-->

2016م، ستكون سنة جامدة ولا جديد فيها في قضية الصحراء الغربية

لا يمكن توقع أي شيء جديد إيجابي فيما يخص قضية الصحراء الغربية سنة 2016م.
كل المؤشرات والتوقعات والتخمينات وقراءة الكف توحي أننا سنعيش سنة طويلة ورتيبة وجامدة سياسيا على مستوى دولي في الصحراء الغربية؛ بمعنى أنه لن يحدث أي جديد على الواقع الحالي الممل: الجمود الحالي لا يوجد ما يكسره أو يحدث فيه أي شرخ خلال هذه السنة الجديدة. على مستوى دولي- الأمم المتحدة- القضية تتحكم فيها، بالدرجة الأولى، الأمانة العامة للأمم المتحدة، والأمانة العامة الحالية أعنلت على الملأ، على لسان المبعوث الشخصي، فشلها التام في التوصل إلى حل، وأشارت بالأصبع واللسان إلى المغرب كمعرقل لكل الجهود التي حاولت حلحلة الوضع عن النقطة الميتة أو إخراجه من عنق الزجاجة. ولم تعلن الكتابة العامة فشلها فقط، لكن حان الوقت لرحيلها وهو ما يجب أن نضعه في الحسبان.
فالكتابة العامة التي تتعلق بها قضية الصحراء الغربية كثيرا يلزمها عام كامل تقريبا كي تتحرك من "جديد" في قضية الصحراء الغربية. الأمين العام الحالي سيرحل نظريا منتصف السنة الحالية ومعه قد يرحل- أحتمال كبير- المبعوث الشخصي روس. من جانب المحتل المغربي سيحاول فرملة أي تقدم ستحاول الأمانة العامة الحالية المتهية ولايتها القيام به، ويراهن على الأمانة العامة القادمة أو على الأقل يراهن على ربح ما يستطيع من الوقت كي يستعيد أنفاسه بعد سنة شاقة وفاشلة.. ففي أنتظار أن يتم تبديل الأمانة العامة الحالية، ويتم نقل السلطات من أمين عام إلى أمين عام ويتم البدء في العمل والرزنامة سيلزمنا وقتا طويلا لا يقل عن سنة أو على الأقل تسعة أشهر.
ولا يراهن المحتل المغربي على رحيل الأمانة العامة الحالية للأمم المتحدة، بل يراهن، أيضا، على تغيير قد يحدث على مستوى الإدارة الأمريكية التي سيتم تجديدها في نهاية السنة. فالإدارة الحالية سببت الكثير من الإزعاج والصداع لحكومة المخزن، خاصة عندما أعلنت في سنة 2013م، أنها ستتقدم بمقترح إلى مجلس الأمن يطالب بتوسيع صلاحيات المينورصو. وسواء فاز الجمهوريون أو الديمقراطيون في أنتخابات الولايات المتحدة الأمريكية يتوقع المغرب أن الإدارة القادمة لن تكون مثل إدارة أوباما في ضغطها الصامت والصارم عليه. فمرحلة الانتخابات وتغيير الإدارة الجديدة وتنصيبها وترتيبها لأولوياتها وأوراقها قد لا يتم في أكثر من سنة. وحتى إذا فاز الديمقراطيون في الانتخابات الأمريكية فالمغرب يراهن على نجاح هيلاري كلينتون، صديقة حميمة للقصر الملكي، التي يتوقع الجميع أن تكون صديقة للمغرب أو على الأقل سيتحاشى شرها وضغطها.. كل هذه الأحداث التي ستطبع السنة الحالية تجعلنا لا نتوقع شئيا كثيرا قد يحصل على الأرض في الصحراء الغربية.. 
البعض منا يعول ويمني النفس أن الاتحاد الأوربي يمكن أن ينجح في الضغط على المغرب من خلال قضية الصحراء الغربية.. لكن هذا يجب أن يتم وزنه سياسيا أيضا. فالأتحاد الأوروبي من خلال لجوئه إلى مؤسساته القانونية مثل البرلمان والمحكمة العلياء للضغط على المغرب لم يفعل ذلك كتوبة. فهذا الأتحاد يعرف منذ تأسيسه أن البزنسة مع المغرب والتي تشمل الصحراء الغربية هي غير قانونية، ويعرف ان المينورصو، مثلها مثل باقي بعثات الأمم المتحدة، يجب أن تراقب حقوق الإنسان.. مالذي استجد؟ الشيء الوحيد الذي أستجد هو أن المغرب أرتكب خطأ بأعتماده على منطق الإرهاب في ضغطه على أوروبا؛ فكل الذين تم قتلهم أو أعتقالهم في أوروبا منذ عمليات باريس هم مغاربة، والاتحاد الأوروبي يعرف أن للمخزن يد سوداء خفية في كل ذلك، وبالتالي حتى يتم الضغط على المغرب كي يوقف إرهابييه ويسحبهم من أوروبا يقوم الاتحاد الأوروبي بالضغط عليه من خلال قضية الصحراء الغربية. هذا كل ما في الأمر.. فمتى سحب المخزن إرهابييه من أوروبا وأوقف تهديده لها سيتم طي ملف الصحراء الغربية.. فالضغط على المغرب هو فقط من أجل جعله يقوم بحراسة أوروبا من الإرهاب، وطلب منه أن يتعاون أمنيا لتصفية المغاربة المشكوك فيهم في أوروبا. هذا فهمه المخزن منذ الأيام الأولى، وبدأ فعلا يعمل عليه، وبدأ يتعاون بحماس وجد مع المؤسسات الأمنية الأوروبية كي يصفي أوروبا من كل الذين يمكن أن يكونوا عناصر إرهابية خطرة..
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *