-->

إنهم يريدونها ظلامية...!

بقلم : مبارك الفهيمي
أستغرب من ما يتفوه به بعض ما يسمون أنفسهم "'شيوخا " والذين يدعون كذبــا أنهم يهدفون إلى هداية العالمين , عبر قنواتهم التي تفوح منها رائحة "البترو دولار" وأموال ال نهيان وال بغلول , فلا يبذل الشخص العاقل الذي لا يتناول النصوص والفتاوى إلا بعد أن يدورها جيدا في ذهنه ــ وهم قلة ــ جهدا في كشف التناقض الحاصل عند هؤلاء الظلاميين الذين ــ كما أشرت في عنوان المقال ــ يريدون انتشار أفكارهم الظلامية .
الظلام وتسطيح العقل والفكر العربي , هي مجموعة من بين ترسانة مخططات تهدف لها الكثير من التيارات "المتأسلمة " في العالم العربي , كما لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي تلعبه التيارات "الإسلاموية" في استغلال العامل الديني لتحقيق أهدافها السياسية في مجموعة بلدان عربية اعتمادا على نهج إخوتهم في النهج الدموي ــ الكنيسة في عهد "صكوك الغفران " ــ . 
لغة القتل والدماء هي اللغة التي يجيدها الظلاميون في مختلف مناطق تواجدهم , والوقائع التاريخية وما يحدث الان شاهد على ذلك , سواء في المنطقة المغاربية أو المشرق العربي أو الدول أوروبية , فهم لا يقبلون الاختلاف ويطبقون ما يسمونه "حد الردة " على كل فكر تنويري تقدمي وينبذون النور ويريدون الظلام .
فالكثير من المفكرين العرب تم اغتيالهم وتكفيرهم من طرف تيارات ظلامية مختلفة سواء في مصر التي تم اغتيل فيها الكاتب المصري فرج فودة وغيره ,أو في لبنان حينما قتلوا الرفيق مهدي عامل أو في تونس الذي استشهد فيها الرفيق شكري بلعيد ومحمد براهمي , وفي المغرب الذي اغتيل فيها أيت الجيد بن عيسى , والسبب الرئيسي لهذه الجرائم أنه حينما كانت حجة الظلام ضعيفة أمام الفكر التنويري التقدمي للمفكرين العرب الذين خرجوا عن المألوف , لجأ المتأسلمون إلى لغة القتل والدم لوضع حد لأقلام ثائرة قدمت الكثير والكثير للأمة والشعوب , لكن لا يعلم هؤلاء الظلاميين أنه يمكنهم قتل الجسد ولكن من الصعب عليهم قتل الفكرة .
أما في المغرب فالظلام له حكاية وحكايات ضد الأفكار التقدمية التحررية للرفاق في المغرب خصوصا من التيارات اليسارية ــ الماركسية اللينينية ــ , فالمواقع الجامعية المغربية كانت ولا زالت شاهدة على الكثير من الأحداث لا يسع المجال لسردها , فجرائم الظلاميين واستهدافهم للشباب الماركسي تتكرر دائما كما سبق لهم في السنوات السابقة ممارسة القتل في حق الكثير من اليساريين المغاربة ,خصوصا أن التيارات اليسارية المغربية لها مواقف مشرفة مساندة للشعوب المقهورة عبر العالم منها الشعب الفلسطيني والصحراوي .
من هنا نخلص لاستنتاج واحد مفاده أن الظلام والأنظمة الرجعية خرجوا من رحم واحد ,ويخدمون نفس السياسات , ويقفون ضد أي فكر علمي تنويري يقوده مفكرين الذين خلقوا من عمق المعاناة التي تعانيها الطبقات الكادحة في العالم العربي , أما الحكام و الظلاميين فيجلسون على طاولة خمر واحدة ويحتسون من نفس الكأس .
وأخيرا نختم بمقولة مهدي عامل الخالدة :
" السلطة، بالدين، تبدو مطلقة. وهي المقدسة، في الغيب وبالغيب. وهي السلطة،ُ فوق الرفض وفوق النقض، سيفها على الرقاب مسلطّ،ٌ والرقاب خاضعة،ٌ راضية. فمن تمردّ، فعلى سلطة الدين يتمرد. إذاّك يحُلَ دمهُ. حتىّ لو كان الحلاج،َ أو السهر وردي. أما ابن تيميه، أو الغزالي، أو من شابههما، فعلى التمرد والمتمردين، في كل عصر، يشهران سلاح الدين، سلاح السلطة، فيكبلان العقل، يرهبان الروح , ويئدان الجسد "

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *