التحدي الأبرز للأمن الصحراوي في المنطقة
يتفق أغلب المختصين في الدراسات الأمنية أنه لانتقال المجتمع إلى الأفضل لابد من توفر عنصر الأمن ،حيث يكون ذلك عبر توفير التفاعل التعاضدي بين أشكال الأمن بمفهومه الصلب واللين ويكون ذلك تماشياً مع ديناميكية ما هو موجود من مستجدات حديثة تمس الظاهرة الأمنية والدولية سعياً لتحقيق الحد الأدنى للأمن للشعوب والمجتمعات مما يوفر التوازن والاستقرار في أي منطقة كانت، ومن هذا المنطلق فالمجتمع ببساطة هو جهاز المناعة بالنسبة للأمن لتحقيق التطور الذي تسعى من خلاله الدولة كأولوية لتحقيق البعد الرابع الاستمرارية عبر الانتقال من القوة إلى القدرة على مواجهة كافة التحديات بمختلف أشكالها سواء كانت أمنية أو اقتصادية.
وتعتبر الظاهرة الأمنية الجديدة معقدة وزاحفة تسببت في زعزعت استقرار الكثير من مناطق العالم بما فيها دول الساحل الإفريقي (مالي)، لذا فوجب على الأمن الصحراوي الاستعداد لمواجهة تلك التحديات بمختلف أصنافها سواء كانت صلبة أو لينة، خاصة وأننا نعيش اليوم ضمن جوار إقليمي ناري (الساحل الإفريقي) ثقيل بالتهديدات من كل الجهات والجبهات.
ولهذا وجب كذلك على صانع القرار الأمني تدعيم وزيادة الوعي في كل مستوياته لاسيما لدى المختصين وصناع القرار الأمني بضرورة العمل بشكل أكثر ديناميكية وعبر وسائل متطورة مع المستجدات المتتالية لتصب جميعها في كيفية الحماية والحفاظ على الأمن الصحراوي ،خاصة وأننا محاطين بحزام مثقل بالتهديدات من كل الجهات.
ومن هذا المنطلق على الدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو التنسيق والتعاون المشترك بين الدول لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة الساحل باعتبار أن أمن الجمهورية الصحراوية هو أمن الجار وأن التهديدات الأمنية أصبحت زاحفة لاسيما اللينة منها.
- التعامل مع الجهات المعنية في إطار شراكة لحماية الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة ومنع انتشارهما.
- العمل مع دول المنطقة على تأمين الحدود التي تعتبر “البطن الرخو” للأمن لاتساع المساحة.وإذا تتبعنا المسار الأمني لأي دولة كانت فان يرتكز على نقطة انعطاف التي من خلالها تجعل المواطن شريك في العملية الأمنية وهذا ما اتضح لنا سنة 2011 في المخيمات ، إلا أن الدولة الصحراوية تمكنت من حل المشكل، ولكي لاتتكرر العملية يجب الاهتمام لما يلي :
- العمل على زيادة الالتفاف حول الجيش والأجهزة الأمنية وتقويتها ومدها بإطارات قادرة على إيجاد تصورات وتحاليل للواقع الأمني لدول الجوار ورسم إستراتيجية استباقية للمواجهة.
- العمل والمساهمة على بعث الأمن في منطقة الساحل المتاخمة لمخيمات اللاجئين الصحراويين.
- التأكيد على محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أشكالها والتصدي للجماعات الإرهابية.
وبهذا نستخلص أن الوضع الأمني في المنطقة خطير جداً وله تأثيرات سلبية على أمننا ،وبالتالي لابُد من زيادة المجهودات الوطنية المثلى للحفاظ على أمننا القومي والبحث عن مقاربة ناجعة تعتمد على التعاون والتنسيق الإقليمي والقاري بعيدا عن التدخلات ، فتحقيق أمن المنطقة يعني تحقيق أمن الدولة الصحراوية.
بقلـــــم : صيلة دلاهي ـ خبير في الشؤون الامنية