم فأسأل أولئك الرجال الذين مازال بعضهم على قيد الحياة حينما سيروا جسرا بريا من بعض المناطق في الصحراء الغربية من بينها تفاريتي تحت جنح الظلام لإغاثة آلاف العائلات المشردة والدخول بها إلى الجزائر.
 وهل نسيت كذلك حينما خاطب رئيسك الراحل هواري بومدين أمام العالم ليقول أن التاريخ لن يسامح من لايهب لنصرة حركات التحرر والشعوب المطهدة ومن بينها للتذكير الشعب الصحراوي ، وهل نسيت كذلك أننا خرجنا من خيم أهلنا أطفالا صغارا للدراسة عندكم وماتعلمنا منكم الا القيم الجميلة والرائعة لمبادئ ثورة اول نوفمبر وماشاهدنا إلا عزة وكبريا لأهل بلدنا الثاني وماحفظنا وماتغنينا إلا على أنغام نشيد شهدائكم ( نشيد قسما) لنعود لأهلنا بعد سنوات رجال أشداء منا المعلم والممرض والمسير والجندي والوزير والحاكم والمتعلق بكم حتى النخاع. وإن كنت لاتعلم أو نسيت اوتناسيت فاريد أن أخبرك أن ذاكرة شعبنا ملئية وحافلة بمواقف دولتك الشجاعة وأننا مدينين لها عبر التاريخ مع علمنا الشديد أنها ضحت وقدمت ثمنا ليس بالقليل لتظل متمسكة بكذا مواقف. نحن نعلم كذلك جيدا السيد أسعيداني أن القضية طالت وصبر الصحراويين يكاد ينفذ وجارتكم المملكة المغربية تزداد هروبا نحو المجهول وأن الجزائر أولا والجزائر ثانيا والجزائر ثالثا لكم عفوا هذا لاينقص من حقيقة أن القضية عادلة وحلها لايكمن بتاتا إلا بتقرير المصير والاستقلال وأن تواجدنا باللجوء فرض علينا ولسنا من اختاره وأننا ان كنت غافلا فنحن لاجئي قضية ولسنا لاجئي مصالح أما غير ذلك مردود عليه ولاقيمة له ونعتبره للاستهلاك الإعلامي لاغير . لتفهم أخيرا أننا عهدناك وجميع السياسين الجزائرين وأمتهم أصحاب مواقف تاريخية ستظل ثابتة وأن قضايا ومصالح الجزائر والصحراء الغربية خطأ أحمرا من يدوسه يداس عليه .
الصحفي الركيبي عبدالله

Contact Form

Name

Email *

Message *