سطور الى معتقلي اكديم ازيك
عامٌ قضى و قدا عام، و قضى معتقلي اكديم ازيك عام آخر خلف قضبان الغزاة في انتظار الحسم، فقضى الحسم اجله لما قضى قراراَ لمجلس الامن صيغ على عجالة للاستهلاك الاعلامي بأن اربعون عام لا تكفي و بأن فاتورة و مستحقات هذا الحيز المستقطع من التاريخ الذي قدر لهم التضحية فيه كانت اكبر هذا العام.
عامٌ قضى، فقضت بقضائه اربعون عام من الانتظار كان فيها صُناع القرار يتراوحون اماكنهم بسرعة الضوء متخذين من فشل المينورسو في تنظيم الاستفتاء شماعة يعلقون عليها اشياء كثيرة قد لا تهمهم بقدر ما يهمهم انها كانت كافية لتستفز ضميرنا الجمعي كي نقول لهم (معتقلي اكديم ازيك)، لمن كتبو آخر الصفحات المشرقة في تاريخنا كشعب شكراَ لكم و لكي نقول لهم اننا آسفون، آسفون لان الحسم اُجل و لاننا لا نعلم لما الحسم اُجل.
و لنقول لهم انه قد يكون لاي سبب، كأن يكون لان سيداَ ذا ربطة عنق انيقة استيقظ ذات صباح بمقر الامم المتحدة على بعد 8600 كيلومتر من مدينة العيون المحتلة و و اقعها المأساوي و من شرفة مكتبه المطلة على الضفة الشرقية للايست ريفو اخذ فنجان قهوته ذات الاريج العربي و التي كانت قد اهديت له من سفرية غير رسمية اقتادته الى فيلا باحدى ضواحي مدينة أكادير المغربية، و اخذ في اعادة انتاج قرار جديد قديم اُرشف هذا العام تحت الرقم 2218/2015 يمدد بموجبه معاناة الشعب الصحراوي سنة اخرى.
او ربما لان رجالا اقل اناقة لم يستيقظو ذات ربع قرن الا مرة كل اربع سنوات يعيدون فيها انتاج عجزهم ليمددو بدورهم هذه المعانات اربع سنوات اخرى و ليدفعو بوطن الى ان يحمل حقائبه و نفسه على الرضا بما قضى كريستوفر روس و "التنظيم" و اختيار منفاه بنفسه.
نحن آسفون لاننا قمنا بتقزيم احلامكم فاكتفينا بالتنديد بفشل المينورسو و لاننا لم نكتفي بمنحها عام آخر من الشرعية في كل مرة دون تفعيل اسباب وجودها بل و فشلنا في فرض مراقبة و حماية انتهاكات الدولة المغربية لحقوق الانسان كمهمة بديلة، اربعون عام كانت كافية لكي نقول لكم اننا آسفون لاننا فشلنا حتى في ان نفشل.
و لانكم تعرفون جيداَ معنى التغرب في الوطن و عن الوطن و لأنكم تعرفون جيداَ ان المنفى لم يكن يوماَ ترفاَ و ان المقاومة قدر و اختيار، فانتم حتماَ تعرفون ان هذا الوطن لن يتوقف عن انينه المزعج لهؤلاء و لاولئك و ان هذا الجيل لن يتوقف عن التوجس و القضب و الثورة لهذا الوطن، لن يتوقف و عام آخر يبتسم في خجل و الم باعين ايتام شعبنا.
احمد السالك