-->

معا لنعيد بصيري الي "الحياة"

بقلم: ازعور ابراهيم.
اسلوب الإحتكام الي الشوارع ،اصبح من الطرق المعروفة و الواضحة التي تحتل مكانة خاصة في تاريخ المطالبات بالحقوق المشروعة من حيث الاهمية علي الأقل. فالمواضيع التي تجذب الناس وتشدهم وتدفعهم للالتفاف حول قضية ما، تتحول وبسرعة الي جزء من القناعة السائدة، خاصة عند المجتمعات التي تخضع فيها معظم القضايا التي تهم الرأي العام الي نقاشات حيوية وحامية الوطيس احيانا؛وحينما تنجح في جعل الناس تستمع لتقرر،فان قضيتك تصبح اسهل،وغير مكلفة قانونيا.
ومع أن هذا الانجاز لا يمكنه أن يتحقق بين يوم وليلة،فانه يحتاج الي جهد كبير يعكس المساعي الشعبية المبذولة في سبيل الوصول الي نتيجة يكون للشارع دورا فيها.
احداث "الزملة" التي نتجت عنها عملية اختفاء قسري لفقيد الحركة الوطنية الصحراوية ضد الاستعمار الاسباني،محمد بصيري؛ قد تكون موضوعا دسما ومناسبا،لعرضه وطلب مساعدة الشارع الغربي فيه.
ويجب التذكير هنا،بأنه وقبل ظهور هتاف الجماهير الصحراوية المطالبة برحيل المستعمر الاسباني من الصحراء الغربية في17يونيو عام1970،وعلي عكس ما يعتقده به البعض؛كانت اسبانيا علي علم تام من خلال مخبريها،بما يعد ويخطط له الصحراويين،لكنها لم تكن جاهزة للتعامل مع سقف مطالبهم الكبيرة؛لذالك واجهتهم بالرصاص الحي،لتأخذ الاحداث شكلها الدامي.وبعد نصف قرن من الصمت المتعمد تجد نفسها في موقف شديد الحرج،فهي لا تعرف كيف يستقيم لها الصمت والتستر علي جريمة فظيعة من هذا الحجم،وقد راح ضحيتها كثيرون تحدثت عن حالات منهم تقارير مقتضبة للشرطة الاسبانية.والظاهر ان السلطات الاسبانية افرجت فقط عن ما تريد ايصاله لنا بشأن الاحداث، علي مراحل،بعد أن حاولت ملء الفراغ بقشور سردية حول يوم الاحداث،والتحضيرات التي سبقته؛اما الذي لا يتفق مع ما تريد ايصاله للرأي العام،قامت بحذفه،وهو كل ما يتعلق بمجموعة من الحقائق وفي مقدمتها مصير زعيم الحركة،الفقيد محمد بصيري،الذي اشرفت مخابراتها العسكرية علي عملية اختفائه القسري،ولا تزال تصر علي الاحتفاظ بجثته،رغم مرور ما يكفي من الوقت لرفع الحذر عن سرية الموضوع ؛ومع أن اسبانيا قوة استعمار،فهذا لا يمنحها الحق بالقيام بكل ما قامت به في حق سكان الارض الاصليين؛وعليه،فإن امر تنظيم حملة دولية للضغط علي اسبانيا؛وحملها علي التحلي بالشجاعة اللازمة والاعتراف بمسؤوليتها الكاملة عن احداث الزملة،ثم الكشف عن مصير فقيد الشعب الصحراوي وزعيم حركة نضاله السلمي،يعد امرا بالغ الاهمية في هذا الظرف،حتي يتمكن-علي الاقل- من أن ينال حقه في الدفن الشرعي طبقا للطقوس الاسلامية؛وباشراف من اهله وذويه.
ولموريتانيا المجاورة نصيب مما اغترفته اسبانيا بحق ابناء شعبنا،وعلي الرغم من تمتع الشعبين الصحراوي والموريتاني باربعة عقود من السلم والمصالحة،وتحول نظامها من العسكري نحو المدني،ثم استعادته من طرف العسكر مجددا؛تبقي هذه الاخيرة تصر علي الاحتفاظ غير المبرر بجثامين عدد من شهداء عملية انواقشوط وعلي رأسهم زعيم الحركة،وأول رئيس للجمهورية الصحراوية،الشهيد الولي المصطفي!!

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *