-->

استقبال بوتفليقة للرئيس الصحراوي ليس ردا على تصريحات سعيداني

في اليوم الذي تم فيه توقيع أتفاق مدريد يوم 14 نوفمبر سنة 1975م، قال بومدين " أنا
أوئيد الشعب الصحراوي، لكن أريد ان يؤيده معي كل الشعب الجزائري." فما كاد بومدين ينتهي من كلمته تلك حتى خرج الشعب الجزائري أبتداء من يوم 15 نوفمبر 1975م في كل الولايات الجزائرية يوئيد الشعب الصحراوي، ورغم أن بومدين كان يريده يوما واحدا لإظهار التأئيد، لكن الشعب الجزائري بقى الشارع للتعبير عن تأئيده للشعب الصحراوي لمدة أسبوع كامل.. اليوم 22 نوفمبر كان هو أخر أيام أسبوع تأئيد الشعب الجزائري للشعب الصحراوي سنة 1975م، وبهذا تكون مرت أربعون سنة على يوم التأئيد ذاك.. لكن إذا كان الكثيرون، بسبب تقدم الزمن إلى الأمام، قد نسوا ذلك الحدث فإن أحد صانعيه، وهو الرئيس بوتفليقة لم ينساه.. فحتى يُذكِّر به العالم، قام بأستقبال الرئيس الصحراوي، لكن لم يستقبله استقبالا عاديا أو يستقبله مثلما يستقبل رؤساء دول في العالم، بل استقبله استقبالا تاريخيا. لكن لماذا نقول أنه أستقبال تاريخي؟ ببساطة لإن الرئيس بوتفليقة، وبسبب صحته، أصبح نادرا ما يستقبل الرؤساء ولمدة طويلة، واستقباله للرئيس الصحراوي بهذه الحرارة ليس استقابلا عاديا. فعلى ما يبدو هناك الكثير مما يقوله هذا الاستقبال؛ فهذه أول مرة تقريبا يستقبل بوتفليقة ريئس دولة وهو مرفوق بكل ترسانته القوية السياسية والعسكرية: وزير الشئون الخارجية، وزير الدفاع بالنيابة، مدير الديوان، وبالتالي فالأمر أصبح كبيرا جدا.
البعض يظن أن تصريحات سعيداني الأخيرة غير المفهومة هي التي جعلت بوتفليقة يغضب ويرد عليه هذا الرد الكبير، لكن في بنود وأعراف الدبلوماسية فإن الجزائر ردت وبالثقيل في حوالي خمس مناسبات على تلك التصريحات. إذن، نضع تصريحات سعيداني الضئيلة جانبا، والتي لا تحتاج إلى أن يستقبل بوتفليقة الرئيس الصحراوي مثل هذا الاستقبال الذي لا أظن أنه حظى به رئيس دولة من قبل... فكما قلنا في البداية، بوتفليقة يريد أن يكون تخليد الذكرى الأربعين لأسبوع تضامن الشعب الجزائري مع الشعب الصحراوي حدثا بالأهمية بمكان حتى ينظر إليه العالم كله. فالآن العالم لا بد أن يبدأ بالتحليل لحدث هذا الاستقبال، وبكل تأكيد فتأثير هذا الحدث النفسي على المغرب سيكون بالغ السلبية.. فالمغرب الذي يحلم أن تتخلى الجزائر عن دعم الشعب الصحراوي سيحتاج إلى وقت طويل حتى يتقبل الصدمة ويهضم الهزة ويستفيق من هول المفاجأة.. الشيء المهم الذي يمكن أن تحبل به هذه الزيارة التاريخية هو أن الجزائر، وبمناسبة 40 سنة على تأئيدها لقضية الشعب الصحراوي، ستدشن استراتيجية جديدة في دعمها لهذه القضية العادلة، وبكل يقين فإن هذه الاستراتيجية الجديدة ستقضي بالنهاية على أوهام المغرب بحدوث تغير سلبي في سياسة الجزائر أتجاه قضية الشعب الصحراوي.. الآن، وهذا قد يكون قد بدأ منذ مدة ستلقي الجزائر بكل ثقلها في دعم الشعب الصحراوي، ومن غير المستبعد أن يطلق الرئيس بوتفليقة مشروع دعم صمود الشعب الصحراوي في اللجوء بالتوازي مع عمل دبلوماسي جبار على مستوى خارجي للتعريف بقضية الشعب الصحراوي.
Blog-sahara.blogspot.com.es

السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *