تناقض أردوغان ...!
تناقضات طيب رجب أردوغان لا تنتهي خصوصا عندما يصعد للمنبر الخطابي , فهو لا يكف عن توجيه خطاب عاطفي , محاولا الظهور على أنه المحرر الذي تنتظره الشعوب العربية من أجل تحريرها من قبضة "الأنظمة الديكتاتورية " , وهي أنظمة نختلف معها في الكثير من الأساليب التي تنهجها, ولكن هذا ليس عائقا امام كشف عورة الرئيس التركي الذي لا زال يحمل عقد نفسية اكتسبها من الماضي ويحاول تعميمها على الجميع.
فالرئيس التركي الذي لطالما وجه خطابات تستهدف عاطفة عامة الناس , أنه ضد النظام السوري ومع تحرر الشعب من قبضة هذا النظام "الديكتاتوري المجرم " حسب وصفه , وأنه مع تحرر الشعب المصري , وأنه مع تحرر كل الشعوب , ولكن كل هذه الهرطقة التي صدع أردوغان رؤوسنا بها تتوقف عند قضيتين عادلتين أساسيتين , أولهما القضية الصحراوية الذي أعلن هذا العميل الإرهابي أنه ضذها وأن تركيا لا تعترف بلبويساريو قائلا أن الصراع في الأصل هو بين المغرب والجزائر , أما الثانية فهي القضية الفلسطينية التي يدعي الرئيس السالف الذكر مساندتها وفي نفس الوقت ينسق استخباراتيا مع إسرائيل وهو ما صرح به أحد القائدة في الأجهزة الصهيونية في وقت سابق .
والذي لا شك فيه , هو الدور الذي تلعبه تركيا في دعم الإرهاب وتغذيته في سوريا والدول المجاورة لها , وهو أمر لم يعد يخفى على أحد , فكيف يعقل لدولة لها تنسيق أمني كبير مع دول غربية وعربية عميلة , كما أنها عضو في حلف أوروبي غربي أن تفوتها المجموعات الإرهابية التي تجلس في المطارات التركية في انتظار المرور إلى سوريا للقتال ونشر الفكر الظلامي الذي يريد العودة بنا عصور تجاوزها الزمن , وهي في ذلك تتشارك مع الرئيس التركي الذي لازال يحن لأفكار ظلامية قديمة في نفس الهدف .
تناقض أردوغان لا ينتهي والأكيد أنه لن ينتهي , وهو ما ظهر مؤخرا بعد إقدام القوات التركية على إسقاط طائرة روسية "قيل أنها دخلت الأجواء التركية " , ولكن السؤال المطروح على هذا العميل , هل كل طائرة أجنبية من هذا النوع تخترق الأجواء التركية يتم إسقاطها فعلا أم أن هذه المراقبة فقط على روسيا كونها لا تخدم التوجه السياسي التدميري لتركيا في سوريا ؟ وهل طائرات التجسس الأجنبية التي غطت الاجواء التركية في تجاه سوريا تم تطبيق عليها نفس العمل ؟ أم أن الأمر حلال على أمريكا واخواتها وحرام على روسيا ؟ , هذا ما يجب على المصفقين لعملية أردوغان الأخيرة الإجابة عنه .
