-->

سعداني يهدي الإعلام المغربي ذريعة من ذهب


الجزائر 15 نوفمبر2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ وجدت وسائل الإعلام المغربية ضالتها في تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الأخيرة التي أدلى بها إلى قناة "النهار" بخصوص ملف الصحراءالغربية والتصريحات الاستفزازية للعاهل المغربي تجاه الجزائر بمناسبة الذكرى الأربعين لاحتلال المغرب للصحراء الغربية. واعتبرت وسائل إعلامنظام المخزن أن هذه التصريحات تعد مؤشرا على مراجعة جزائرية لموقفها تجاه الملف.
وكان عمار سعداني، في حوار لقناة النهار، منذ أربعة أيام، وخلافا لكل المواقف سواء لدى السلطة أو أحزاب المعارضة والشارع الجزائري، قدرفض التصريح حول قضية الصحراء الغربية، قائلا: "قضية الصحراء الغربية عندي فيها ما أقول، ولابد أن نصارح فيها الشعب الجزائري، وبالتاليسيأتي يوم وأتكلم فيها"، مضيفا "لو تحدث عن القضية الصحراوية سيخرج الناس إلى الشارع". وهي التصريحات التي طرحت عدة علاماتاستفهام مازالت دون إجابة إلى حد الآن، خاصة وأنها جاءت متزامنة مع رد وزير الخارجية رمطان لعمامرة ردا على تصريحات العاهل المغربيمحمد السادس من أن التصريحات غير اللائقة والمتكررة "لن تدفع الجزائر إلى تغير موقفها من قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية اصفيةاستعمار.
في هذا السياق، أعطت تصريحات عمار سعداني مادة إعلامية خصبة وعلى طبق من ذهب للموقع الإخباري المغربي "يا بلادي" الناطق بالفرنسيةالقريب من المخزن والمعروف بمقالاته المتهجمة على الجزائر، فاعتبر تصريحات عمار سعداني "مؤشرات على مراجعة في السياسة الجزائرية تجاهالمغرب". بل وأكثر من ذلك اعتبر أن سعداني باعتباره مقرب من دوائر الحكم "مخول لإبلاغ الطبقة السياسية بذلك". وبحسب المقال، فإن تصريحسعداني بأن "التصعيد ليس في صالح المغرب ولا الجزائر".
الضالة نفسها وجدها موقع "هيسبيرس" المغربي الذي وصف تصريحات عمار سعداني بغير المعهودة، في إشارة إلى أن له رأي مخالف عن الرأيالمجمع عنه في الجزائر.
وفي انتظار رد فعل من جبهة التحرير الوطني المعرفة بموقفها التقليدي المناصر دون شرط للقضية الصحراوية باعتبارها قضية تصفية استعمار،وفي انتظار رد فعل، قد يكون غير معلن، من السلطات الجزائرية، اصدرت اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بيانا تستنكر فيهالتصريحات الاخيرة للامين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية عمار سعيداني، مؤكدة أنها تلقت "بكثير من الاستغراب التصريحات التى أدلى بهاعمار سعيدا نى، هذه التصريحات التى أتت فى شكل من الضبابية والغرابة وبدون الإفصاح عن ما هو مقصود قصد تفكيك محتواها.
وأضافت اللجنة أن هذه التصريحات تجعل سعيدانى فى خط معاد لأرضية عقيدة جبهة التحرير الوطنية التي ساندت ورافقت سبعة عشرة حركة تحريرإفريقية وغير إفريقية من أجل الاستقلال، مضيفة أن هذه التصريحات لا تكفل العدالة للشعب الصحراوى الذى يكافح من أجل استقلاله وكرامته التىيعترف له بها المجتمع الدولي فى إطار تقرير المصير وفرض اختياراته.
واعتبرت اللجنة أن "هذه التصريحات لا تشرف صاحبها فى شيء ومسؤولية جبهة التحرير الوطني لا تسمح على الإطلاق بمثل هذه المواقف التي لاتلزم إلا صاحبها وتبقى فردية فى تناقض تام مع خيارات مناضلي جبهة التحرير الوطني ودعمها اللا مشروط لنضال الشعب الصحراوى وذلك ما تعبرعنه فى كل موتمراتها ولجانها المركزية.
وفي أول ردود الفعل الصحراوية الغريبة والفريدة من نوعها استنكر النائب البرلماني الصحراوي التاقي مولاي ابراهيم التصريحات، مؤكدا أن الأمينالعام للأفلان تجاوز الخطوط الحمراء حين قال ان الشعب الجزائري سيخرج للشارع حين يعرف الحقيقة؛ وكأن موقف الجزائر محل شك وجدل فيداخل جبهة التحرير الوطني التي تعتبر أكبر قوة سياسية داعمة للشعب الصحراوي وقضيته العادلة.
ودعا النائب التاقي مولاي ابراهيم الرئس بوتفليقة باعتباره رئيس حزب جبهة التحرير الوطني الى اتخاذ إجراءات صارمة في حق سعداني الذي بدأيهدم المكاسب التاريخية والانية للافلان من خلال خرجاته التي لا تمت لأدبيات وسياسات وقرارات الحزب بصلة.
وعبر النائب عن ثقته الكبيرة في الرئيس بوتفليقة وشرفاء الحزب العتيد في سبيل محو الاثار السلبية التي خلفتها تصريحات سعيداني على نفسيةالشعب الصحراوي قيادة وشعبا الذي يرى ان الجزائر ستبقى الى الابد قلعة الثوار والأحرار في سبيل نيل حقوقهم.

المصدر:مهدي. ب صحيفة الحرية الجزائرية

Contact Form

Name

Email *

Message *