القائد الشهيد الخليل سيدي أمحمد رجل أمة ووطن
الشهيد الخليل سيدي أمحمد فارس يأبى الترجل عن صهوة جياد الحق والشجاعة و الإقدام أرهق جسده الطاهر، رباطا وعملا و عطاءا و عنادا في الحق و اثباتا في المبدأ و على طريق الشهيداء
الشهيد الخليل سيدي أمحمد ذلك القيادي التاريخي البارز في الحركة والثورة الصحراوية الذي لا تنال منه الخطوب و لا الشدائد قائد شجاع وسياسي محنك من الدرجة الأولى و إنسان ذو قلب يتسع للجميع، وجهة الكريم ترتسم عليه بسمة عذبة تشير الدفاء في قلوب الناس، كان رحمه اللّٰه- مرتبطا بأرضه و شعبه ارتباطا وثيقا لا تنفك عراه عندما نكتب عن هذا القائد البطل و المفكر الصحراوي الفذ الذي امتلك من الأخلاق منظومة قيم متكاملة انعكست على سيرة حياته المليئة بالأحداث و المواقف الوطنية و الأعمال الخيرية و الإنسانية يقف القلم عاجزا عن سرد مشاعر لا يمكن أن تكتب على صورة تواريخ و محطات نضالية ،حياة حافلة با لعطاء و النضال بدأ منذ بداية العمر الذي انقضى ولم ينقطع معه ذلك العطاء والبذل، كان رحمه اللّٰه- الأب و الاخ و الصديق بكل مثلية كان الشهيد و المناضل الصلب الذي لا تثنى عزائمه كان وا سع المعرفة مستنير الفكر ذو قدرة مميزة في مخاطبة العامة و الخاصة مولده ونشاته
ولد الراحل في منطقة قليبات الفولة با الصحراء الغربية في الرابع عشر من فبراير عام1947م تقريبا و ترعرع في أسرة محافظة ، فكسب الخصال الحميدة مثل الدين و الكرم و الجود و الشهامة ظهرت عليه منذ صباه ملامح النجاب و الذكاء الخارق و قد وهبه اللّٰه ذاكرة قوية عمل في حفظ القرآن الكريم و تعليم الكتابة والقراءة إلتحق و هو في سن الشباب با العمل النضالي في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب تولى خلال مسيرته النضالية عدة مناصب تنفذية و القيادية في العمل الوطني كان آخرها امانة الفروع الرجل لم يكن دوره قاصرا على امانة الفروع بل كان عطائه ممتدا إلي كل الشرائح و المكونات السياسية و الاجتماعية في الدولة الصحراوية
القائد الشهيد الخليل سيدي أمحمد أكبر من كونه رجل حركة و جماعة وتنظيم فقط بل كان رجل أمة و وطن ، مسددا و موفقا ، كان صاحب نظرة بعيدة ثاقبة كان بحق مثالا للشخصية الوطنية المتسامحة الكفوة و الصبورة و المثابرة بل كان بنكا من الأخلاق الحميدة،أنها أخلاق منبعها مدرسة الإسلامية الطيبة التي تعطي الرجال وزنهم وللابطال قدرهم و التي يجب أن تحتذي بها الأجيال المعاصرة و القادمة عرف الناس الشهيد القائد الخليل بهدوئه و الشخص الطيب و المتواضع و البسيط مخلصا وفيا في صداقته عظيم الهمة نظبف القلب و اليد، شديد الغيرة على وطنه لا يقبل الذل والهوان لنفسه ولغيره من الناس وصدق فيه القول إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل فضع في يده السلطة ثم انظر كيف يتصرف النقاء و البساطة هي جناحي الرجل الذي يرتفع بهما عاش حياته من أجل الدولة الصحراوية و قدم لها أعز ما في سنوات عمره
خاض مع رفاقه المناضلين المرحلة الأولى و في مرحلة ما بعد الحرب واصل النضاله حتى آخر لحظة من حياته من أجل إقامة الدولة الصحراوية كان الرجل محبوبا عند رفاقه و عند كل من عرفه ، سعي جاهدا طيلة حياته في كل خير يعود على الوطن و الشعب ، كانت علاقته طيبة بكل الصحراويين كان أحد الشخصيات الوطنية العفيفة و النزيهة و ذات تاريخ ناصع ،كان رجلا صادقا في جميع مواقفه الوطنية و ما قام به من تضحيات عظيمة في سبيل وطنه وشعبه لا تعد و لاتحص ، كان له فضل كبير في إصلاح ذات البين وفض النزاعات بين الأفراد و الجماعات ، يمتاز بالكرم الفياض و إغاثة الملهوف و الوقوف الي جانب الضعيف و مساعدة المسكين و كل من عرفه في الصحراء الغربية أو موريتانيا يعرف مناقبه الحميدة
كان رحمه اللّٰه وحدويا رجل وفاق و اتفاق يسعى ديما لي إزالة الخلافات و تقريب المسافات بين القيادية الوطنية الصحراوية كان يصف ظاهرة الانقسامات بين القادة بالخطاء الاعظيم عرف عنه سعيه الدوب لوحدة الصف الوطني الصحراوي كان القائد الشهيد الخليل يدعو وينصح دئما الشباب بالعمل وفق العلم و المعرفة و متابعة حركة التاريخ بوعي وإدراك و مسولية ،والابتعاد عن ردود الأفعال و العصبية وتحكيم العقل والمنطق في كل التصرفات الحياتية و العملية
كان رحمه اللّٰه يقول الي الإمام الي الإمام في نصر غريب و كان يقول لكي يحقق الشعب الصحراوي أهدافه لا بد له من أن ينطلق من فهم واقع الشعب الصحراوي و ذلك با لتأكيد على الهوية الثنائية أي الاعتراف الكامل بكل مستحقاتها و الوطنية على كافة الأصعدة و المسويات في مرافق الدولة الصحراوية و الحياة العامة، لقد كان الشهيد القائد الخليل مدرسة وصاحب رسالة يقف كا لطود الشامخ رجل متعدد المواهب يعمل في جميع الواجهات فهو التحدث الموثر البارع و المجاهد الصدق الأمين و المناضل
الثائر و السياسي البارع ، ذو حزم ودهاء موصوف با اشجاعة و الأقدام والثبات في العهد و الوعد و المبدأ كان قائدا كبير من قادة الفكر الصحراوي و التوجيه كان مدرسة متكاملة من مدارس النضال و هب حياته كلها للوطن وكان أشد ما يحزن في نفسه التراخي في القضية الوطنية و العمل السياسي كان في كل فترات حياته مدافعا قويا با لحجة و المنطق والحكمة و الموعظة الحسنة داعيا إلي التمسك با عهد الشهداء و كان لا يهاب التهديد أو الوعيد من أي جهة مهما بلقت منزلتها و سطوتها كان رائدا من رواد الوسطية و إلاعتدال في كل شئ يكره التشدد و التعصب
كان يتضايق ممن يفرق جماعة الصحراويين و وحدتهم با فكاره المتعصبة التي لا تخدم الوطن، و كان يحب الاعتدال و الوساطية في الأمور ويرى ان تناقش الأمور على ضوء الواقع و المعطيات بما يخدم الشعب
الصحراوي كان طيب المعشر لين الجانب و قمة في التسامح مع كل من عاشره لذلك أحبو الناس كان الشهيد يتمتع بجاذبية نادرة لمن يستمع إليه كان عطائه متواصلا، عاما دون انقطاع و لم ينصرف عن النضال الوطني قط كرس حياته من أجل الدولة الصحراوية
نذكر فمايلي شذارت من النضاله الإحافل و المناصب التي تقلدها في الدولة الصحراوية، من أوئل المناضلين في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب عند تأسيسها،كان من أوئل الطلاب الصحراويين الذين انضمو الجبهة الشعبية عند تأسيسها في 1973 بزعامة الموسس الشهيد الولي مصطفى السيد تقلد الفقيد مناصب سياسة عديدة من بينها عضوا في المكتب التنفيذي قبل أن تسند إليه مهام أخر من بينها واليا على عدة ولايات و وزيرا للتعليم ووزير شؤون الارضى المحتلة و الجاليات و سفيرا با لجزائر وكان له اللأفضل في إنشاء منظومة التعليم الصحراوية الذي تعد من أهم وأفضل المكاسب في تاريخ الدولة الصحراوية و كفاحها السلح و من الراعين للمنظمات و الرواط و الاتحادات الطلابية و الشبانية الصحراوية
كان رحمه اللّٰه و على مدي الأربعين عاما من عمر الجبهة مدرسة في الإخلاص و البساطة
لقد كان الراحل الكبير و بكل بساطة رجلا بسيطا و متواضعا متفانيا في عمله ، كان رجلا محبوبا ، بشوشا و متفائلا، من حتمية النصر
هذا هو القمة القائد الشهيد الخليل سيدي أمحمد الموجه و الناصح لمن حوله، فهو موجود بما وجه و عمل، تأثر به كل من حوله لانه رجل نعم الرجال مازال بيننا و معنا بذكره الطيبة العطرة و فضائله الحميدة ومواقفه الوطنية الشجاعة، ستظل ذكراه باقية في قلوبنا تتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل و يستمدون منها معاني و قيم المحبة و الإخلاص و الوفاء للدين و الوطن و الشعب إلي أن يرث اللّٰه تعالى هذه الأرض ومن فيها لا شك أن الشعب الصحراوي خسر برحيله شخصية وطنية كبيرة وعلما من أعلام الوطن و من أكرم و أغلى رجال الصحراء الغربية با لرغم من رضانا بقضاء اللّٰه و قدره و عدل اختياره فقد رحل الشهيد الخليل حكيم الثورة الصحراوية و ملهمها الاخ الكبير و الأب و المعلم رجل المبادئ والقيم رجل المواقف القائد الحكيم اللهم أجزل له العطاء بقدر ما أعطى و بذل اللهم أنه عبدك آتاك وليس له زاد إلاتقواك، فأ بسط يا أرحم الراحمين يدك إليه و أسقه برحمتك من الرحيق المختوم و أجعله من الذين في سرر مرفوعة و نمارق مصفوفة وزارابي مبثوثة
رحم اللّٰه شهدائنا البررة وجزاهم عنا كريم الجزاء
الدولة الصحراوية حقيقية تاريخية ،أمس و اليوم و إلي الأبد
بقلم:خطاري سيديا