-->

عار الملك الجار‮!‬

لا‮ ‬يدري‮ ‬العقال كيف بملك جار‮ ‬يُطلق اتهامات‮ "‬فيشينك‮" ‬لا تختلف كثيرا عن‮ "‬البارود
العرّاسي‮" ‬الذي‮ ‬يُستخدم في‮ ‬الأعراس،‮ ‬والحال أن خطابا لمحمد السادس،‮ ‬وهو دون شك الآخر وليس الأخير،‮ ‬حلقة أخرى من المسلسل المدبلج الذي‮ ‬يُنافس مسلسلات‮ "‬كاسندرا‮" ‬و"ڤوادالوبي‮" ‬وغيرها من الانتاجات السينمائية المفضوحة‮.. ‬لكنها مع ذلك دراما مبكية ومسلية‮!‬
بضعة أيام فقط،‮ ‬كانت كافية،‮ ‬ليتلوّن‮ "‬جلالته‮" ‬بألوان الطيف،‮ ‬بعد ما وجه للجزائريين رسالة‮ "‬تهنئة‮" ‬في‮ ‬الذكرى الـ61‮ ‬لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى،‮ ‬التي‮ ‬يبدو أن‮ "‬سادسهم‮" ‬يتناسى بأن هذه الثورة الجزائرية هي‮ ‬نفسها التي‮ ‬حرّرت تندوف وبشار،‮ ‬مثلهما مثل كلّ‮ ‬الولايات الـ48‮ ‬من الاستعمار الفرنسي‮ ‬الغاشم،‮ ‬ولم‮ ‬يكن ذلك إلاّ‮ ‬بالحديد والنار‮.‬
مبدأ الاحترام وحسن الجوار في‮ ‬مجلدات‮ "‬أمير المؤمنين‮"‬،‮ ‬هي‮ ‬كيل التهم وصناعة الأكاذيب والأراجيف،‮ ‬وتلفيق الدعايات المغرضة،‮ ‬ولذلك‮ ‬يُنادي‮ ‬ويُغالي‮ "‬جارنا الملك‮" ‬بخارطة افتراضية ووهمية لا‮ ‬يعترف بها لا الأولون السابقون ولا اللاحقون،‮ ‬ويُحاول‮ ‬يائسا‮ "‬تصدير‮" ‬أزماته ومشاكل الداخلية،‮ ‬إلى ما وراء الحدود الشرقية،‮ ‬المغلقة منذ‮ ‬19‮ ‬سنة‮!‬
للدنيا عجائب سبع،‮ ‬لكن‮ ‬يجب إضافة العجب الثامن،‮ ‬وهو‮ "‬دفاع‮" ‬المخزن عن أرض جزائرية أب عن جد،‮ ‬والتوهّم بكلّ‮ ‬عيب وعار،‮ ‬بواجب وحقّ‮ "‬تحريرها‮" ‬من أمها الشرعية الجزائر،‮ ‬لكنه بالمقابل،‮ ‬يتناسى ويتجاهل ويتخلى عن أرضه سبتة ومليلية التي‮ ‬تحتلها القوات الإسبانية،‮ ‬فصدقوا أو لا تصدّقوا‮!‬
لا فرق بالنسبة للجزائريين‮ "‬الفحولة‮" ‬بين تندوف وبشار وأدرار وتمنراست وتيزي‮ ‬وزو والعاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة وتبسة والمدية والمسيلة والجلفة وبجاية،‮ ‬وكلّ‮ ‬الولايات الأخرى،‮ ‬ولذلك على المخزن أن‮ "‬يحزن‮"‬،‮ ‬لأنه‮ ‬يغرّد خارج السرب،‮ ‬ولأنه‮ ‬يحلم ويتوهّم ويرى في‮ ‬يقظته كابوسا‮ ‬يعتقد واهما مخطئا أنه حلم وردي‮ ‬سيتحقق إن آجلا أم عاجلا‮!‬
من‮ "‬حرب الرمال‮" ‬إلى اليوم،‮ ‬لا‮ ‬يُريد المخزن أن‮ ‬يتعظ ويحفظ الدرس،‮ ‬ولهذا فهو‮ ‬يتآمر من الحين للآخر،‮ ‬تارة بمحاولة استغلال‮ "‬غضب‮" ‬عابر في‮ ‬تمنراست،‮ ‬بسبب المخاوف من الغاز الصخري،‮ ‬وتارة أخرى بالتخطيط لإذكاء نار الفتنة التي‮ ‬كانت مشتعلة في‮ ‬غرداية،‮ ‬وتارة بتمويل ورعاية مغني‮ "‬الماك‮" ‬لتسويق أغنية‮ "‬الانفصال‮" ‬بمنطقة القبائل المجاهدة والثورية‮!‬
لم‮ ‬يعد خافيا أن المخزن أو على الأقلّ‮ ‬أطراف فيه،‮ ‬ترعى عمليات التهريب وتسريب الحشيش نحو الجزائر،‮ ‬بطريقة لا تختلف كثيرا عن‮ "‬ضرب النحّ‮" ‬عن نشاط الإرهابيين،‮ ‬فهل بقي‮ ‬بعد كلّ‮ ‬هذا جوار وحوار أيها الملك الجار؟‮
بقلم: جمال لعلامي ـ الشروق الجزائرس

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *